منظمة الصحة العالمية أولى مسارحها

فيروس كورونا: الصين -الغرب: هل هي المواجهة...؟

فيروس كورونا: الصين -الغرب: هل هي المواجهة...؟

-- ترفض الولايات المتحدة أن تجري منظمة الصحة العالمية التحقيق في أصل فيروس كورونا
-- في خطوة استفزازية، تعتزم الولايات المتحدة دعوة تايوان للمشاركة في مؤتمر المنظمة الأممية
-- ريتشارد هاس: «لا تدخلوا في حرب باردة جديدة ضد الصين»
-- إثارة المشاعر القومية للحفاظ على تماسك الشعب الصيني مقاربة محفوفة بالمخاطر
-- الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية ستكون فرصة لمواجهة جديدة بين الغرب والسلطات الصينية


   فرصة أخرى ضاعت ! بعد أسابيع من المفاوضات، رفضت الولايـــات المتحدة يــــوم الجمعـــة مشـــروع قرار جديــــد في مجلس الأمـــن الدولي يدعــو إلى هدنــــة عالميـــة خـــلال الوبـــاء.ويشير النص، إلى واجب الــــدول في التعاون ودعــــم المؤسسات المتعددة الأطراف المتضررة من مثل هذه الأزمــات، مثل منظمـــة الصحة العالمية.
  بالنســــبة لـــــوزارة الخارجيــــة الامريكيـــة، هــــذا الفشــــل الجديـــد سببه الصين.
“الشفافية والبيانات الموثوقة ضرورية لمكافحة هذا الوباء والوباء القادم”، قال المتحدث باسم الدبلوماسية الأمريكية.

   كما ان أحدث الإخفاقات في مشروع القرار هذا، الذي سيسمح بظهور جبهة موحدة للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، تعود أيضًا إلى المطلب الأمريكي بتضمين عبارة “فيروس ووهان” للإشارة لفيروس كورونا..
 كما لو انه من الضروري تحديد متهم ومذنب بجميع عواقب الوباء لإعفاء البيت الأبيض من أخطائه الذاتية.

   في الأسبوع المقبل، من 18 إلى 22 يناير، ستدور الجلسة العامة العالمية الصحية في جنيف. وسيتعين على “برلمان” منظمة الصحة العالمية هذا، تقييم الإجراءات المتخذة ضد كوفيد-19 والتخطيط للمستقبل، وبلورة وسائل الاستمرار في التعبئة والاستعداد لرد دولي أفضل عند انفجار أزمة وباء قادمة.
   وتعتزم الولايات المتحدة، التي أعلنت أنها تريد تقليص مساهمتها في ميزانية منظمة الصحة العالمية، وقد اتهمها دونالد ترامب بأنها “في قبضة الصين”، تعتزم تحدي بكين مباشرة هناك. لا سيما من خلال اقتراح دعوة تايوان للمشاركة في هذا التجمع، ليس فقط لأن سلطات تايبيه قامت بعمل رائع في مكافحة العدوى، ولكن أيضًا لأن تايوان تشكو من استبعادها من ثلثي الاستشارات الفنية المتعلقة بمكافحة الفيروس. وبالنسبة إلى بكين، فإن دعوة تايوان يعني اعتبار هذه الجمهورية المتمتعة بحكم ذاتي منفصلة عن الصين، وبالتالي تشجيع استقلالها.

أستراليا، “شوكة
 في قدم الصين»
  في لعبة الضغط هذه على بكين، وجدت واشنطن حليفاً هي أستراليا.
 فمن خلال الدعوة إلى إجراء تحقيق دولي في أصل الفيروس، تحقيق ترفضه بكين بشكل قاطع، جذبت حكومة كامبرا مرة أخرى غضب النظام الصيني. وتشبه صحيفة “جلوبال تايمز”، الناطقة باسم السلطات الشيوعية، أستراليا بـ “بعلكة تلتصق بحذاء الصين”. في غضون ذلك، هدد السفير الصيني في أستراليا البلاد بمقاطعة صادراتها.

   العديد من الحكومات الغربية الأخرى على نفس الخط تجاه الصين فيما يتعلق بعمل الشفافية اللازمة لفهم أصول الوباء بشكل أفضل. لكن الأوروبيين فهموا بوضوح أن من صالحهم التموقع كقوة توازن بين الولايات المتحدة والصين... تمرين صعب بسبب تعنت الحكومة الصينية.
   هذا الأسبوع، بينما وقع السفراء الأوروبيون الـ 27 لدى الصين رسالة احتفالاً بالذكرى السنوية الـ 45 للعلاقة بين الاتحاد الأوروبي وبكين، تم صنصرة فقرة تضمنتها هذه الوثيقة تشير إلى التعاون والشفافية اللازمين ضد الفيروس، من قبل تشاينا ديلي، وهي صحيفة يومية تحت سيطرة الحزب. وقبل ممثل الاتحاد الأوروبي في الصين، الفرنسي نيكولا شابوس، التنقيح بشرط أن يتمكن كل وفد من توزيع النسخة الكاملة للرسالة بوسائله الخاصة، الا ان بروكسل، وبّخت الدبلوماسي ... نعم للتعاون لا للضعف والتنازل.

   يستفيد الغرب من رافعة كبيرة ضد الصين: نسبة عدم شعبية النظام الشيوعي لدى الرأي العام. وفقا لمسح مركز بيو للأبحاث الذي نشر الشهر الماضي، فإن 66 بالمائة من الأمريكيين لديهم رأي سلبي تجاه الصين، بينما يرى 91 بالمائة ان نفوذ الصين وقوتها يشكلان تهديدا لأمنهم. في فرنسا، وفقًا لدراسة أجريت في الأيام الاخيرة، تعتبر الصين والولايات المتحدة الدولتين الأكثر خطورة في العالم، قبل روسيا بكثير. وتم دراسة العديد من هذه التحقيقات من قبل الأجهزة الصينية واحالتها إلى وزارة الداخلية.
  وحسب رويترز، تم تقديم تقرير حول هذا الموضوع، أعدته مؤسسة فكرية قريبة من الأجهزة الأمنية، في بداية الشهر الماضي إلى كبار القادة الصينيين، منهم الرئيس شي جين بينغ، يشير إلى أن عدم الشعبية في العالم فيما يتعلق بالصين هي في أعلى مستوياتها منذ احداث ساحة تيان ان مين، ويحذر القادة من خطر مواجهة مسلحة مع الولايات المتحدة إذا استمرت العلاقات في التدهور.

استنفار القومية
  هذا لم يمنع، يوم السبت الماضي، المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية، هوا تشونيينغ من نقل، عبر تويتر، مقتطف من برنامج لشبكة سي ان ان الأمريكية، حذر فيه عالم الجغرا-سياسية فريد زكريا، إدارة ترامب من الضغط على أجهزة المخابرات الأمريكية لتوفير معلومات متحيزة حول دور الصين في انتشار الفيروس. “الصين لن تكون العراق” كتب المسؤول الصيني باقتضاب، في اشارة الى الحرب الامريكية عام 2003 ضد عراق صدام حسين بناء على معلومات استخبارية ملفقة حول أسلحة الدمار الشامل في بغداد.
  «الزعم بأن الولايات المتحدة تتآمر ضد الصين لمهاجمتها أو غزوها، كما يفعل المسؤولون الصينيون منذ أيام قليلة، ليس بالمهزلة فحسب، بل إنه خطير أيضًا”، يعلّق أنطوان بونداز، المتخصص في شؤون آسيا في مؤسسة البحوث الاستراتيجية. و”إن اثارة المشاعر القومية بأي ثمن للحفاظ على تماسك الشعب الصيني مقاربة محفوفة بالمخاطر».

   الا ان سياق الحملة الرئاسية في الولايات المتحدة يمكن، رغم كل شيء، أن يشعل مسار الأحداث على الجانب الأمريكي. ففي أحدث مقطع إعلاني سياسي صدر هذا الأسبوع، يتبادل دونالد ترامب وجو بايدن التهم والصفعات. يتهم الأول الديمقراطي بأنه شريك ساذج للصين خلال عودتها القوية تحت رئاسة أوباما. ويندد الثاني بموقف الرئيس الجمهوري غير المتماسك تجاه بكين بحربه التجارية من جهة، وتساهله وتراخيه في وقت الوباء، من جهة أخرى. وجراء رد فعله المتأخر على الفيروس، تسبّب ترامب، وفقًا لحملة بايدن، في وفاة عشرات الآلاف من الأمريكيين، بينما ترك أكثر من ثلاثين مليون اجير عاطل عن العمل.

مشكلة التحقيق
من سيحاول الحصول على وقف إطلاق نار لفظي بين واشنطن وبكين، في وقت أصبحت فيه الصين كبش فداء مثالي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟ أوروبا؟ وهذا يستدعي قبول بكين في النهاية، بناء على طلب الأوروبيين في جنيف الأسبوع المقبل، إجراء تحقيق مستقل لتحسين التعاون الدولي ضد تداعيات الوباء.
يوم الجمعة، خففت وزارة الخارجية الصينية أخيراً موقفها من خلال دعم إحداث لجنة، ولكن تحت رعاية منظمة الصحة العالمية، لتقييم “الرد العالمي” على كوفيد 19، معربة عن املها في أن يتم هذا التقييم بطريقة “منفتحة وشفافة وشاملة”. خطوة إلى الأمام اذن، ولكن الولايات المتحدة لن تسمح بإجراء هذا التحقيق في إطار منظمة الصحة العالمية التي لم تعد تثق فيها.

   كتبت ممثلية الاتحاد الأوروبي في بكين، التي يبدو أنها استوعبت أن كل تساهل لن يثمر، كما أثبتت حلقة صنصرة نصها في صحيفة تشاينا ديلي، على الشبكات الاجتماعية: “برفضها تحمل مسؤولية أخطائها، من خلال عدم الترخيص بإجراء تحقيق مستقل على أراضيها والسعي إلى الاستفادة من الوباء، فإن الصين لا تساعد المجتمع الدولي «.
   ويكفي القول ان هذا التوتر قد يولد أخطاء في التفسير والتأويل وردود فعل غير مناسبة أو عنيفة. وهذا ما يخشاه مدير مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس، المخضرم في الدبلوماسية الأمريكية. “لا تدخلوا في حرب باردة جديدة ضد الصين”، كتب في صحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة. “بكين تطرح تحديات حقيقية، ولكن التهديدات الأكثر فظاعة التي تواجه الولايات المتحدة هي مشاكل عالمية مثل فيروس كورونا”... ضمنيا، حان الوقت لخفض درجة الحرارة، لفالمواجهة مع الصين هي معركة لن ينتصر فيها أحد.
* رئيس تحرير القسم الدولي في صحيفة لوجورنال دو ديمانش. من مؤلفاته، “هيلاري كلينتون من الألف إلى الياء”، و”العيش مع الأمريكيين”، ومترجم وكاتب مقدمة كتاب “عن العرق في أمريكا باراك أوباما».

 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/