رئيس الدولة ومحمد بن راشد: المرأة الإماراتية تقدم نموذجاً ريادياً في الداخل والخارج
ليزر يقرأ النصوص الصغيرة ويلتقط التفاصيل على بعد ميل!
تخيّل أنك تقف على طرف وادٍ سحيق، وتتمكن من قراءة ملصق صغير على زجاجة موضوعة على تل بعيد، دون الحاجة إلى تلسكوب أو منظار، وكأنك في مشهد من فيلم تجسس.. هذا ليس ضرباً من الخيال، بل إنجاز علمي جديد حققه علماء صينيون بفضل تقنية تصوير متطورة تعتمد على الليزر. أعلن فريق بحثي في الصين عن تطوير نظام تصوير ليزري فائق الدقة قادر على التقاط تفاصيل صغيرة للغاية، بحجم مليمتر تقريباً، من مسافة تصل إلى 1.36 كيلومتر "ما يعادل نحو 14 ملعب كرة قدم".
هذا الابتكار قد يفتح آفاقاً واسعة لاستخدامات عملية، مثل مساعدة علماء الآثار على دراسة النقوش القديمة من مسافات آمنة دون الحاجة إلى تسلق الجبال، أو تمكين الباحثين البيئيين من مراقبة موائل الحيوانات في أماكن يصعب الوصول إليها.
يعتمد النظام الجديد على تقنية تُعرف بـ"قياس التداخل النشط للكثافة"، والتي تركز على تتبع كيفية تغير شدة الضوء عندما يصطدم بسطح ما ويرتد عنه، بدلًا من الاعتماد على الصور المباشرة التي غالباً ما تتأثر بالتشوهات الجوية عند المسافات الطويلة.
وفي التجربة، أطلق الباحثون ثماني حزم ليزر تعمل بالأشعة تحت الحمراء نحو الهدف البعيد، بينما جُمعت الأشعة المنعكسة بواسطة تلسكوبين منفصلين وضعا على مسافة محددة من بعضهما بعضاً. ولم تقتصر وظيفة التلسكوبين على التقاط الصور، بل تابعا أيضاً التغيرات الطفيفة في شدة الضوء عبر الزمن. ومن خلال معالجة هذه البيانات باستخدام خوارزميات متقدمة، تمكن الفريق من إعادة بناء تفاصيل دقيقة للغاية، بما في ذلك نصوص لا يتجاوز ارتفاعها 3 مليمترات. للمقارنة، فإن التلسكوبات التقليدية لا تستطيع رصد تفاصيل أصغر من 42 مليمتراً من المسافة نفسها ، وهو فارق شاسع يجعل هذا الابتكار قفزة نوعية في مجال الرصد عن بُعد.
ورغم هذا التقدم اللافت، لا يزال النظام يواجه بعض القيود، مثل الحاجة إلى محاذاة دقيقة بين أشعة الليزر والتلسكوبات، إضافة إلى ضرورة وجود خط رؤية مباشر وإضاءة الهدف بالليزر، ما قد يقيد استخدامه في بعض التطبيقات التي تتطلب التخفي أو في البيئات المعقدة.