كمائن القاعدة تهز مالي.. شاحنات محترقة وجنود محتجزون كرهائن

كمائن القاعدة تهز مالي.. شاحنات محترقة وجنود محتجزون كرهائن


بينما كانت السلطات العسكرية الحاكمة تحاول الترويج لاستقرار مالي من خلال احتفالات ضخمة في العاصمة باماكو، بث التنظيم المسلح «نصرة الإسلام» فيديوهات تظهر هجمات على شاحنات الوقود ودوريات للجنود الماليين والبوركينابيين، قال إنهم رهائن لديه. ونفذ متشددون منضوون تحت لواء تنظيم «القاعدة» الإرهابي هجمات في وضح النهار، دون مواجهة تذكر، بعد أن استهدفوا دورية عسكرية أسفرت عن مقتل جندي، وأضرموا النيران في عدة شاحنات للوقود، مما تسبب في أضرار مادية جسيمة. وجاء هذا الهجوم المقلق في غرب وجنوب مالي، حيث أصبحت ممرات الطرق الرئيسة التي تربط مالي بكوت ديفوار والسنغال تتعرض بشكل متزايد لأعمال التخريب والنهب والكمائن، وفق ما أوضحت مصادر مالية لـ»إرم نيوز» مساء الثلاثاء. وأثناء توجهه إلى باماكو، تعرض بيرمان ندياي، سائق شاحنة محملة بالبضائع، لهجوم عنيف؛ ولا يزال ندياي يعاني من الصدمة، وقد روى معاناته للصحافة المحلية: «أطلقوا النار على الإطار الأمامي لشاحنتي، مُقنعين ومسلحين ببنادق ثقيلة، بعد أن رفضت التوقف!». واختُطف لفترة وجيزة، ثم أُطلق سراحه بعد بضعة أيام، يُعد بيرمان ندياي أحد آخر ضحايا جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي شنت سلسلة هجمات على الطريق الإستراتيجي الرابط بين داكار وباماكو في الأسابيع الأخيرة.

فجوة الواقع الأمني
وحين كانت السلطات العسكرية تحاول الترويج لاستقرار مالي من خلال الاحتفالات الفخمة في باماكو، أبرز هذا الهجوم الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع الأمني على الأرض.
واحتفلت مالي، ليل الاثنين إلى الثلاثاء، بالذكرى 65 لاستقلالها، حيث قال الرئيس الانتقالي، عاصيمي غويتا، في كلمته إن جيشه تمكن من «تأكيد سيادة مالي على كامل أراضيها»، وأضاف أن «الهجمات الجبانة الأخيرة التي شنتها الجماعات المسلحة والإرهابية تعكس فزعها في مواجهة الضغوط» من القوات المسلحة. وفي يوم الاستقلال هذا، نشرت جماعة نصرة الإسلام، وهي جماعة مقربة من تنظيم القاعدة، مقطع فيديو دعائياً جديداً يظهر فيه العديد من الرهائن العسكريين الماليين والبوركينابيين، بعضهم مختطف منذ أكثر من عامين، ويُطالبون باماكو وواغادوغو بالتفاوض على إطلاق سراحهم.
ويُعد هذا الفيديو الدعائي الثالث، على الأقل، الذي تُصدره الجماعة المتشددة، التي تُواصل حصارها لمنطقتي كايس ونيورو في منطقة الساحل منذ يونيو-حزيران.
وصرح خبير أمني مالي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن هذه الهجمات والحصار تهدف إلى إثبات أن الدولة المالية لم تعد تملك أي سلطة تتجاوز باماكو. وفي حربها ضد الحكومة المالية منذ سنوات، أعلنت الجماعة «جهادًا اقتصاديًا» ضد باماكو في أوائل سبتمبر-أيلول، لا سيما من خلال حظر استيراد الوقود الذي يصل إلى مالي، الدولة غير الساحلية، من السنغال. ومنذ ذلك الحين، تضاعفت الهجمات في المنطقة الحدودية بين البلدين، مستهدفة جميع أنواع الشحنات دون تمييز، ومهددة التبادلات الاقتصادية بين الجارتين.
زيادة على ذلك، في بلد مزقته الحرب وانعدام الأمن، يشكّل هذا الحصار تهديدًا أكبر للسكان المحليين.
ووفق تقرير صادر عن معهد تمبكتو، أدت هذه الهجمات المتكررة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وتُهدّد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى السكان.
ولا تستهدف هذه الغارات المسلحة سائقي الشاحنات المحليين فحسب، بل تستهدف أيضًا المصالح الأجنبية تحديدًا. وقبل بضعة أسابيع، أضرمت الجماعات المسلحة النار بشكل ممنهج في معدات بناء صينية كانت تُستخدم في إعادة تأهيل طريق في منطقة كايس، الواقعة على الحدود مع السنغال، وخلال هذه العملية، اختطف المهاجمون مواطنين هنودًا وصينيين يعملون في المشاريع.