جمعية الصحفيين الإماراتية تطلق اسم نوال الصباح على جائزة أفضل صانع محتوى
مستشارة سياسية : توترات الشرق الأوسط تنذر باقتراب العاصفة الكبرى
بينما تشن إسرائيل هجومها على رفح على حساب الرهائن ومكانتها الدولية، أثبت رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مرة أخرى أن هدفه الأساسي هو ضمان بقائه السياسي من خلال تلبية رغبات اليمين المتطرف، حسب ما أفادت كيلي الخولي، مستشارة سياسية ومديرة العلاقات الدولية في مركز الشؤون السياسية والخارجية (CPFA).
وزعم نتانياهو أن الهجوم على رفح هو المفتاح لتحقيق النصر الكامل. ولكن بعد ثمانية أشهر تقريباً من الحرب، تتحول إسرائيل إلى دولة منبوذة في مواجهة مستنقع في غزة وعنف متصاعد في الضفة الغربية وحرب تلوح في الأفق مع حزب الله.
وقُتل أكثر من 35 ألف شخص من سكان غزة، وانهار النظام الصحي، ويواجه نصف السكان مستويات كارثية من الجوع. وتحول جزء كبير من غزة إلى أنقاض، وستتكلف إعادة الإعمار حوالي 40 مليار دولار وقد تستمر حتى عام 2040. ومن غير الواضح من الذي سيمول مشروع إعادة الإعمار لأن معظم الدول العربية رفضت صراحة المشاركة في أي خطة ما بعد الحرب لغزة لا تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية. وأوضحت الكاتبة في مقالها بموقع «ناشونال إنترست»: نظراً للكارثة الإنسانية المتكشفة، وانعدام القانون المستشري، والافتقار إلى خطة قابلة للتطبيق في المستقبل، فسوف تتمكن حماس من تجنيد المقاتلين وإعادة فرض السيطرة على معظم غزة. وبدأت حماس بالفعل في إعادة تجميع صفوفها في شمال غزة وغيرها من المناطق .
وأضافت الكاتبة أن تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الإنساني الدولي يُصاغ باعتباره ضرورة مؤسفة من أجل هزيمة حماس، في حين أنه في الواقع يشكل خطورة استراتيجية. فعودة طالبان في أفغانستان أو صعود تنظيم داعش في العراق وسوريا يشكلان تذكيراً مؤلماً بأن المنظمات الإرهابية تطفو على السطح باستمرار ولا يمكن هزيمتها بالوسائل العسكرية وحدها. وتتطلب أي مكافحة ناجحة للتمرد دعم السكان المحليين واستراتيجية متماسكة طويلة الأجل تعالج القضايا الأساسية وتمنع ظهور فراغ السلطة.
وتابعت أن «الصور الوحشية القادمة من غزة تغذي الغضب وتخشى القاهرة أن يؤدي الغزو الكامل لرفح إلى تدفق هائل للاجئين الذين لن يتمكنوا من العودة. وعلى الرغم من نجاح مصر في احتواء التمرد المتطرف في شبه جزيرة سيناء، فإن أي حالة من عدم الاستقرار في المنطقة قد تؤدي إلى عودة ظهور المنظمات الإرهابية.
تحديات
كما ترى الأردن أن النزوح القسري للفلسطينيين إلى أراضيها يشكل خطاً أحمر وتهديداً لأمنها الداخلي. وتواجه عمان احتجاجات منتظمة تدعو إلى قطع العلاقات مع إسرائيل في ظل تواجد أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني يعيشون بالفعل على أراضيها.
ومن المرجح أن تزداد هذه الاحتجاجات إذا استمر تدهور الوضع في الضفة الغربية. ولوحظ ارتفاع في عنف المستوطنين في ظل ائتلاف نتانياهو اليميني المتطرف، والذي تفاقم بسبب هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). في الواقع، كان عام 2023 هو العام الأكثر دموية للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، وينظر إلى السلطة الفلسطينية على نطاق واسع على أنها ضعيفة وغير فعالة وفاسدة.
وفي الوقت نفسه، يُنظر إلى إيران على أنها تستخدم وكلاءها لإثارة الاضطرابات في المنطقة. وحاولت إيران منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) تهريب أسلحة أكثر تقدماً إلى الضفة الغربية على أمل إشعال شرارة انتفاضة ثالثة ــ بما في ذلك الألغام المضادة للدبابات وقاذفات القنابل والمتفجرات المختلفة ــ وتستخدم وكلاءها لزعزعة استقرار المنطقة.
وهددت كتائب حزب الله، وكيل إيران الأكثر أهمية في العراق، بتسليح 12 ألف مقاتل في الأردن لتعزيز الفصائل الفلسطينية المسلحة في الضفة الغربية. كما أحبطت السلطات الأردنية مؤخراً مؤامرة من قِبَل ميليشيات مدعومة من إيران في سوريا لتزويد خلية تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية في الأردن بالأسلحة لتنفيذ أعمال تخريب.
واستغلت إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والعداء الإقليمي تجاه الولايات المتحدة منذ الثورة الإسلامية عام 1979 لتقديم نفسها كزعيمة للعالم الإسلامي. وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية، تكثفت الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل عبر ساحات متعددة، وخاصة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وأسفرت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل عن إجلاء ما يقرب من 150 ألف مدني على جانبي الحدود. وتعتزم إسرائيل شن هجوم عسكري في جنوب لبنان لدفع قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني من أجل تأمين حدودها الشمالية والسماح لمدنييها بالعودة إلى ديارهم. ورغم أن حسن نصر الله، الامين عام حزب الله، حذر من المواجهة الكاملة مع إسرائيل، فإنه لا يستطيع أن يتحمل الظهور بمظهر الضعيف في مواجهة هجوم إسرائيلي.
تتجمع في وقت واحد
وإذا اندلعت الحرب، فمن المرجح أن يحشد الحرس الثوري الإيراني قواته ووكلاءه للدفاع عن حزب الله، وهو ما من شأنه أن يجعل حرباً إقليمية أوسع نطاقاً أمراً لا مفر منه. وحتى الهجوم المحدود يخاطر بزعزعة استقرار لبنان بالكامل، حيث تواجه البلاد جموداً سياسياً وانهياراً اقتصادياً وتوترات طائفية متجددة.
واختتمت الباحثة مقالها بالقول: «يبدو الأمر وكأن كل القضايا التي ابتليت بها منطقة الشرق الأوسط لعقود من الزمان تتجمع في وقت واحد. وفي مثل هذه البيئة المتقلبة، من الوهم أن نعتقد أن أي شخص يمكنه السيطرة على المزيد من التصعيد».