نجاح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في إجراء جراحة معقدة أنقذت حياة شاب في الثلاثين من عمره
نجح مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، جزء من شبكة M42، بإجراء جراحة معقدة لاستبدال الصمام الأبهري على مريض بعمر 31 عاماً يعاني من حالة صحية وراثية تؤثر على صمامه الأبهري، وهي مرض الصمام الأبهري ثنائي الشُرف، إلى جانب فشل القلب. وكانت هذه الجراحة المعقدة الخيار الوحيد المتاح لمحمد عاكف باديلا، وهو شاب باكستاني، لاستعادة وظائف قلبه الطبيعية والعودة لحياته الاعتيادية. وتحدث هذه الحالة عندما يكون هناك خلل في الصمام المسؤول عن تنظيم تدفق الدم من القلب إلى الشريان الأبهري. ودون سابق إنذار، بدأ عاكف في شهر ديسمبر من عام 2022 بالشعور بضيق في التنفس وتورّم في ساقيه أثناء وجوده في مدينته، كراتشي. وبعد مراجعة الأطباء، تم تشخيص إصابته بمرض الصمام الأبهري، ليتوجه إلى معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، نظير خبراته المتقدمة، وتقنياته المبتكرة، ومعدلات النجاح العالية التي يتمتع بها في علاج أمراض القلب المعقدة.
وبدعم أسرته وتوجيهات فريق خدمات المرضى من خارج الدولة في المستشفى، توجه إلى العاصمة أبوظبي للحصول على العلاج المناسب لحالته.
ومع وصول عاكف وأسرته إلى دولة الإمارات، كانت وظائف قلبه قد تدهورت بشكل كبير، حيث انخفض معدل الكسر القذفي لقلبه لحدود 15%، وهو أدنى بكثير من المعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 50% و70%. وبالإضافة لذلك، كان قلب عاكف قد تضخم بشكل خطير بنسبة وصلت إلى 50% بسبب التسرب الحاصل في الشريان الأبهر، وهو ما فاقم من حالته الصحية. وبسبب هذه المضاعفات، ازداد قلق أسرته وشعروا بخوف شديد من تعرض حياته للخطر.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عمر دار، طبيب استشاري في معهد القلب والأوعية الدموية والصدرية بمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي: “لم يكن الصمام الأبهري لدى عاكف قادراً على الإغلاق بشكل مناسب، الأمر الذي سبب تضخماً في قلبه ليصل حجمه إلى 8.2 سم، وهو أكبر بكثير من متوسط حجم القلب الطبيعي البالغ 5.5 سم، بما قاده لتدهور في وظائف القلب. وكانت جراحة استبدال الصمام الأبهري خيار عاكف الوحيد لإنقاذ حياته. فعلى الرغم من المخاطر المرتبطة بحالته، كنا مؤمنين بفوائد هذه الجراحة وقدرتها على إزالة العديد من تحدياته الصحية. ولذلك، وجهنا تركيزنا والتزامنا نحو مساعدته على استعادة عافيته وتحسين جودة حياته».
وتضمن التدخل الجراحي استبدال الصمام الأبهري باستخدام رقعة بيولوجية (أنسجة بقرية) مع مراعاة جميع الظروف الصحية المعقدة لعاكف على غرار سنه الشاب وانخفاض وظائف قلبه. وتولى إدارة حالة عاكف فريق متعدد التخصصات يضم نخبة من الخبراء من تخصصات عديدة بما يشمل متخصصين في الفيزيولوجيا الكهربية وزراعة الأعضاء والعناية المركزة. وكان التركيز الرئيسي لأفراد فريق الرعاية موجهاً نحو الحفاظ على وظائف قلب المريض قبل وأثناء الجراحة ومساعدته في التعافي بعد الجراحة. وحول تجربته العلاجية، عبر عاكف عن شكره وامتنانه لمستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي نظير مستويات الرعاية الصحية المتميزة التي حصل عليها، وقال: “لم يمنحني فريق الرعاية في كليفلاند كلينك أبوظبي الأمل فحسب، بل قدم لي مستويات رعاية استثنائية خلال رحلتي العلاجية. وأتوجه بعميق الشكر والعرفان للمستشفى لإيقاد شعلة الحياة مجدداً في قلبي”. وثمن عاكف أيضاً الجهود التي بذلها فريق خدمات المرضى من خارج الدولة الذين منحوه رعاية فريدة من نوعها ومصممة وفق حالته بدقة متناهية. ويلتزم مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي بخدمة المرضى في دولة الإمارات والمنطقة، في إطار سعيه الدؤوب لجعل خدمات الرعاية الصحية المتميزة في متناول الجميع وترسيخ مكانة إمارة أبوظبي كمركز لعلوم الحياة.
وتؤكد حالة عاكف على أهمية مقاربة الرعاية المتعددة التخصصات، ودور التقنيات المتقدمة والمبتكرة وعمق تأثير خبرة الأطباء في معالجة الحالات الطبية المعقدة على غرار أمراض القلب.
تجدر الإشارة إلى أن دائرة الصحة - أبوظبي اعتمدت مؤخراً مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي كمركز للتميز في جراحة القلب للبالغين، بما يؤكد على الإمكانات الطبية المتقدمة التي يتمتع بها المستشفى ونجاحه الكبير بإجراء مجموعة واسعة من جراحات القلب المتكاملة والتدخلات العلاجية لأمراض القلب الهيكلية.