أجواء تراثية تأسر القلوب وتجذب الآلاف

مخيمات الظفرة أوتاد من الأصالة تنبض بعبير الماضي وسكينة الصحراء

مخيمات الظفرة أوتاد من الأصالة تنبض بعبير الماضي وسكينة الصحراء


في قلب صحراء الظفرة، تمتد لوحة من الجمال الطبيعي والتراثي، حيث تلتقي الرمال الذهبية مع إبداع الإنسان. إنها الوجهة المثالية لعشاق المغامرات الصحراوية والباحثين عن سكينة الطبيعة التي تحتضن عبق الماضي ورونق الحاضر. مع حلول فصل الشتاء، تتحول هذه الصحراء إلى مسرح مفتوح يزدان تراصص المخيمات الجميلة حيث تقف شاهدة على عراقة التراث الإماراتي وروح الضيافة التي لا تُضاهى.
تبدو المخيمات الصحراوية المنتشرة حول مهرجان الظفرة كجواهر تتلألأ في عمق الرمال، حيث ينعكس على كل خيمة سحر ثقافة أصحابها، وألوان أعلامهم التي ترفرف فوقها بفخر. هذه المخيمات ليست مجرد أماكن للإقامة، بل هي واحات من الضيافة يستقبلون فيها ضيوفهم ويستمتعون بأجواء المهرجان بالقرب من إبلهم المشاركة في المزاينة. ، ومراكز تجمع تعكس روح التقاليد والموروث، حيث يتنافس المشاركون من مختلف دول الخليج على تقديم أجمل التصاميم وأكثرها تميزًا. في موقع مهرجان الظفرة، وسط صحراء الربع الخالي، تكتمل حكاية الأصالة بفضل المخيمات، التي تتلألأ أنوارها في انسجام ساحر مع النجوم التي تضيء سماء الصحراء. كل مخيم يحمل بصمة فريدة، زينة خاصة، أعلام تعبر عن هوية أصحابها، وتصاميم تستحضر عبق الماضي. هذا المشهد الأخاذ يدعو الزوار إلى رحلة فريدة، حيث يلتقون بسحر التراث ويتنفسون عبير الأصالة.
قال أحمد المنهالي من الإمارات: "إن ساحة مخيمات الظفرة ليست مجرد طبيعة خامدة، بل هي كتاب مفتوح يروي أسرار الماضي، حيث يعبر عشاق التخييم والهدوء إلى عالم من الطمأنينة والجمال" هنا، يمتزج صوت الرياح بأحاديث الضيوف حول نار المخيم، وتملأ رائحة القهوة العربية الأجواء، بينما يستمتع الجميع بتجارب ركوب الجمال، والتزلج على الرمال، ومغامرات السيارات التي تضيف لمسة من الحماس على سكون الرمال". يرى سالم المهندي من دولة قطر أن مخيمات الظفرة تجسد تجربة لا مثيل لها بفضل طبيعتها الساحرة وكرم ضيافتها. وأضاف: "كل لحظة هنا حكاية؛ من استقبال الضيوف بالقهوة والتمر، إلى الاستمتاع بمشاهدة النجوم المتلألئة في السماء الصافية. إنها تجربة تجمع بين المغامرة والتراث في مزيج مثالي".
كما أشار سلمان آل سعود من المملكة العربية السعودية إلى أن التخييم بالظفرة جزء من الهوية الخليجية، حيث يمتزج حب الطبيعة مع التراث العريق. ويضيف: "نشاهد اليوم تطورًا مذهلًا في تجربة التخييم، بوجود الخيم الفاخرة وأماكن المبيت تحت النجوم، وهي فرصة مثالية لإحياء ذكريات الماضي بأسلوب  يعكس روح الحداثة". أما مشعل بني غانم من دولة الكويت، فأكد أن صحراء الظفرة ليست مجرد رمال ممتدة، بل هي ملاذ للأصالة والتنوع البيئي، حيث تزخر بنباتات وحيوانات نادرة تأقلمت مع قسوة الطبيعة. وأضاف: "هنا، يلتقي السائح بحياة البادية البسيطة، حيث يكشف كل لقاء عن تفاصيل مذهلة لنمط حياة مستمر منذ أجيال، يجسد جمال الصحراء وعراقتها". في النهاية، تبقى مخيمات الظفرة شاهدة على قدرة الإنسان على تجسيد التراث في أبهى صوره، حيث تختلط أصالة الماضي بجمال الحاضر في سيمفونية بديعة تتغنى بها الرمال. إنها دعوة لكل عاشق للهدوء والجمال، ليستمتع برحلة لا تُنسى في قلب الطبيعة، حيث تصنع الذكريات وسط أجواء من الأصالة والسحر.