حمدان بن محمد يلتقي أكثر من 100 من منتسبي الخدمة الوطنية والاحتياطية المتميزين في برنامج النخبة
كيف ستتعامل إيران مع المتغيرات في العالم؟
فرضت المتغيرات الدولية بعد الحرب الأوكرانية، معطيات جديدة على واقع السياسة في إيران، فيما يتعلق بشكل التحالفات مع أقطاب هذه الحرب وخاصة روسيا، إضافة لمحاولة الاستفادة من هذه المتغيرات للضغط على واشنطن والقوى الغربية بعد انهيار مباحثات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وسلطت صحف عربية الضوء على تعامل إيران مع هذه المتغيرات، ومع دعوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة جدة للأمن والتنمية، لإيران بأن تكون جزءاً من رؤية المنطقة، ومدى استعداد إيران لأن تعمل بما يوجيه قبول هذه الدعوة، بما يحقق الاستقرار في الخليج.
قابلية التغيير
ويرى الكاتب في صحيفة “النهار” اللبنانية حسن المصطفى، أن الأمير محمد بن سلمان، ينطلق خلال دعوته من منطق رجل الدولة الذي يعي أن ازدهار السعودية وتنميتها، وأيضاً استقرار الخليج ورفاهية شعوبه، لا يمكن أن تتحقق إذا لم يتم تصفير المشكلات وحل الملفات السياسية والأمنية العالقة، ويسود التعاون والتواصل بين جميع العواصم في الإقليم.
وقال: “الرياض لا تطرح رؤيتها للسلام من منطق الضعف أو الانكفاء الداخلي، بل وفق منهجية تعي أن استقرار إيران واحترامها دول المنطقة، هو أمر في مصلحة الجميع، لأن استمرار الخلافات بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي سيزيد من منسوب التوترات الطائفية والمليشيوية والأمنية».
وأضاف “حتى الآن، يبدو أن ثمة وجهة نظر وازنة في إيران تريد أن تخفف من حدة خلافات إيران مع جيرانها، وعدد من الساسة، ومن ضمنهم الرئيس السابق حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، ممتعضون من السياسات العدائية تجاه المملكة».
وأشار الكاتب إلى أن التصريحات الإيجابية من إيران حول العلاقة مع جيرانها تنتظر أن تدعمها الأفعال، من خلال تثبيت الهدنة في اليمن، وكبح جماح الجماعات المسلحة الموالية لإيران في العراق، لتتمكن أي حكومة عراقية قادمة من حل المشكلات العالقة، وكذلك الأمر في لبنان.
وأكد الكاتب أن “التغيير ممكن في إيران، وإن كان يحتاج إلى وقت، أو قد يكون بطيئاً، وقد يواجه ممانعة داخلية شرسة من الأصوليين، وذلك عائد إلى طبيعة النظام الحاكم حالياً، وتعدد أقطاب القوى فيه، وهي فرصة تاريخية أمام النظام الإيراني، وقد تكون مدخلاً لتحويل طريقة تفكيره نحو الواقعية السياسية، والاشتغال بالتنمية والتحديث».
أسابيع حرجة
بدوره، قال الكاتب في صحيفة “الشرق الأوسط” إميل أمين، إن “المشهد الأمريكي الإيراني، لا سيما بعد زيارة الرئيس بايدن إلى الشرق الأوسط، وتصريحاته في قمة جدة، وما قبلها، يدفع للتساؤل عن مآلات القصة التي لا بد لها أن تنتهي في غضون أسابيع، لكن كيف لها أن تصل إلى تلك النهاية، في ظل صراع إرادات، غربية بقيادة أمريكية، وإيرانية عبر عنت الملالي وتسويفهم للوقت».
وقال: “غالب الظن أن إيران اليوم أقرب ما تكون إلى القدرة على إنتاج قنبلة نووية، من أي وقت مضى طوال سرديتها المنحولة بخصوص حيازة طاقة نووية سلمية، التي مر عليها نحو عقدين من الزمن، لم تتوقف خلالهما إلا حين رأت القوات المسلحة الأمريكية بالقرب منها في العراق عام 2003، وحين قدر المساهمة في الإيقاع بالعم سام في المستنقع، عاودت الكرة من جديد».
وأضاف “لا يغيب عن أعين الباحثين الثقات أن الفارق بين القدرة الفنية على صنع القنبلة النووية الإيرانية وامتلاكها، هو التنفيذ فحسب، وإيران التي انتقلت من مستوى تخصيب 20 إلى 60%، يمكنها القفز خلال الأسابيع الحرجة إلى مستوى 90%، وبذلك يضحى الطريق إلى السلاح النووي الإيراني الأول معبداً، هذا إن لم تكن طهران قد حازت أشكالاً أولية من أسلحة الدمار الشامل النووية بالفعل».
وتابع “إيران لن توقع أي اتفاق مع أي رئيس، جمهورياً كان أم ديمقراطياً، وغرضها الرئيس هو أن يكون الكونغرس الضامن الأكيد، وحتى لا تتحلل أي إدارة قائمة أو قادمة من مسؤوليات تنفيذ الاتفاق الجديد، وضمان عدم تكرار انسحاب ترامب».
علاقة روسيا وإيران
في سياق ذي صلة، يرى المحلل السياسي الصربي نيكولا ميكوفيتش، في مقال له بصحيفة “العرب”، أن موسكو أصبحت معزولة بسبب حربها الكارثية في أوكرانيا، وهي اليوم في حاجة ماسة إلى الحلفاء وتسعى إلى ضخ معدات عسكرية جديدة، ولا يجب أن تتوقع أن تأتي المساعدة من إيران في أي وقت قريب بسبب المناخ الجيوسياسي الحالي والفرصة المتاحة لطهران للاستفادة من المأزق الذي وجدت نفسها فيه.
وقال الكاتب “اعتمدت روسيا في الماضي علاقاتها مع إيران للضغط على القوى الغربية، وخاصة منها الولايات المتحدة، لكن الحرب في أوكرانيا منحت طهران فرصة لقلب الطاولة».
وتابع “قبل أيام على غزو روسيا لأوكرانيا،
سعت إيران إلى توقيع اتفاقية تعاون أمني ودفاعي بقيمة 10 مليارات دولار مع موسكو،
وأرادت الانضمام إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي تهيمن عليه روسيا وتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية مع الكرملين، ولم تبد روسيا أي اهتمام لذلك، ومن غير المرجح أن تسرع طهران لمساعدة روسيا بعد تدهور موقع موسكو في الساحة العالمية».
واستدرك “لكن هذا لا يعني أن البلدين لن يستمرا في العمل معاً في مجالات أخرى، ستستمر روسيا وإيران في تطوير شراكتهما الاسمية لكن، من المستبعد أن تكون بالطريقة التي يتوقعها المسؤولون الأمريكيون».