جمعية الصحفيين الإماراتية تطلق اسم نوال الصباح على جائزة أفضل صانع محتوى
فايننشال تايمز: الرئيس يعود مجدداً بأوروبا إلى الوراء
مناورات ماكرون الدبلوماسية تفضح الانقسامات الأوروبية
سعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى طمأنة الحلفاء، على أن سياسته مع الصين وتايوان لم تتغير، لكن ديبلوماسيين ومحللين يقولون إن تصريحاته بعدعودته من بكين، أعاقت محاولات الاتحاد الأوروبي لصوغ مقاربة متجانسة.
وكتب سام فليمنغ، وهنري فوي وليلى عبود في "فايننشال تايمز" البريطانية، أنه بعد أيام من مطالبته الاتحاد الأوروبي بالنأي بنفسه عن التوتر الأمريكي الصيني بسبب تايوان، استغل ماكرون ظهوره إلى جانب رئيس الوزراء الهولندي مارك روته الأربعاء ليؤكد أن سياسته مع الجزيرة لم تتغير، وأنه يعمل "للحفاظ على الوحدة الأوروبية أمام الصين"
وجاءت تعليقاته في اليوم الرابع عندما كان الديبلوماسيون الفرنسيون يحاولون احتواء الأضرار بعد مقابلة ماكرون مع "بوليتيكو" الأمريكية، التي قال فيها إنه "فخ لأوروبا" إذا "تورطت في أزمة لا علاقة لنا بها"، في إشارة إلى التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين.
ويرى محللون ودبلوماسيون، أن ملاحظات الرئيس الفرنسي، خلفت انطباعاً يتسم بالفوضى عن سياسة الاتحاد الأوروبي مع الصين، على عكس ما أراد ماكرون تحقيقه بدعوته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين لمرافقته في زيارته. ويتعارض ذلك على نحوٍ مؤلمٍ مع محاولات التكتل التحول إلى لاعب جيوسياسي مُقنع، بصوغ مسارٍ مميز ومتناغم في الشؤون الدولية.
تقسيم
وقال مسؤول أوروبي بارز، إن "الصينيين مراقبون جيدون لأي فارق ضئيل، ولكل الذين يشاركون في تشكيل سياسة الاتحاد الأوروبي.لست متفاجئاً من قدرة القوى الكبرى على تقسيم الاتحاد الأوروبي...إنها تحب العمل على الانقسامات بين الدول الأعضاء".
ويعاني الاتحاد الأوروبي من أجل تشكيل موقف منسجم من الصين، بعد أشهر من الزيارات المنفردة إلى بكين من قبل عدد من القادة الأوروبيين.
ومن بين الذين زراوا العاصمة الصينية، المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي، شأنه شأن ماكرون، يُبدي حماسة للحفاظ على علاقات صناعية قوية مع الصين. ومن بين الزائرين الآخرين رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز ، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.
استقلال استراتيجي
أراد ماكرون إظهار الوحدة الأوروبية باصطحاب فون دير لاين معه في زيارة دولة استغرقت ثلاثة أيام. لكن هذه الجهود قوّضتها المقابلة الصحافية عند عودته إلى باريس، عندما قال إنه إذا اندلع نزاع بين الولايات المتحدة والصين، فإن أوروبا "لن يكون لديها متسع من الوقت أو الوسائل لبناء استقلالنا الإستراتيجي". وأضاف أنه في هذه الحالة فإن الأوروبيين "سيتحولون إلى تابعين بدل تشكيل قطب ثالث، أمامنا بضع سنوات لبنائه".
وتوجه النقاد باللوم إلى ماكرون لأنه نشر فيديو بدا فيه مبتهجاً بعد زيارته للصين، دون أن يدلي بأي ملاحظة عن زيادة التسلح الصيني، أو قمع الأيغور في إقليم شينغ يانغ.
وشكل الفيديو تناقضاً صارخاً مع تحذيرات فون دير لاين التي قالت إن تفاعل الرئيس شي جين بينغ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب على أوكرانيا، ستكون "عاملاً مقرراً" للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
إشارات مقلقة
ورأى الكاتبان أن كل انطباع يشكك في الوحدة عبر الأطلسي، يبعث إشارات مقلقة في الكثير من العواصم الشرقية في وقت لا تزال فيه أوروبا معتمدة إلى حدٍ كبيرٍ على الدعم الأمريكي لأوكرانيا، وفي الوقت الذي بدأ فيه البعض في الحزب الجمهوري يتساءل عن مدى التورط الأمريكي في دعم كييف. وقال وزير الخارجية الليتواني غابريليوس لاندسبرغيس: "لسوء الحظ، لم نشفَ من عمانا الإستراتيجي بالكامل. اخترنا أن لا نرى العدوان الروسي، والآن نختار أن لا نرى العدوان الصيني..إننا على حافة تكرار الخطأ نفسه". وواجهت دول البلطيق انتقاماً تجارياً صينياً، لأنها سمحت لتايوان بفتح بعثة ديبلوماسية في فيلينيوس. والأربعاء، قدم الرئيس الفرنسي بلاده حليفاً قوياً للولايات المتحدة، مشيراً إلى إرسال فرقاطة فرنسية إلى مضيق تايوان رداً على المناورات الصينية. وأضاف:"نعمل بلا استفزاز وباحترام، لكني لن أشارك في تصعيد كلامي كما يحلو للبعض".
ولاحظ مايكل دولوس الديبلوماسي الفرنسي رفيع المستوى السابق، الذي يعمل الآن مع مؤسسة مونتاين، أن ماكرون يكرر أخطاء مماثلة اقترفها في السابق، باندفاعه الديبلوماسي نحو شي جين بينغ، على غرار ما كان يفعل مع بوتين قبل غزو أوكرانيا. وانتهت مناوراته الديبلوماسية بخسارة حلفاء أساسيين الثقة في فرنسا، وأضاف "الرئيس يعود مجدداً بأوروبا إلى الوراء، ولا يساعدها".