عاصفة الشارع.. فرنسا تستعد لأسبوع ساخن من التعبئة والإضرابات
تتجه فرنسا إلى أسبوع جديد من التحركات الاجتماعية، مع تصاعد الدعوات إلى التعبئة الشعبية والاحتجاجات في مختلف المدن. وبينما حدد يوم 26 أيلول- سبتمبر المقبل موعداً لتحرك المزارعين، يشهد الخميس المقبل إضراباً عاماً دعت إليه النقابات العمالية، وسط ترقّب لانضمام متظاهري حركة «لنغلق كل شيء» الذين حشدوا الأسبوع الماضي نحو 200 ألف شخص في الشوارع.
وأعلنت التنسيقية النقابية المشتركة أن الإضراب سيطال قطاعات واسعة، من بينها التعليم والنقل والصيدلة والعلاج الفيزيائي، بحسب محطة «إر.إم.سي» الفرنسية. وتراهن النقابات على أن مشاركة الحركة الاحتجاجية الجديدة ستمنح المسيرات زخماً أكبر. في مدينة سان مالو، اجتمع ناشطون من مدن عدة، مؤكدين ضرورة التنسيق بين النقابات والحركات الشعبية لتجنب أخطاء الماضي، حين اصطدمت النقابات مع حركة «السترات الصفراء». وقال أحد المشاركين: «لدينا أهداف مشتركة، ويجب أن نضغط معاً حيث يؤلم».
النقاشات بين المحتجين لا تقتصر على تنظيم المسيرات، بل تشمل أيضاً أفكاراً لتوسيع دائرة النضال، مثل توزيع المنشورات، توقيع العرائض، وعمليات الحصار والإغلاق.
وقال الناشط بيار: «لن نتراجع بهذه السهولة. يجب أن تكون تحركاتنا جذابة واحتفالية حتى لا يخاف الناس من الانضمام إلينا».
وتشهد مدن عدة في منطقة بريتاني، وعلى رأسها رين، استعدادات لتحركات مرتقبة ابتداءً من الأربعاء، ما يجعل البلاد أمام أسبوع حافل بالاحتجاجات.
ويرى مراقبون أن نجاح هذا الحراك يعتمد على قدرة النقابات والحركات الجديدة على تشكيل جبهة موحدة تحافظ على زخم الشارع وتوسع دائرة المشاركة، بعيداً عن الانقسامات التي أضعفت تجربة «السترات الصفراء».