مجلس شما محمد للفكر والمعرفة يواصل فعالياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي
واصل مجلس شما محمد للفكر والمعرفة فعالياته عبر شبكات التواصل الاجتماعي ضمن مبادرة رئيس المجلس الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ( الباحثون عن المعرفة لا توقفهم الأزمات ) لمناقشة كتاب ( اختراع العزلة ) للأديب الأمريكي بول أوستر، حيث يختزل الكاتب الحديث حين تحبسه الذاكرة داخل الصندوق الزجاجي للذكرى ويظل يرى العالم من خلف زجاجه المصمت دون حياة يعيشها، بل يتنشق ريحها دون سماع لصخبها ، أو متلمس لنسيمها .. فصنع أدوات عزلته داخل ماض يبقيه حيا في صندوق الذاكرة
هذا وقد تفاعلت العضوات في طرح المداخلات التي جاء موضوع اختيار الكتاب فيها موفقا تزامنا مع الأحداث الطارئة في الوقت الراهن ، وقد كان لمداخلة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وقعا خاصا حيث تحدثت ( تحت عنوان أن تسمع بعينيك ) قائلة: (حين تقرأ وكأنك تشرب فنجان قهوة مع الحكاء وهو يقص عليك حكايته فأنت تسمع بعينيك .. هي القدرة الفائقة التي وجدتها في هذا النص السردي المبدع الذي يراوح ما بين الرواية والسيرة الذاتية .. لكن براعة بول أوستر جعلته نصا يخطفك منذ اللحظة الأولى .. لا يهم هل هو سيرة ذاتية أم هو رواية؟ .. المهم تلك الجرعة الإبداعية وتلك الروعة في تشريح النفس البشرية ، وكأنك تعبر خلال عقله في رحلة بعيدة نحو الإدراك لذلك الإنسان الذي اخترع عزلته فقتل الصخب من حوله ، ومات على فراش عزلته راضيا) ثم تحدثت عن العزلة الاختيارية فقالت : ( حين يتهاوى الإنسان على ذاته من الداخل في تلك اللحظات يتهاوى البيت الذي ظل هو جدران عزلته الاختيارية والجزيرة التي عاش عليها منفردا عن العالم قابعا داخل ظلمته،غاضبا لو انتهك أحدهم الظلمة بفتح ستائر النافذة ؛ كان هو والبيت كيانا واحدا يتهاويان معا .. فتتراكم طبقات الدهون على الصحون مثلما تتراكم طبقات الدهون في شرايينه ويأتي الموت ليخرجا معا من العزلة إلى الموت والعدم) ، وتمحور الحوار حول سؤال طرحته الشيخة شماعلى العضوات : ( متى تشعرن أنكن بحاجة إلى اختراع عزلتكن الخاصة ؟ وكيف تمارسنها) ، تقاربت الرؤى حول السؤال بأن العزلة بنوعيها القسرية أو الاختيارية تكون حلا للتحلل من الضغوط النفسية ومرافقة الذات في لحظات بعيدا عن ضجيج صخب الحياة ، وأن الكاتب استطاع أن يصل بك لشعور أنك أقرب إلى الطبيب النفسي، حين يقيّم حالة مستعصية أمامه، فيقرأ ما بين السطور، ويسمع كلام المريض بأذن، ويقرأ خلفيّته النفسية بأذنه الأخرى، حين تعامل مع موضوع كيفية اختيار هذا الإنسان (الذي هو والده) للعزلة كدفاع عن نفسه، ليس من الخارج فقط ، لكن من الداخل أيضًا، مُشَرَّحًا في الآلام، والذكريات، وعبر أشياء لا حصر لها ، فقد لامس الكاتب عزلة كل من قرأ وقرأ ما بين أسطره في محاولته لسبر العلاقات الإنسانية، عبر رحلة الكاتب التعارف مع والده، محاولاً أن يلتقي معه في بعض المحطات، ليتصالحا، أو ربما -في الحقيقة- ليتصالح مع نفسه، وقد اختتم الحوار بمداخلة رئيسة المجلس حين تحدثت عن لحظة الموت ( عند الموت و رحيل أحدهم تكتشف فجأة أن هناك من كان يعيش على هامش اهتمامك ، ولكن مطلوب منك أن تفتش بين مقتنياته، وأن تراجعها وأن تعيد تسليم جزء من عزلته للآخرين ، ففي لحظة أن ترفع الغطاء عن مقتنياته وأوراقه ، كأنك تدرك للمرة الأولى تفاصيل البيت الذي كنت يوما رفيق جدرانه ، فيواجهك شعورغريب ممزوج بالدهشة والخوف والسعادة السوداء باكتشاف عالم رجل حاول أن يعزل نفسه عن العالم ، حينها تتكشف لك تلك الخبايا خلف جدران عزلته؛ من هنا يكتشف الكاتب رحلة والده .. كل الأحداث تسلسلت عبر نص سردي محمل بالكثير من الدهشة والمشاعر الإنسانية المتباينة) ، والجدير بالذكر أن أمسية ( ندوة الكتاب في مناقشة كتاب العزلة ) قد أفرزت تجارب العضوات في الأزمة الأخيرة حيث يمارسن العزلة القسرية ، التي لامست مشاعرهن فأثرت الحوار الذي تجلى بتفاعل ومشاركة إيجابية.
هذا وقد تفاعلت العضوات في طرح المداخلات التي جاء موضوع اختيار الكتاب فيها موفقا تزامنا مع الأحداث الطارئة في الوقت الراهن ، وقد كان لمداخلة الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وقعا خاصا حيث تحدثت ( تحت عنوان أن تسمع بعينيك ) قائلة: (حين تقرأ وكأنك تشرب فنجان قهوة مع الحكاء وهو يقص عليك حكايته فأنت تسمع بعينيك .. هي القدرة الفائقة التي وجدتها في هذا النص السردي المبدع الذي يراوح ما بين الرواية والسيرة الذاتية .. لكن براعة بول أوستر جعلته نصا يخطفك منذ اللحظة الأولى .. لا يهم هل هو سيرة ذاتية أم هو رواية؟ .. المهم تلك الجرعة الإبداعية وتلك الروعة في تشريح النفس البشرية ، وكأنك تعبر خلال عقله في رحلة بعيدة نحو الإدراك لذلك الإنسان الذي اخترع عزلته فقتل الصخب من حوله ، ومات على فراش عزلته راضيا) ثم تحدثت عن العزلة الاختيارية فقالت : ( حين يتهاوى الإنسان على ذاته من الداخل في تلك اللحظات يتهاوى البيت الذي ظل هو جدران عزلته الاختيارية والجزيرة التي عاش عليها منفردا عن العالم قابعا داخل ظلمته،غاضبا لو انتهك أحدهم الظلمة بفتح ستائر النافذة ؛ كان هو والبيت كيانا واحدا يتهاويان معا .. فتتراكم طبقات الدهون على الصحون مثلما تتراكم طبقات الدهون في شرايينه ويأتي الموت ليخرجا معا من العزلة إلى الموت والعدم) ، وتمحور الحوار حول سؤال طرحته الشيخة شماعلى العضوات : ( متى تشعرن أنكن بحاجة إلى اختراع عزلتكن الخاصة ؟ وكيف تمارسنها) ، تقاربت الرؤى حول السؤال بأن العزلة بنوعيها القسرية أو الاختيارية تكون حلا للتحلل من الضغوط النفسية ومرافقة الذات في لحظات بعيدا عن ضجيج صخب الحياة ، وأن الكاتب استطاع أن يصل بك لشعور أنك أقرب إلى الطبيب النفسي، حين يقيّم حالة مستعصية أمامه، فيقرأ ما بين السطور، ويسمع كلام المريض بأذن، ويقرأ خلفيّته النفسية بأذنه الأخرى، حين تعامل مع موضوع كيفية اختيار هذا الإنسان (الذي هو والده) للعزلة كدفاع عن نفسه، ليس من الخارج فقط ، لكن من الداخل أيضًا، مُشَرَّحًا في الآلام، والذكريات، وعبر أشياء لا حصر لها ، فقد لامس الكاتب عزلة كل من قرأ وقرأ ما بين أسطره في محاولته لسبر العلاقات الإنسانية، عبر رحلة الكاتب التعارف مع والده، محاولاً أن يلتقي معه في بعض المحطات، ليتصالحا، أو ربما -في الحقيقة- ليتصالح مع نفسه، وقد اختتم الحوار بمداخلة رئيسة المجلس حين تحدثت عن لحظة الموت ( عند الموت و رحيل أحدهم تكتشف فجأة أن هناك من كان يعيش على هامش اهتمامك ، ولكن مطلوب منك أن تفتش بين مقتنياته، وأن تراجعها وأن تعيد تسليم جزء من عزلته للآخرين ، ففي لحظة أن ترفع الغطاء عن مقتنياته وأوراقه ، كأنك تدرك للمرة الأولى تفاصيل البيت الذي كنت يوما رفيق جدرانه ، فيواجهك شعورغريب ممزوج بالدهشة والخوف والسعادة السوداء باكتشاف عالم رجل حاول أن يعزل نفسه عن العالم ، حينها تتكشف لك تلك الخبايا خلف جدران عزلته؛ من هنا يكتشف الكاتب رحلة والده .. كل الأحداث تسلسلت عبر نص سردي محمل بالكثير من الدهشة والمشاعر الإنسانية المتباينة) ، والجدير بالذكر أن أمسية ( ندوة الكتاب في مناقشة كتاب العزلة ) قد أفرزت تجارب العضوات في الأزمة الأخيرة حيث يمارسن العزلة القسرية ، التي لامست مشاعرهن فأثرت الحوار الذي تجلى بتفاعل ومشاركة إيجابية.
