لقب كوبا أمريكا وطفرة النتائج مصدر تفاؤل للمنتخب الأرجنتيني
تصب معظم الترشيحات في صالح المنتخبين الفرنسي حامل اللقب والبرازيلي قبيل انطلاق فعاليات بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم غير أنه لا يمكن استبعاد المنتخب الأرجنتيني من قائمة المرشحين بقوة لإحراز اللقب العالمي.
وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، قدم المنتخب الأرجنتيني مسيرة مقنعة للغاية في طريقه إلى المونديال حيث حافظ بقيادة مديره الفني الطموح ليونيل سكالوني على سجله خاليا من الهزائم في آخر 35 مباراة دولية خاضها، ما يجعله على بعد 3 مباريات من معادلة الرقم القياسي العالمي.
وتمثل المباراة الودية أمام المنتخب الإماراتي في 16 نوفمبر المقبل التحدي الأول في مسيرة المنتخب الأرجنتيني المقبلة للحفاظ على سجله خاليا من الهزائم ومعادلة الرقم القياسي العالمي.
كان المنتخب الأرجنتيني قد أعلن عن اختياره أبو ظبي لتكون مقرا لاستعداداته الجادة والأخيرة للمونديال، لما تتمتع به من إمكانيات فائقة ستوفر للفريق القدرة على التدريب الجيد والتركيز الشديد قبل المونديال.
وبعد فترة طويلة عانى فيها المنتخب الأرجنتيني من غياب البطولات على مدار أكثر من ربع قرن، استعاد الفريق بريقه من خلال الفوز في منتصف العام الماضي بلقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا).
وأصبح هذا اللقب هو الأول للفريق في البطولات الكبرى (كأس العالم وكوبا أمريكا) منذ فوزه بلقب كوبا أمريكا عام 1993.
ورغم كون المنتخب الأرجنتيني من أكثر المنتخبات مشاركة في بطولات كأس العالم حيث يخوض البطولة للمرة الـ18، أحرز الفريق لقب المونديال مرتين فقط وذلك في نسختي 1978 على أرضه و1986 بالمكسيك.
ولا يمثل هذا الرصيد ترجمة مناسبة للترشيحات التي ترافق الفريق إلى بطولات كأس العالم والتي كان أبرزها وأقواها في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان، ولكن الفريق خرج من الدور الأول للبطولة.
وبخلاف هذين اللقبين في المونديال، خسر المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية للبطولة في 3 نسخ، كانت أولاها في النسخة الأولى عام 1930 أمام أوروجواي صاحبة الأرض ثم في 1990 بإيطاليا أمام المنتخب الألماني، وتكررت الهزيمة أمام ألمانيا في نسخة 2014 بالبرازيل.
وفي باقي مشاركات الفريق بالمونديال (12 نسخة أخرى) كان الخروج المبكر من البطولة هو مصير الفريق فلم يستطع الوصول أبعد من دور الثمانية على الأكثر.
يأتي هذا رغم تمتع المنتخب الأرجنتيني على مدار التاريخ بالعديد من المواهب الكروية التي صالت وجالت في ملاعب الساحرة المستديرة وتركت بصمات واضحة في تاريخ اللعبة، بل وفي المونديال ذاته مثل الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا والنجم الحالي للفريق ليونيل ميسي، ونجوم سابقين مثل جابرييل باتيستوتا و ماريو كيمبس وبروتشاجا.
لكن عودة المنتخب الأرجنتيني إلى منصات التتويج من خلال كوبا أمريكا منتصف العام الماضي قد تكون دافعا معنويا هائلا للفريق وأيقونته ميسي قبل مونديال 2022 لاسيما وأنه اللقب الوحيد لميسي مع المنتخب حتى الآن.
وعلى مدار العقدين الأخيرين، ضم المنتخب الأرجنتيني العديد من المواهب في مختلف المراكز، لكن ظلت المشكلة الأساسية للفريق هي فشل المدربين في صهر هذه الإمكانيات في بوتقة الأداء الجماعي، وبدا الفريق في كثير من الأحيان معتمدا بشكل تام على ما يمكن أن يقدمه ميسي في الملعب.
لكن المدرب ليونيل سكالوني، وعلى عكس الكثير من التوقعات التي رافقت تعيينه مديرا فنيا للفريق، نجح في حل المعادلة الصعبة وعمل على بث روح الأداء الجماعي في الفريق وأن يستفيد المنتخب الأرجنتيني من موهبة كل لاعب في صفوفه ليصبح دور الموهبة الفردية قاصرا بشكل كبير على المواقف التي تحتاج المهارة في مواجهة الفرق المنافسة.
وإلى جانب لقب كوبا أمريكا 2021، أثمرت هذه الطفرة في أداء المنتخب الأرجنتيني مسيرة مميزة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث حل الفريق في المركز الثاني خلف نظيره البرازيلي بفارق 6 نقاط فقط.