رغم احتضانها دورة الألعاب الأولمبية

لماذا تأخرت اليابان كثيرا لإطلاق حملة التطعيم...؟

لماذا تأخرت اليابان كثيرا لإطلاق حملة التطعيم...؟

  رغم أنّ دورة الألعاب الأولمبية 2020 (لن يتم تغيير الاسم) يفترض أن تبدأ في يوليو 2021 في طوكيو، فإن اليابان متأخرة جدًا في تطعيم سكانها ضد كوفيد-19. بالنسبة للحكومة اليابانية، فإن الحذر هو الكلمة الأساسية.

يبلغ عدد سكان اليابان 126 مليون نسمة، ولكن حتى الآن لم يتم إعطاء سوى 18 ألف جرعة من لقاح فايزر -بيوتاك، وفقًا لتقارير سي ان ان. في نفس الوقت، تم إعطاء 68 مليون جرعة في الولايات المتحدة و7.7 مليون في فرنسا.    ومنذ يناير، تعاني اليابان من موجة وبائية غير مسبوقة قوضت نظامها الصحي مع تسجيل مئات الحالات الجديدة كل يوم.    ويتعرض رئيس الوزراء يوشيهيدي سوجا لضغوط من اجل تقليص عدد الإصابات قبل استضافة الأولمبياد. في نفس الوقت، تأخرت حكومته ما يقرب الشهرين عن القوى العالمية الكبرى الأخرى للموافقة على استخدام لقاح فايزر -بيوتاك كإجراء وقائي.

اللقاحات واليابان
  في 31 ديسمبر، وافقت منظمة الصحة العالمية على استخدام لقاح فايزر -بيوتاك، الا ان اليابان انتظرت حتى 14 فبراير، بعد تجربة إكلينيكية وطنية شملت 160 متطوعًا -بنتائج مماثلة للتجارب الدولية -لبدء التطعيم. وكانت التجربة السريعة مشكوكًا فيها علميًا، نظرًا للعينة الصغيرة، ولكنها ضرورية، حسب تارو كونو، الوزير المسؤول عن حملة التطعيم، لطمأنة اليابانيين.

  في اليابان، التي يُعتبر نظام الرعاية الصحية فيها من أكثر الأنظمة كفاءة في العالم مع توفر أكبر عدد من أسرة المستشفيات للفرد، يشك السكان في اللقاحات. ويؤيد 60 بالمائة فقط من اليابانيين ذلك، وفق دراسة أجرتها شركة إبسوس. وبحسب استطلاعات أخرى، فإن هذه النسبة أقل من نصف السكان.
  عدم ثقة اليابانيين ليست جديدة. في الثمانينات، تم سحب لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، بعد تسجيل حالات التهاب السحايا العقيم عند الأطفال الملقّحين. وعام 1992، أصبحت الحكومة مسؤولة عن الآثار السلبية التي تُعزى إلى العديد من اللقاحات بحكم قضائي.

  عام 2013، عندما تمت الموافقة على لقاح ضد فيروس الورم الحليمي في اليابان، ظهرت مقاطع فيديو على موقع يوتيوب تظهر شابات يُعتقد أنهن يعانين من الآثار الجانبية للقاح، مما دفع الحكومة إلى سحب برنامج التطعيم الوطني، واليوم 1 بالمائة فقط من فتيات اليابان يتم تطعيمهن ضد فيروس الورم الحليمي.    العاملون في القطاع الصحي وفي اقسام كوفيد، هم أول من سيتلقون جرعات اللقاح، على ان يتم تطعيم السكان المسنين في أبريل. ولمواصلة طمأنة اليابانيين، طلبت الحكومة من العاملين في مجال الرعاية الصحية ذوي الصلة الاحتفاظ بمذكرات عن صحتهم طيلة سبعة أسابيع والإبلاغ عن أي آثار جانبية محتملة.