•• العين - الفجر
استضاف مجلس الفكر والمعرفة بالتعاون مع مؤسسة بحر الثقافة  في أبو ظبي ندوة أدبية لمناقشة رواية نيرفانا للكاتبة الأردنية هند خليفات، وذلك بحضور الشيخة الدكتورة شما محمد خالد آل نهيان والكاتبة هند خليفات، ونخبة من عضوات المجلس والمؤسسة وعدد من المهتمات بالشأن الثقافي في المجتمع الإماراتي.
وفي مداخلة محورية قدمت الشيخة الدكتورة شما قراءة نقدية مكثفة للرواية، معتبرة أن "نيرفانا" ليست حكاية خطية بقدر ما هي تجربة فكرية وروحية تحاور أسئلة الهوية والإنسان في زمن التحولات وتوقفت عند أبرز محاور النص، مؤكدة على أن الهجرة في الرواية ليست انتقالا جغرافيا وحسب، بل رحلة لإعادة اكتشاف الذات، حيث تتبدى الهوية في صورة سائلة تتغير بتغير الزمان والمكان كما شددت على أن التسامح يبرز كبوصلة أخلاقية تتجاوز الأديان نحو فضاء إنساني مشترك داعية كل قارئ إلى مساءلة قدرته الحقيقية على المسامحة حين تتقاطع مع الجرح الشخصي.
وأشــــــــارت الشــــــيخة شما إلى أن شبكة العلاقات الإنسانية في العمل "تشبه نسيج الحياة بين الحــــــب والكــــــرامة والـــــوفاء والخيانة؛ لافتة إلى إضـــــاءة الرواية على دور الكـــــبار بوصفهم حملة للقيم والاتزان والصبر.
 وتطرقت إلى الوجه المظلم الذي تكشفه الرواية من ازدواجية المعايير والعنف باسم الشرف، حيث يتواجه الحرية والقيد في مساحة واحدة وختمت بالقول إن الفن حاضر في نيرفانا كطاقة خلاص ومساحة للتنفس وسط صخب الألم وأضافت حين تغلق الكتاب تشعر أننا خرجنا من معركة لا ندري هل انتصرنا على وجعنا أم انكسرنا وهذا في جوهره دليل على نجاح النص أن يترك قارئه محايدا.
كما قدمت الشيخة شما مجموعة من التساؤلات المفتوحة للنقاش حول إعادة تشكيل الهوية في تجربة الهجرة، وحدود التسامح في مواجهة التزمت والعنف، والموازنة بين الحب والكرامة عند تعارضهما وهل خرج أبطال الرواية منتصرين أم منكسرين.
من جانبها أعربت الكاتبة هند خليفات عن تقديرها وسعادتها بطرح ورؤية الشيخة الدكتورة شما للرواية وأن قراءتها الأدبية العميقة، أفضل ما يمكن أن يحدث للرواية.
وأضافت أن القراءات والنقاشات التي استمتعت بتداولها مع أعضاء مؤسسة بحر الثقافة ومجلس الشيخة شما كانت حقًا من أعمق وأفضل المعالجات والقراءات التي تناولت الرواية.
وأن مجلس الشيخة شما يُعد حراكًا ثقافيًا إماراتيًا وعربيًا عميقًا، وإبحارًا فكريًا وثقافيًا في كل عمل يقدمه، وأعتقد أن هذا المساء الظبياني كان تتويجًا لهذا العمل.
كما عبّرت العضوات عن تقديرهن لجرأة الرواية وشفافيتها في الطرح والسرد، مشيرات إلى نجاحها في تفكيك صور العنف الرمزي الكامن في البنية المجتمعية، وفتحها لأفق واسع من التأمل في أخلاقيات التسامح، وكرامة الفرد، واستعادة المعنى الإنساني عبر الفن بوصفه وسيلة للتعبير والتحرر.