جمعية الصحفيين الإماراتية تطلق اسم نوال الصباح على جائزة أفضل صانع محتوى
إذا تفكك هذا البلد مثل ليبيا فسوف يتبع اللاجئون نهر النيل شمالاً
لماذا يُعتبر السلام في السودان مصلحة استراتيجية أمريكية؟
طالب الناشر والعضو في مجالس إدارة مؤسسات رأي عدة من بينها “ناشونال إنترست”، أحمد شراعي، الولايات المتحدة على إحلال السلام في السودان، من أجل صون المصالح الإقليمية والأمريكية.
وأشار شراعي في مقاله بموقع “ناشونال إنترست” إلى أن معاناة الشعب السوداني تصبح أكثر مأساوية، فمع مرور الوقت: تتقلص إمدادات المياه والغذاء بينما يتم إخراج الجرحى من أسرّتهم في المستشفيات لإفساح المجال أمام دخول ضحايا أحدث لحرب أهلية لا طائل منها، وهي الثالثة خلال عقود عدة. لقي المئات مصرعهم وأصيب الآلاف بجروح خطرة.
حلقة مأسوية
بدأ إطلاق النار في اليوم التالي على الاتفاق الإطاري الذي كان من المفترض أن يمكن السودان من الانتقال إلى حكومة مدنية. الديمقراطية في السودان هي دائماً بعيدة المنال بالرغم من أنها تظهر عكس ذلك. تعيش السياسة السودانية في حلقة مأساوية. منذ استقلاله عن بريطانيا العظمى، حكم السودان رجال أقوياء استبدلوا لاحقاً بقادة انقلابيين يعدون بالديمقراطية وسيادة القانون وأحياناً بحكم الإسلام. في كل مرة، يظهر رجل قوي جديد من قادة الانقلاب. بعد انقلاب غير دموي سنة 1989، وصل المشير عمر البشير إلى السلطة مع زملائه السابقين في ما كان يسمى آنذاك جامعة غوردون (الخرطوم لاحقاً). بحلول سنة 1996، استولى البشير على السلطة بالكامل، أطاحت الاحتجاجات التي انطلقت أواخر 2018 بالبشير، لكن الجيش سيطر بسرعة قبل انتشار الديموقراطية. دارت حلقة العذاب مرة أخرى. مع ذلك، سيكون خطيراً على أمن أمريكا افتراض أن تفكك السودان لا يشكل أي تداعيات سلبية على الولايات المتحدة.
تنافس عالمي
أولاً، تتنافس قوى عالمية أخرى للسيطرة على النفط والذهب والموانئ الاستراتيجية في السودان. إذا فاز فصيل سوداني واحد فالمطالب الروسية بقاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر السوداني ستمنح بحريّة بوتين نفوذاً عالمياً. إذا فاز الفصيل الآخر فستكسب روسيا أيضاً، لكن النفوذ الصيني في السودان – وهو أصلاً واسع النطاق، كما يتبين من خلال ناطحات السحاب الصينية في الخرطوم وأبراج النفط المتمايلة في منطقة النوبة .
خلال زيارة للخرطوم في فبراير (شباط)، ناقش وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع قادة سودانيين احتمال إنشاء قاعدة بحرية روسية وهدف استكمالها بنهاية 2023، حسب وثيقة سربها على الإنترنت أحـــــد أفـــــــراد الحــــرس الوطني الجوي في ماساشوستس. المهم حسب شراعي، هو أن مستقبل السودان ســــيخضع لتحكم خصوم أمريكا إذا لم تتدخل. ومن بين هؤلاء المنافسين الصين على وجه التحديد.
بكين بحاجة للسودان
ترى الصين، وهي أكبر مستهلك للطاقة حول العالم، أن إفريقيا هي “أرض الميعاد” على مستوى النفط والغاز. ويلبي الخام السوداني وحده أكثر من 10 في المئة من احتياجات الصين النفطية. بكين تحتاج للسودان. تدعو ورقة السياسة الصينية بشأن أفريقيا الصادرة سنة 2015 إلى الانخراط العسكري الوطيد والتعاون التكنولوجي وتعزيز قوات الأمن الأفريقية. بالرغم من أن مبادرات المساعدة المقدمة إلى الاتحاد الأفريقي واتفاقاتها العسكرية الإقليمية قد تضاعفت بشكل كبير في ظل هذه السياسة، توجه بكين معظم دعمها بشكل ثنائي على مستوى حكومي.
في كثير من الأحيان، يعني هذا الأمر بيع أسلحة. نتيجة لذلك، تعد الصين حالياً أكبر مصدر للأسلحة إلى دول جنوب الصحراء ممثِلة نسبة 27 في المئة من واردات المنطقة بين 2013 و2017، بزيادة قدرها 55 في المئة عن فترة 2008-2012، وفق معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. يمثل السودان جزءاً كبيراً من تلك الزيادة في مبيعات الأسلحة. وتحكم الصين في الدول الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء من خلال الديون. إن تزايد ديون البلدان العسكرية الشريكة للصين لصالح البنوك الصينية التي تمول المشاريع العملاقة للصين بات يثير قلق المسؤولين في جميع أنحاء أفريقيا. ولاحظوا متأسفين أن الصين توظف عدداً قليلاً من السكان المحليين ضمن مشاريعها الضخمة في أفريقيا، الأمر الذي يولد ديوناً أفريقية بدون ثروة إفريقية.