خلال جلسة استضافت المدرّب يوسف النعيمي
مكتبة خورفكان ترشد جمهورها لخطوات التميّز والنجاح
عقدت مكتبة خورفكان العامّة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب، جلسة حوارية بعنوان “قوّة التحدّي” استضافت فيها المدرّب المعتمد يوسف النعيمي، الذي عرّف خلالها بالكثير من المفاهيم التي تقود إلى تحويل التحديات إلى فرص، ومقاومة الأفكار السبيلة ومسببات الفشل، وآلية وضع القواعد الأساسية التي تقود إلى التميّز في مختلف مناحي الحياة.
وأوضح النعيمي في مستهلّ الجلسة أن الإيجابية عامل ضروري للوصول للنجاح، خاصة في ظلّ الظروف التي يمرّ بها العالم جرّاء جائحة كورونا تحتاج إلى الكثير من التفكير الإيجابي والصحيح، وأشار إلى أن آلية تنفيذ الأفكار والمشاريع والرؤى تحتاج إلى تدريب وممارسة وتعلّم وعزيمة للوصول إلى نتيجة صحيحة.
وقال النعيمي: “هناك العديد من المعوقات فيما يتعلق بتنفيذ الأفكار أهمها اختلاق الأعذار وانتظار البداية المثالية، كما أن أنماط الشخصية التي تختلف من شخص إلى آخر واحدة من الأسباب التي تحوّل دون تحقيق الطموحات، مروراً بالاعتماد المبالغ على المحيط الخارجي سواء على الأهل أو الأصدقاء الذين يمكن أن يساندوا ولكن ليس لوقت طويل، كما أن التأجيل يضعف التنفيذ الذي يحتاج إلى تمارين على صعيد التخطيط والتدبير للوصول إلى الغاية المرجوة».
وأضاف: “يجب أن يطرح كلّ منا على نفسه سؤالاً (لماذا ترغب في الشيء الذي تريد القيام به)، وأن يدرسه، ويتعرّف على أبعاده، لأن الوصول له ليس سهلاً بل يتطلب تحديد الإمكانيات التي يمتلكها، حيث أن وضع خطّة طريق أمر مهم إلى جانب الاستفادة من تجارب الآخرين التي تعود بالنفع وتقود نحو النجاحات».
وعرّف النعيمي خلال الجلسة بمفهوم “خطّة التعلّم” التي تضم العديد من الأسئلة مثل (ماذا سأتعلّم ولماذا سأتعلم)، إلى جانب (وقت التعلّم، وتجزئة المهارة) التي تختصر الكثير من الوقت والجهد وتضمن الفاعلية القصوى، كما تطرق إلى توضيح الممارسات المعتمدة والنماذج الجاهزة التي تبقى كمثال ونهج للتقيّد به في مختلف مجالات التعلم.
وتابع النعيمي: “ هنالك أهمية لتحديد الأهداف والمهام، ويجب عدم الاستهانة بها باعتبارها أداة لقياس الإدارة، فكلّ ما لا يمكن قياسه لا يمكن إدارته، وأنا أحرص على تدوين المهام والإنجازات التي قمت بها خلال اليوم والتي أسميها (الانتصارات الصغيرة) في الحياة، التي أعود لها عندما أشعر بالإحباط».
وأضاف:” الشغف والإصرار يقودان نحو تحقيق الطموحات لكن هناك أهمية في الانتباه للتفاصيل الصغيرة واليومية المرهقة والمتعبة، وهذا ما يجعلنا نقول إن النجاح ليس تأسيس مشروع وحسب، بل هو الاستمرارية والثبات والصعود بشكل تدريجي، ويمكن أن نقوم بمشروع بالفعل وننهض به، لكن التحدي الأكبر هو هل سأستمر به أم لا».
وقدّم النعيمي شرحاً لتمرين بعنوان “دوار الحياة” وهو عبارة عن دائرة مقسّمة إلى 8 أجزاء كلّ جزء يحمل جانباً؛ الأول يحتوي على (المالي والمهني والاجتماعي والأسري)، فيما يضمّ الثاني الجانب (الروحي والعقلي والجسدي والنفسي)، ثم يتم البحث عن النواقص في كلّ جانب ويبدأ العمل على تقوية النواقص وإيجاد التوازن في مختلف الجوانب في الحياة.
وقدّم النعيمي تعرّيفاً لمفاهيم “رباعية وسداسية التوازن” التي تعتمد الأولى على العقل محرّك التفكير والوعي والذهن، والجسد الذي يحمل الفكر والنفس والأجهزة الرئيسية، والقلب الذي يحمل المشاعر والاحاسيس وضرورة إدارتها، وصولاً إلى الجانب الروحي والعلاقة مع الله – سبحانه وتعالى- وأداء الواجبات والطاعات واصفاً إياها بالعلاقة التي يجب ألا تنقطع، فيما تعتمد السداسية على الكثير من العناصر مثل الغاية والرؤية والتوقّع الإيجابي، والمعرفة وقوة الحماس، والخطط البديلة والاعتقاد بالذات والرغبة المشتعلة التي تصل جميعها إلى تحقيق التوازن بأشكاله المختلفة