لقمان لابنه: لا تكن مستضعفا ولا مختالا
وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (لقمان :18)
كان لنصائح لقمان لابنه الأثر الكبير في التعامل في الحياة، فكان ينصح ابنه ألا يكون من المستضعفين، فلا يصعر خده للناس ليلطم وجهه كل من هب ودب، الكبير والصغير، وربما كان ذلك هو الحال السليم في المجتمع الذي كان يعيش فيه لقمان، بينما كان للمسيح عليه السلام تربية أخلاقية تتناقض مع حكمة لقمان، حيث قال «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر»، تعبيرا عن الثقة الروحية في النفس الإنسانية، لتربية المعتدي بالنظر وليس برد الفعل، ويختلف في ذلك الأمر ما جاء فى القرآن، حيث قالت الآية «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ (المائدة :45)، وقد يكون المجتمع في اختلاف ثقافته سببا لتنوع العقاب، وتلك أيضا حكمة بالغة، فاختلاف الزمان والمكان له أثر مباشر على التعامل الحكيم، وقد نصح لقمان ابنه أيضا ألا يمشى في الأرض مرحا، بمعنى ألا يختال بنفسه ويتكبر على خلق الله، فإن الكبر ما يهواه الشيطان، وقد بيّن القرآن هذا المعنى حينما وصف ما كان عليه قارون في قوم موسى عليه السلام، حيث قالت الآية «إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِين(القصص:76)، وكذلك تكلم القرآن عن أخلاق عباد الرحمن، فقال «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» (الفرقان:63)، كما بيّن لقمان لابنه أن الله يحب ولا يحب، فقال له إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. ودعا لقمان ابنه أن يقصد في مشيه ليكون جادا في توجهاته كما قالت الآية « وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان: 19)، فيقصد عملا أو رعيا أو صناعة، لجلب الرزق وضمان الحياة الآمنة المستقرة، ومن لايقصد في مشيه يكون مثل المرأة المتبرجة، التي ليس لها قصد في توجهها، وكذلك كان من النصائح الغالية ألا يرتفع صوت الابن في مخاطبته للأب، كما يعتاد عدم رفع صوته بصورة عامة حينما يناقش أو يجادل، وإلا اعتبر ذلك من قبيل السباب وعدم اللياقة في الكلام، فغض الصوت تعبير عن احترام الناس مثل غض االبصر، وضرب القرآن مثلا في ارتفاع الصوت الذي يستهدف أذى الناس كصوت الحمير في أي وقت ودون مناسبة، وإنه لا ينبغي في أماكن التجمعات أن يعلو صوت يتحدث في مسائل شخصية لا تهم المستمعين، فذلك أمر يستوجب النصح والتعليم، حقا إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
www.zeinelsammak.com
كان لنصائح لقمان لابنه الأثر الكبير في التعامل في الحياة، فكان ينصح ابنه ألا يكون من المستضعفين، فلا يصعر خده للناس ليلطم وجهه كل من هب ودب، الكبير والصغير، وربما كان ذلك هو الحال السليم في المجتمع الذي كان يعيش فيه لقمان، بينما كان للمسيح عليه السلام تربية أخلاقية تتناقض مع حكمة لقمان، حيث قال «من ضربك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر»، تعبيرا عن الثقة الروحية في النفس الإنسانية، لتربية المعتدي بالنظر وليس برد الفعل، ويختلف في ذلك الأمر ما جاء فى القرآن، حيث قالت الآية «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ (المائدة :45)، وقد يكون المجتمع في اختلاف ثقافته سببا لتنوع العقاب، وتلك أيضا حكمة بالغة، فاختلاف الزمان والمكان له أثر مباشر على التعامل الحكيم، وقد نصح لقمان ابنه أيضا ألا يمشى في الأرض مرحا، بمعنى ألا يختال بنفسه ويتكبر على خلق الله، فإن الكبر ما يهواه الشيطان، وقد بيّن القرآن هذا المعنى حينما وصف ما كان عليه قارون في قوم موسى عليه السلام، حيث قالت الآية «إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى فَبَغى عَلَيْهِمْ وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِين(القصص:76)، وكذلك تكلم القرآن عن أخلاق عباد الرحمن، فقال «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» (الفرقان:63)، كما بيّن لقمان لابنه أن الله يحب ولا يحب، فقال له إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا. ودعا لقمان ابنه أن يقصد في مشيه ليكون جادا في توجهاته كما قالت الآية « وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (لقمان: 19)، فيقصد عملا أو رعيا أو صناعة، لجلب الرزق وضمان الحياة الآمنة المستقرة، ومن لايقصد في مشيه يكون مثل المرأة المتبرجة، التي ليس لها قصد في توجهها، وكذلك كان من النصائح الغالية ألا يرتفع صوت الابن في مخاطبته للأب، كما يعتاد عدم رفع صوته بصورة عامة حينما يناقش أو يجادل، وإلا اعتبر ذلك من قبيل السباب وعدم اللياقة في الكلام، فغض الصوت تعبير عن احترام الناس مثل غض االبصر، وضرب القرآن مثلا في ارتفاع الصوت الذي يستهدف أذى الناس كصوت الحمير في أي وقت ودون مناسبة، وإنه لا ينبغي في أماكن التجمعات أن يعلو صوت يتحدث في مسائل شخصية لا تهم المستمعين، فذلك أمر يستوجب النصح والتعليم، حقا إن أنكر الأصوات لصوت الحمير.
www.zeinelsammak.com