الصحة المهنية هي الصحة التي تعنى بالعمل وبيئة العمل بحيث تهدف إلى تعزيز أعلى درجة من درجات السلامة الجسدية والعقلية والاجتماعية للعاملين في جميع المهن المختلفة والمحافظة عليها والتي تهدف إلى:
■ منع الأخطار الصحية بين العمال الناجمة عن ظروف عملهم وحمايتهم من المخاطر الناجمة عن العمل أو بيئة العمل.
■ تكييف الشخص المناسب ووضعه في الوظيفة المناسبة من ناحية قدراته الجسدية والنفسية بالإضافة لمؤهلاته العلمية وخبراته العملية لضمان أعلى درجات السلامة المهنية.
■ تحقيق القدر الأعلى من الإنتاجية.
ومنها يشتق اختصاص الطب المهني وهو التخصص السريري المعني بالتشخيص والإدارة والوقاية من الأمراض الناجمة عن العوامل المختلفة والمتوافرة في مكان العمل أو تفاقمها.
وبالحديث عن السلامة المهنية تعرف بأنها العلم والفن المعني بتحديد وقياس والتحكم في العوامل والضغوط البيئية الناشئة في أو عن مكان العمل والتي قد تسبب الأمراض أو تدهور الصحة أو عدم الرضا الوظيفي للعمال أو المجتمع بصورة عامة.
وعند الحديث عن السلامة المهنية يجب التعرف على العوامل الخطرة في بيئة العمل  ويتحقق ذلك من خلال دراسة إجراءات سير العمل :

■ طبيعة المواد المستخدمة.
■ المنتجات والمنتجات الثانوية المعنية.
■ الانطلاق المحتمل للعوامل الخطرة.
■ وضعيات وتحركات العمال خلال سير العمل.
■ مدة العمل وفترات الراحة خلاله.
■ طبيعة معدات و وسائل الوقاية في حال وجودها.
 
يتم تقييم درجة المخاطر من خلال :
■ قياس كثافة أو تركيز العناصر الخطير في بيئة العمل.
■ مقارنة النتائج بالمعايير والتأكد من التأثيرات الفسيولوجية البشرية على العمال من خلال الاختبارات التي توفرها المصادر الطبية ومنها على سبيل المثال اختبارات الدم وتحليل البول واختبار وظائف الرئة وسرعات التوصيل العصبي وغيرها.
وتعرف الأمراض المهنية بأنها الأمراض التي قد تنشأ أثناء العمل بسبب عامل أو مجموعة عوامل خاصة بتلك المهنة كالسحار السيليسي أو الأمراض التي تتفاقم أو يرتفع معدل الإصابة بها بسبب ظروف العمل كأمراض القلب التاجية كما أن هناك أيضا الأمراض التي لا علاقة لها بالمهنة ومنها على سبيل المثال الأنفلونزا.
لذا فإن المرض المهني يشمل جميع الحالات المرضية التي يسببها الأجهاد الناجم عن العمل لفترات طويلة والتي تؤدي بدورها إلى تفاقم الأمراض المرتبطة بالعمل والتعرض للعوامل الضارة المتأصلة في مواد أو معدات أو بيئة العمل.

العناصر المهمة لتحديد الأمراض المهنية هي :
■ علاقة تأثير التعرض وهي العلاقة بين التعرض لعوامل الخطورة وشدة التدهور الناجمة.
■ علاقة الاستجابة للتعرض وهي العلاقة بين التعرض والعدد النسبي لأنواع الصحية المتأثرة.
■ التعرف على جميع المعلومات المتعلقة بالعمل من مواد الصف والعمليات والمواد المستخدمة والمنتجات الوسيطة والنهائية حسب المنتجات المسببة للحوادث المحتملة.
■ جولة المسح الأولي.
■ التقييم.
■ حدوث عوامل الخطورة المحتملة وذلك من خلال تحديد خصائصها وتحديد حجم التعرض لها.

وبالحديث عما سبق يجب معرفة أن التعرف على المخاطر المهنية أو تقييمها لا يؤدي إلى منع حدوثها أو حدوث الآثار الصحية المترتبة عليها مما يستدعي استخدام تكنولوجيا التحكم.

خدمات الصحة المهنية المقدمة :
■ فحوصات ما قبل التوظيف والفحوصات الدورية.
■ فحوصات حوادث العمل.
■ فحوصات العودة إلى العمل.
■ علاج الإسعافات الأولية والأمراض المهنية وحوادث العمل ومتابعتها.
■ المعلومات الكاملة عن عمليات تجهيز المواد والمعدات الوسيطة والنهائية من اي صنف حسب خطورة هذه المنتجات على الصحة.
■ التفتيش الدوري على المواقع والمنشأت الصناعية.
■ المشاركة في عمليات المراقبة البيئية.
■ تسجيل حالات الأمراض المهنية واصابات العمل وجدولتها شهريا.
■ التثقيف الصحي.
■ الوقاية والسيطرة على أمراض وحوادث وأصابات العمل والأمراض المعدية والطفيلية.

فحوصات ما قبل التوظيف تهدف إلى :

■ توظيف العمالة المناسبة من الناحية الصحية.
■ وضع سجل طبي بدئي للحالة الصحية للعمال قبل التوظيف للكشف عن آثار العمل المترتبة على الحالة الصحية للعمال.
■ ويتم ذلك بالفحص العام.
■ بالإضافة إلى الفحوص النوعية التي تأخذ بالأعتبار العوامل التي يتعرض لها العمال في بيئة العمل.

الفحوصات الدورية وتهدف إلى :
■ الكشف المبكر عن أي مرض في مرحلة ما قبل الأعراض.
■ تجنب التعرض للمزيد من المخاطر الصحية.
■ التعرف على الحالة الصحية في بيئة العمل واتخاذ تدابير السلامة اللازمة.

التدابير الاحترازية للسلامة المهنية تهدف للقضاء على - أو الحد من التعرض للعوامل الضارة في بيئة العمل وتشمل:

■ التصميم المناسب من البداية حيث من الصعب إجراء تغييرات من أجل تقليل المخاطر الصحية في مكان العمل غير الآمن الذي تم إنشاؤه مسبقا لذلك يتم دفع تكاليف الرعاية :
• للتنسيب الآمن للمصنع.
• للآلات والعمليات الآمنة وتصميمها.
• للإضاءة والتهوية المناسبتين.
■ القضاء على العوامل الضارة من مصدرها حيث توقف العملية لكنها صعبة بسبب :
•المقابل الاقتصادي.
•ضرورة وجود هذه العملية أو الوكيل.
•عدم وجود تعديل آخر.
•استبدال المواد المستخدمة كبديل.
•تعديل وصيانة العمليات والمعدات.

■ العزل :
يمكن عزل المواد الضارة حتى لا تتلامس مع العامل بعدة طرق :
• وضع أنظمة مغلقة للمواد الكيميائية السامة.
• التطويق.
• الجدران الفاصلة (مناطق وكبائن منعزلة).
• أبعاد العمليات الخطرة في مكان بعيد.
• تقليل وقت التعرض.
■ التهوية :
لتجديد الهواء في مكان العمل وتخفيف الملوثات تأكد من وجود بيئة حرارية جيدة لمنع العوامل الخطرة من الوصول إلى منطقة الخيوط عن طريق :
• تهوية مركزية أو تهوية مخففة.
• تهوية عوادم محلية.
• التنظيف بالمكنسة الكهربائية.
■ طرق البلل وحلقة فيليه للتحكم في الغبار.
■ تخزين جيد للتدبير المنزلي :
•تدابير الرقابة الشخصية
• الحد من التعرض للمخاطر الصحية :
• ممارسات العمل : بالتقليل من التوليد أو التعرض للعوامل الخطرة في مكان العمل.
• تدابير الرقابة الشخصية :
وتتمثل في الحد من التعرض للمخاطر الصحية في المجمل :
• كخفض وقت التعرض لهذا العامل أو إزالة بعض المنتجات أو تجنب الإهمال في استخدام تدابير السلامة أو التعامل الدقيق مع العوامل الخطرة.
• معدات الحماية الشخصية :
الكمامات والقفازات والأحذية الطويلة و واقيات الأذن والمقابس والنظارات الواقية والملابس غير العازلة.
يجب أن تكون مناسبة للأخطار المعنية وأن تتمتع بالمعايير التالية للجودة والكفاءة الجيدة :
¤ تناسب العامل المعني.
¤ صيانتها جيدة وتنظيفها بانتظام.
• النظافة الشخصية :
¤ نظافة الشخص.
¤ المراقبة البيئية.
¤ المراقبة البيولوجية.
¤ الفحص الطبي قبل التنسيب.
¤ الفحص الطبي الدوري.

■ تقييم المخاطر :
و هو الاسم الذي يطلق مجموعة الخدمات للخطوات التي تصف العملية التي يتم فيها استخدام البيانات العلمية لتحديد الآثار الصحية لتعرض الأفراد لمواد أو مواقف مختلفة وهي عادة تتكون من أربع خطوات :
تحديد الخطر :
وهو تحديد ما إذا كانت مادة معينة مرتبطة سببيا بتأثير صحي معين.
‏تقدير الجرعة والاستجابة :
وهو تحديد الأسئلة في العلاقة بين حجم التعرض للمادة واحتمال حدوث تأثير صحي.
تقييم التعرض :
• وهو تحديد مدى تعرض الإنسان للمادة في ظل ظروف مختلفة.
‏•توصيف المخاطر :
• وهو وصف طبيعة وحجم المخاطر البشرية في كثير من الأحيان بما في ذلك عدم اليقين المصاحب.

إدارة المخاطر :
وهي من ناحية أخرى عملية وضع وتنفيذ السياسات التي تدمج نتائج تقييم المخاطر مع البيانات الهندسية والمجموعات الاجتماعية والتنظيمية والقانونية.

ولإيضاح ما سبق نسوق مثالاً على الأمراض المهنية والمنتشر كأمراض الرئة المهنية :
■ أمراض الرئة الخلالية :
وهي مجموعة من الاضطرابات الالتهابية المنتشرة وغير المعدية وغير الخبيثة في الجهاز التنفسي السفلي ويمكن تصنيفها إلى :
• مرض الرئة مجهول السبب :
كالتليف الرئوي مجهول السبب و داء الساركويد.
‏• مرض الرئة معروف السبب :
• كاستنشاق الغبار العضوي مثل التهاب الحويصلات التحسسية الخارجية.
• كاستنشاق الغبار غير العضوي : كالسحار السيليسي وتليف الرئتين الأسبستي والتهاب الرئة لدى عمال الفحم.
• استنشاق الأدوية والأدخنة والأبخرة.

التهاب الحويصلات الخارجية التحسسي :
• الألتهاب الرئوي مفرط الحساسية :
وهو مرض رئوي ينتج عن التعرض للغبار العضوي.
• التشخيص :
- التاريخ : التعرض للغبار المتعفن الذي يحتوي على الفطريات المختلفة والفطريات الشعاعية المحبة للحرارة.
- الأعراض الحادة : الحمى والسعال وضيق التنفس والتوعك.
- أشعة الصدر السينية : يظهر الفيلم تسلل برانشيمي منتشر.
- اختبار وظائف الرئة : يظهر انخفاض حجم الرئة وانخفاض القدرة على الانتشار.
- صورة الدم : وفيها تظهر الأجسام المضادة النوعية للمستضد.
‏• السحار السيليسي :
وهو مرض رئوي ناتج عن التعرض للسيليكا (ثاني أكسيد السيليكون). يحدث في المواد الكاشطة الصناعية والحجر والجرانيت.
• الأعراض والعلامات :
ضيق التنفس والسعال وتعجر الأصابع أمر شائع أيضا وقد يتطور الأمرإلى السل كمضاعفات للسحار السيليسي وقد يحدث فشل الرئة.
- أشعة الصدر السينية : تظهر عقيدات مدورة متقطعة ذات كثافة متوسطة في جميع مناطق الرئة يتراوح قطرها من 1-3 مم مع تقدم المرض ويزداد التعتيم في الحجم والعدد حتى تصبح عتامات كبيرة غير منتظمة.
- اختبار وظائف الرئة : عدم وجود خصائص تؤدي إلى انخفاض سعة الرئة الكلية وتقليل السعة الحيوية.
وللموضوع بقية ..
دمتم بالصحة والعافية ..