منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
يؤرخ لبعض أشهر الفايكينغ الذين عاشوا في أوائل القرن الحادي عشر
مسلسل Vikings: Valhalla لغة بصرية قاتمة ودموية
الخلط الموجود بين الجمهور حول المعنى الدقيق لمصطلح فايكينغ لا يقف عائقاً أمام نجاح أي عملٍ فني أو تجاري يُلصَق فيه هذا المصطلح، بدايةً من ألعاب الحاسوب و"بلايستيشن"، وصولاً إلى المسلسلات والأفلام والوثائقيات. الخلط في معنى المصطلح غير موجود في الأوساط العلمية، إذ يُعرّفهم العلماء على أنهم الشعوب الإسكندنافية التي ذهبت إلى الفايكينغ (فِعلٌ وليس عِرْقاً)، أي إلى الإغارة على ثروات شعوب أخرى.
ما سبق مقدمة للحديث عن مسلسل Vikings: Valhalla المكون من جزأين، صدر الأخير في بداية هذا العام، من تأليف جيب ستيورات. استندت قصة المسلسل مباشرة إلى قصة Vikings، إذ تدور أحداثه بعد مائة عام من قصة راغنار، أي في أوائل القرن الحادي عشر. يؤرخ المسلسل الدرامي/التاريخي لبعض أشهر الفايكينغ الذين عاشوا حينها، وصراعاتهم وما حولهم من تغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية.
بعد أن ترك الفايكينغ في نهاية الألفية الأولى أراضيهم الأصلية واستقروا في أنحاء أوروبا، كان هناك عدد كبير منهم تحولوا من عقيدتهم القديمة إلى المسيحية واستقروا في إنكلترا. مع ازدهار تلك المستعمرات، شعر الإنكليز بخطر التحول إلى أقلية عرقية في بلدهم. أمر الملك إثيلريد الثاني بإبادة هذه المستعمرات يوم عيد القديس برايس. الخوف كان عرقياً، وليس دينياً. الفايكينغ في تلك المستعمرات كانوا على دين ملكهم؛ المسيحية.المذبحة الجماعية هي افتتاحية المسلسل. افتتاحية تقليدية، يغرق بعدها الجزء الأول كاملاً في بئر الانتقام. تحت راية ملك الشعوب الإسكندنافية كنوت (برادلي فريغارد)، تجمعت كل قبائل الفايكينغ من النرويج وآيسلندا والدنمارك للانتقام من الملك الإنكليزي. تحت راية الملك -كثيمة للمسلسل- تتكشف المصالح الشخصية. يظهر هالرلد، نجل سيغرد (ليو سوتر) حفيد ملك النرويج الأشهر في التاريخ (هالرلد فاينهير)، يريد ابن سيغرد أن يصبح ملك النرويج بوعدٍ من كنوت، مقابل مساعدته في غزو لندن والانتقام لأخيه الذي قتل في مذبحة يوم القديس.
من منطقة غرينلاند النائية التي لجأ إليها الفايكينغ الخارجين عن القانون، يصل قارب عليه مجموعة من الأشخاص، على رأسهم ليف إريكسون (سام كورليت) وأخته فريديس (فريدة غوستافسون). فريديس تبحث عن الانتقام من فايكينغ مسيحي اغتصبها وهي صغيرة، وحفر بالنار صليباً على ظهرها.تتقاطع مصائر الشخصيات في كاتيغات (المركز الرئيسي للفايكينغ وللتبادل التجاري في النرويج ومعقل راغنار الأشهر).
خلال حمأة التحضير لغزو لندن، يصل ملك النرويج أولاف (يوهانس يوهانسون) شقيق هالرلد، إلى خيمة الملك كنوت للانضمام إلى تحالف الفايكينغ لغزو إنكلترا. أولاف كان المسؤول عن بناء دفاعات لندن في زمن السلم، ويحمل على عاتقه هداية المعمورة للمسيحية. غايته، حسب وجهة نظره، تبرر كافة الوسائل التي يستخدمها. الصراع بين المسيحية والعقيدة القديمة للفايكينغ واضح منذ البداية. تظهر إرهاصات حرب أهلية، تقمع على يد الملك كنوت لتحقيق الهدف الأسمى (توحيد شمال أوروبا كاملاً) وهذا ما لا يمكن تحقيقه من دون ذهب إنكلترا.
خلال حمأة التحضير لغزو لندن، يصل ملك النرويج أولاف (يوهانس يوهانسون) شقيق هالرلد، إلى خيمة الملك كنوت للانضمام إلى تحالف الفايكينغ لغزو إنكلترا. أولاف كان المسؤول عن بناء دفاعات لندن في زمن السلم، ويحمل على عاتقه هداية المعمورة للمسيحية. غايته، حسب وجهة نظره، تبرر كافة الوسائل التي يستخدمها. الصراع بين المسيحية والعقيدة القديمة للفايكينغ واضح منذ البداية. تظهر إرهاصات حرب أهلية، تقمع على يد الملك كنوت لتحقيق الهدف الأسمى (توحيد شمال أوروبا كاملاً) وهذا ما لا يمكن تحقيقه من دون ذهب إنكلترا.
تحصل فريديس على انتقامها بقتل من كواها. لمنع إعدامها يجبر أخوها ليف على تقديم مساعدته في حرب الملك كنوت. ليف عنصر أساسي في انتصار الملك واحتلاله لندن، خطة ليف لهدم جسر لندن السبب الرئيس للنصر، بعدها استطاعوا القبض على ملك إنكلترا، إدموند (لويس دافيسون) ابن الملك إيثلريد الثاني الذي قضى نحبه قبل عشرة أيام فقط من وصول الفايكينغ، ما حرمهم من تحقيق انتقامهم.
مع نهاية الجزء الأول، يبدأ النص بالترهل، يتوسع العالم بشكلٍ مبالغٍ فيه مقارنةً بمتانة الشخصيات الرئيسية، يتحول بعضها إلى كاريكاتوري بالمعنى السلبي. شخصيات كثيرة تظهر وتختفي لتحقيق نقلة بسيطة أو مصادفة غير مقنعة لدفع رحلة البطل إلى الأمام. عدم وجود شخصية رئيسية ساهم في تشتيت الخط السردي العام. محاولات تتبع قصص الشخصيات الكثيرة عبر المونتاج أدى إلى قطع التدفق السلس للعرض.
على حساب البناء السردي والدرامي للشخصيات والقصة، تعمق الجزء الثاني في الجانب الديني لتلك الفترة الزمنية. تمثل الصراع الديني بشخصيتين، فريديس حامية العقيدة القديمة، وأولاف الذي يريد هداية العالم أجمع للمسيحية.
الجانب البصري عند عرض أي عمل يخص الفايكينغ لا يمكن التساهل به. الطقوس والنار والهلوسات الدينية وما يتبعه من عُصاب جماعي، صراعات الآلهات كأودين وثور وفريا في السماء أجزاء محورية لهذه الأساطير. التصورات الروحية للأشياء أو الحيوانات أو من ماتوا لم تأخذ حقها كما يجب في العرض. الفهم المستغرب للطبيعة والعالم لدى تلك الشعوب هو السبب الرئيسي لانتشار هذه الأساطير وإعادة تدويرها في الأعمال الفنية، تصوير عالم مسكون بأرواح لا تعد ولا تحصى، تضمر الخير أو الشر وطريقة استجابة إنسان ذاك العصر لهذه الظواهر، وتعميم فهمه الضيق على العالم يحتاج لميزانية إنتاجية أعلى، ومُخرجين ذوي دربة طويلة لإقناع الجمهور.
بسبب تراجع مستوى الحلقات الأخيرة للمسلسل، وتفكك قصة بعض الشخصيات وانتهاء أخرى، تضاربت الآراء ما بين جانب من الجمهور شعر بالخذلان ولا يريد متابعة الجزء المقبل عام 2024، وجانب آخر يدفعه الفضول لا أكثر لمعرفة ما سيحدث. عدد قليل من الجمهور يحاول تصيُّد الأخطاء التاريخية، وهو الرابح دائماً. قد يحمل الموسم الجديد من العمل مفاجآت أو تحسناً من ناحية القصة والإخراج، لكن هذا الاحتمال، مع تجربة عروض "نتفليكس"، أمسى مُستبعداً.