رئيس الدولة ومحمد بن راشد: المرأة الإماراتية تقدم نموذجاً ريادياً في الداخل والخارج
مالي تدين تقرير الأمم المتحدة حول مورا
دانت المجموعة العسكرية الحاكمة في مالي تقريرا للأمم المتحدة اتهم الجيش ومقاتلين أجانب بقتل 500 شخص على الأقل خلال عملية ضد المتطرفين في 2022، معتبرة أنه “مختلق” و”منحاز».
وقال المتحدث باسم الحكومة المالية الكولونيل عبد الله مايغا في بيان تلاه عبر التلفزيون إن القضاء المالي فتح تحقيقا بعد حوادث مورا.
وقال “لم يقتل أي مدني من مورا خلال العملية العسكرية”، مشيرا إلى أنه “لم يكن هناك سوى مقاتلين ارهابيين بين القتلى».
ويفيد التقرير الذي نشره الجمعة مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان بأن الحوادث التي وقعت في مورا”وسط مالي” وتشكل موضوع روايات متناقضة منذ عام، هي الأسوأ في بلد اعتاد على فظائع الإرهابيين ومجموعات مسلحة أخرى منذ 2012. ويشكل التقرير الوثيقة التي تتضمن أخطر اتهامات توجه إلى القوات المالية التي تورطت في حوادث عدة في الماضي.
وقال التقرير إن للمفوض السامي “أسبابا وجيهة للاعتقاد” بأن 500 شخص على الأقل بينهم نحو عشرين امرأة وسبعة أطفال “أُعدموا بأيدي القوات المسلحة المالية والطواقم العسكرية الأجنبية” بين 27 و31 آذار-مارس 2022 في هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها بضعة آلاف.
ويستند هذا التقرير إلى تحقيق أجراه قسم حقوق الإنسان في بعثة جنود حفظ السلام المنتشرة في مالي منذ 2013 (مينوسما)، و157 مقابلة فردية و 11 مقابلة جماعية.
قالت الحكومة المالية في ردها إنها علمت “بذهول” أن بعثة تقصي الحقائق قد استخدمت أقمارًا اصطناعية فوق مورا للحصول على صور “من دون إذن أو علم السلطات المالية». وأضافت أنها “ستفتح تحقيقا على الفور” بتهمة “التجسس والمساس بأمن الدولة الخارجي” وكذلك “التآمر العسكري».
وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن لديها أيضا “أسبابا وجيهة للاعتقاد بأن 58 امرأة وفتاة كن ضحايا للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي”. كما أشارت إلى أعمال تعذيب ضد أشخاص تم اعتقالهم.
وقال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان إن هذه الأعمال يمكن أن تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
ولا يحدد التقرير من هم “الأجانب”، لكنه يذكّر بالتصريحات المالية الرسمية بشأن مساعدة “مدربين” روس في مكافحة المتطرفين وتصريحات نسبت إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن وجود شركة الأمن الروسية الخاصة فاغنر في مالي.
وتستشهد الأمم المتحدة أيضا بشهادات تصف هؤلاء الأجانب بأنهم رجال بيض يرتدون بزات عسكرية ويتحدثون لغة “غير معروفة” و “يشرفون” على العمليات. يروي تقرير الأمم المتحدة وقائع خمسة أيام من الرعب بعد وصول جنود ماليين وحلفاء لهم، تساندهم خمس مروحيات. وفي 27 آذار/مارس 2022 وخلال سوق لبيع الماشية في بلدة مورا الريفية الواقعة على ضفاف أحد روافد نهر النيجر، حضر آلاف المدنيين للتسوق لشهر رمضان.
وهذه المنطقة معروفة منذ فترة طويلة بأنها معقل لكتيبة ماسينا التابعة لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المرتبطة بدورها بتنظيم القاعدة. ويبدو أن نحو ثلاثين من هؤلاء المتطرفين كانوا في الحشد.
وقرابة الساعة 11,00، ظهرت خمس مروحيات وفتحت واحدة منها النار “عشوائياً” باتجاه السوق فقام جهاديون بالرد. وأنزلت أربع مروحيات نحو مئة رجل هم جنود ماليون ورجال بيض يرتدون بزات عسكرية ويتحدثون لغة “غير معروفة”، ليست الفرنسية ولا الإنكليزية.
استمر الهجوم ثلاث ساعات وقُتل فيه ثلاثون شخصًا بينهم نحو عشرة متطرفين . وعندما سيطروا على الأرض، اعتقل الجنود الماليون وحلفاؤهم البيض نحو ثلاثة آلاف شخص “من جميع الأعمار». واضاف التقرير أن الجنود الماليين وحلفاءهم “اختاروا مئات الأشخاص على ما يبدو وقاموا بإعدامهم بإجراءات وجيزة خلال أربعة أيام على الأقل». وقالت المجموعة العسكرية الحاكمة في مالي إن هذه العملية المناهضة للمتطرفين كانت “مفيدة” للسكان المحليين وسمحت “بتشتيت دائم” لكتيبة ماسينا.