مخرج "القيمة العاطفية": الخوف من فشلي كأب سبب تقديم الفيلم
كشف المخرج النرويجي خواكيم ترايير مؤخرا، العديد من تفاصيل مسيرته المهنية خلال ندوته في فعاليات النسخة الـ 73 من مهرجان سان سيباستيان السينمائي، إذ عرض له فيلم "القيمة العاطفية" الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي لهذا العام.
يتتبع الفيلم ريناتي رينسف، التي تجسد شخصية "نورا"، التي تواجه، مع شقيقتها "أجنيس" التي تجسد دورها إنجا إبسدوتر ليلياس، علاقة متوترة مع والدهما المخرج "جوستاف بورج" الذي يجسد شخصيته ستيلان سكارسجارد، الذي يتراجع نجوميته. كما تشارك إيل فانينج في الفيلم بدور الممثلة الأمريكية "راشيل كيمب" التي تأمل في المشاركة في فيلم "بورج" القادم.
قال خواكيم ترايير: "عملت في نظام التمويل الأوروبي طوال مسيرتي المهنية، وأنا سعيدٌ جدًا بذلك".
وتابع: "بالرغم من أن نظام تمويل السينما في أوروبا منح لي منصةً للتعبير عن نفسي بحريةٍ تامة، إلا أنه أيضًا معرض لتهديد سياسي مستمر، إذ تسعى الحركات السياسية اليمينية دائمًا إلى التقليل من شأن فكرة الدعم المالي غير المباشر للفنون في معظم دول أوروبا، وبالتالي نحن بحاجةٍ إلى الدعم، كما حظي الفن بدعم من شخصٍ لا يهدف فقط إلى جني المال، بل إلى دعم التعبير والمساعي الفنية".
قال "ترايير": "إن ضرورة التحكم الإبداعي الكامل في أفلامي أمرٌ ينبغي على المنتجين دعمه، وإذا دققنا في تاريخ السينما، نجد أن العديد من الأفلام التي حققت نجاحًا تجاريًا قد أنتجها أيضًا مخرجون شاركوا في عملية كتابة السيناريو، وفي المونتاج، وكان لديهم شعور بالسيطرة، فإنجازات التعبير الشخصي هي جوهر بعض أنجح الأفلام ماليًا".
وأضاف أن دعمه لممثليه يجب أن ينعكس في مواقف الممولين تجاه صناع الأفلام، قائلا: "نهجي هو حماية الممثلين ورعايتهم وحبهم، وهو ما ينبغي للمنتجين والممولين العمل عليه مع المخرجين، فلا توظفوا المخرجين إلا إذا كنتم ترغبون حقًا في دعمهم وحبهم ومساعدتهم. وينطبق الأمر نفسه على الكُتّاب والمحررين، إذ أريد لـ "ريناتي رينسف" أن تنجح كممثلة وأريدها أن تقدم عملاً رائعًا، وعلى الممولين أن يشعروا بهذا الشعور تجاه المخرجين والفريق الإبداعي".
وخلال الندوة، تطرق المخرج النرويجي إلى العديد من الموضوعات، بدءًا من حزنه على الراحل ديفيد لينش وتقاطع السينما والحب وصولًا إلى الإيمان بقوة المخرج الأوروبي والعوالم السينمائية التي يبنيها عند مناقشة فيلم "القيمة العاطفية"، حيث اعترف كأب لطفلين صغيرين، بأن خوفه الشخصي من الفشل كوالد لعب دورًا كبيرًا في كتابة دور ستيلان سكارسجارد.
وتابع قائلًا: "عند بدء التصوير كنت خائفًا جدًا من الفشل كأب، وقدمت هذا الفيلم لأنني لا أريد أن أكون مثل شخصية "جوستاف بورج".
وأضاف: "في النرويج، شهدنا تقدمًا كبيرًا للمخرجات على مدار الخمسة عشر أو العشرين عامًا الماضية، وكان ذلك رائعًا لنا كمخرجين أيضًا، لأننا ركزنا على ثقافة تصوير جيدة، حيث تقلّ الطاقة الذكورية ولا يقتصر الأمر على الرجال الأقوياء فقط".