في جناح المرأة بإكسبو 2020 بحضور قيادات نسائية دولية وإماراتية ورئيس الصليب الأحمر:

نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لتمكين المرأة بإكسبو 2020 دبي

نهيان بن مبارك يفتتح المؤتمر الدولي لتمكين المرأة بإكسبو 2020 دبي

أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء وزير التسامح والتعايش أن ما تستحقه النساء في هذا العالم، والذي يحق لهن توقعه، يتمثل في منحهن فرصة أكبر لتطوير إمكاناتهن القيادية الكاملة، وممارساتها في أي من الأدوار اللاتي يطمحن لشغلها، ويجب أن تحصل المرأة في هذا العالم على فرص تمكنها من الوصول إلى تعليم عالي الجودة، وحياة مهنية مجزية وحياة عائلية مرضية، وأن يكون لها دورًا بارزًا في حياتها العامة والخاصة، مشيرا إلى أنه لا يزال أمام الرجال والنساء هذا العالم كثير من العمل والجهد لبناء عالم يقدر المرأة مثلما يقدر الرجل، عالم يعلي من قيمة الكفاءة والجدارة دون النظر إلى العوائق المتصلة بمسألة الجنسين، عالم يرحب بجميع بناتنا ويحميهن ويعلمهن ويمكنهن.
   جاء ذلك خلال افتتاح معاليه أمس الأول المؤتمر الدولي "التسامح والشمولية من أجل تمكين المرأة وحقوقها " الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش  بالتعاون مع مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وجناح المرأة بإكسبو 2020 دبيب، ضمن الأنشطة الدولية للمهرجان الوطني للتسامح وبالتعاون مع مباردة " المجلس العالمي للمرأة" بحضور عدد كبير من القيادات النسائية الدولية والإماراتية، حيث تحدث للمؤتمر على مدى جلستين، تناولت الأولي دور الأعراف الاجتماعية في نشوء الفجوة بين الجنسين، كيفية غرس قيم التسامح والتعايش  وتحدثت بها البارونة البريطانية فلويلا كارين يونيس بنيامين، وبيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سويسرا، وتحدثت بينيتا ديوب مؤسسة ورئيسة مؤسسة التضامن النسائي الافريقي بالسنغال، عن تجربتها مع تمكين المرأة في إفريقيا، أما الجلسة الثانية فتتناول أهمية التسامح والتعايش والشمولية في السياقات التي تحمل تحديات حقيقية، وأهمية التسامح والتعايش والمساواة في دعم الفئات الأولي بالرعاية، وكيفية إعادة إنشاء مجتمع مستقر، وتتحدث في هذه الجلسة آية بورويلة مؤسسة (كود أون ذا رود)، اليونان، ورادا أكـبــر مصورة فـوتـوغـرافـيــة مســتـقـلــة من أفـغـانـســتـان، ونــاديــن لـبـكي مخرجـة وممـثـلـة لبنانية، وســعـادة مقصود كروز مستشار الاتصال الاستراتيجي بوزارة شؤون الرئاسة –الإمارات، وحضر المؤتمر سعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش ، وسعادة شمسة صالح الأمين العام لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين.
وقال معاليه في بداية كلمته إلى المؤتمر "لقد اجتمعتم اليوم في دولة رائدة على المستوى الإقليمي في مجال تقدير حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وإنه لمن عظيم الشرف والفخر أن أبدأ بالتعبير عن شكري وامتناني لبطلة حقوق المرأة وتمكينها في الإمارات العربية المتحدة، أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله ورعاها، حيث تمثل سموها قوة دافعة رئيسية لتنمية دولتنا وتقدمها، بما تملكه سموها من رؤية شاملة والتزام بالتنمية الشاملة والمستدامة من تقدير دور المرأة في مجتمعنا، حيث تؤمن سموها إيمانًا عميقًا بأهمية توفير التعليم لجميع مواطنينا، سواء كانوا رجالًا أو نساءً على حد سواء، وتواصل سمو الشيخة فاطمة العمل دون كلل من أجل تمكين المرأة، حيث تدرك أن المرأة لديها مواهب ومهارات وخبرات لا تقدر بثمن، وتتسلح برؤى على قدر كبير من الأهمية لبناء مجتمع مزدهر واقتصاد نابض بالحيوية ودولة دولة تأخذ بكافة أسباب التقدم والنهضة.
وأضاف معاليه أنه منذ تأسيس -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- دولتنا قبل خمسين عامًا، قدم قادة الإمارات العربية المتحدة الكثير من التشجيع والدعم لحق المرأة في المشاركة الكاملة والمتساوية في مجتمعنا، ولدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رغبة حثيثة في تشكيل دولة تتخذ على عاتقها تمكين المرأة، ولطالما اعتبر سموه أن النهوض بالمرأة من الأمور الحيوية والأساسية لمستقبل الإمارات، وعمل دائمًا على أساس منهجي يعزز دور المرأة في المناصب القيادية بالدولة، حيث نجحنا في الإمارات في تغيير العقلية السائدة بشأن دور المرأة في المجتمع، ونجحنا في إزالة الحواجز الاجتماعية والاقتصادية التي قد تثبط جهود النهوض بالمرأة، بل وشجعت كافة النساء على رفع سقف طموحاتهن ليخطي ذلك السقف الزجاجي غير المرئي الذي يُعيق تحقيق أحلامهن المهنية، وشاركت المرأة الإماراتية في هذه الجهود متسلحة بطموحات قوية في أن تتبوأ نفس مكانة الرجل في المجتمع.
وأكد معاليه أنه يبقى تحقيق المساواة بين الجنسين في دولة الإمارات العربية المتحدة عملًا قيد التقدم، مع التأكيد على التزام الدولة على نحو كامل بالجهود المبذولة لإنجاز هذه الغاية، وبينما نحتفل في هذا العام بإحياء بعام الخمسين، ونتطلع في الوقت نفسه إلى الخمسين عامًا القادمة، حيث تستمر أهدافنا الوطنية في إعطاء أهمية كبيرة لتعزيز دور المرأة ورعاية حقوقها ودعم مكانتها في المجتمع. وأوضح معاليه أن المرأة الإماراتية لم تكن الوحيدة التي وصلت إلى عنان السماء، حيث نرى في كثير من بلدان العالم العديد من السيدات يشغلن مناصب قيادية في كل مجال من مجالات العمل تقريبًا، فلا مجال الآن للمزيد من الممارسات التمييزية، مؤكدا أن كثير من النساء تستفيد في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى من المساواة في الوصول إلى التعليم، وكثير من النساء يتمتعن بالصحة والأمان، وشهدت ظروف المرأة في كثير من أجزاء العالم تحسنًا ملحوظًا، بل وشهدت ظروفهن تحسنًا جوهريًا وكبيرًا في أحيان أخرى.
وأوضح معاليه أنه إذا كان وضع المرأة يشهد تطورا على مستوى العالم، فإن هذا المؤتمر يوجه نظره إلى المرأة في كل مكان على هذا الكوكب، ولا شك في أن بعض أجزاء العالم شهدت تغييرًا ضئيلًا أو غير كافي، ولا تزال هناك أماكن في هذا العالم تعاني فيها المرأة من معاملة غير متساوية، ويأخذ هذا النمط من عدم المساواة كثيرا من الأشكال الاجتماعية والاقتصادية والقانونية والصحية، إضافةً إلى عدم المساواة في التمثيل، بما يصل في بعض الأحيان إلى المخاطر المهددة للسلامة الشخصية والحياة نفسها، حتى إنه في بعض البلدان الأكثر تقدمًا، لن يكون مستغربًا أن نجد سيداتٍ يتقاضين أجورًا أقل من الرجال بقدر ملحوظ مقابل أداء عمل متساوي القيمة، ونجد أيضًا أن النساء يمثلن على نحو غير متناسب ضمن من يعيشون في فقر، ويخضعن لمعاملة تمييزية في كل جانب تقريبًا من جوانب علاقة العمل، فلا تحصل النساء في كثير من الأحيان على التقدير المستحق لمواهبهن وإنجازاتهن. وقال معاليه " إنه من المهم الإشارة إلى الجهود الدولية لدعم المرأة ، ومنها إعلان مبادئ تمكين المرأة الذي صاغتها الأمم المتحدة، التصديق على هذه المبادئ والتعهد بالالتزام بها، يعني أننا نقوم بعمل نوعي، بعمل سلمي ومدروس جيدًا يبرر في حد ذاته التزامنا بقيم المساواة والأخوة الإنسانية والاحترام المتبادل، ولكن بينما نعتمد مبادئ تمكين المرأة ونضع خططًا تنفيذية للتغلب على التمييز وتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل، يجب علينا في الوقت نفسه أن نراعي الدور البيولوجي للمرأة المتمثل في الحمل وولادة الأطفال ودورها الأسري كأم تهتم بتربية الأطفال، ونحن نعلم مدى أهمية تلك الأدوار من أجل مستقبل ناجح للحضارة، ونعي أيضًا أهمية دور المرأة في مجالات الأعمال التجارية والحكومات والعلوم والفنون والشؤون المالية والمصارف والنقل والرعاية الصحية والمنظمات غير الحكومية والتعليم".  وأضاف معاليه " أنه على وعي تام بقدرة المرأة بما تملكه من المعرفة والخبرة والخيال اللازم للتوفيق بين هذه الأدوار، ومن الرائع أن تحدد مناقشاتنا في هذا المؤتمر مسارًا يفضي إلى التوفيق بين أدوار المرأة، سواء بوصفها نبع الحياة آو أما تضطلع بمسؤولية تربية النشء أو قائدة في جميع جوانب المساعي الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم، وأنني أؤيد تمامًا أهداف هذا المؤتمر، خاصةً ما يستهدفه من بناء جسور تربط بين الرجل والمرأة في جميع أنحاء العالم وتجمعهم حول قضايا حقوق المرأة وتمكينها، من خلال استلهام روح إكسبو 2020 دبي، وأثمن تركيز مؤتمركم على حقيقة مفادها أن العمل من أجل تعزيز حقوق المرأة والمساواة يعد من الأمور الأساسية التي تسهم في تقليل التوتر وانعدام الثقة بيننا، سواء على صعيد العلاقات الفردية أو الجماعية، ويُعد مثل هذا العمل ضروريًا لتحقيق التنمية والسلام والازدهار والأمل في أرجاء الكرة الأرضية".
ونبه معاليه إلى أن جميع المجتمعات تواجه تحديات بشأن الصحة والبيئة والتنمية الاقتصادية والتعليم والمأوى والسلامة وتكافؤ الفرص، ويمكن للمرأة انطلاقًا من دورها كمواطنة محلية أن تحفز حراكًا مجتمعيًا للمشاركة في هذه القضايا المهمة بطرق مبتكرة، وعلى صعيد آخر وبالنظر إلى دور المرأة كمواطنة عالمية، يمكنها التواصل والتعاون عبر الحدود الجغرافية والثقافية وتعزيز الجهود المحلية بطرق أثبت التاريخ أنها استعصت على الرجال.  واختتم معاليه كلمته برسالة أمل قائلا " أرجو أن يؤدي ما تبذلونه من جهد والأعمال التي ينجزها أصحاب النوايا الحسنة من الرجال والنساء حول العالم إلى إعادة تسمية المؤتمرات المستقبلية، عندما يحين ذلك الوقت وتحظى النساء والرجال بفرص متساوية وحقوق متطابقة وأجور متكافئة مقابل أداء عمل متساوي القيمة، ونفس ضمانات السلامة والتعليم والرعاية الصحية، أتوقع عقد مؤتمرات عالمية تسمى ببساطة "تنمية الإنسان وتمكينه"، وتعتمد رفاهية كوكبنا في المستقبل على إسهامات جميع البشر. مشيدا بجهود الجميع في تحفيز رجال ونساء هذا العالم للانطلاق نحو تلك الغاية العظيمة.
منى المري: النموذج الإماراتي التوازن بين الجنسين مكون رئيسي في تبني المجتمعات لقيم التسامح وجهودها نحو التقدم والازدهار.
ومن جانبها أكدت سعادة منى غانم المري نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين إن أسبوع التسامح والشمولية لمبادرة المجلس العالمي للمرأة في إكسبو 2020 دبي  يأتي في إطار المكانة العالمية التي تحتلها دولة الإمارات والتي قدمت للعالم نموذجاً فريداً في التسامح والتعايش وتلاقي الثقافات، تأسيساً على النهج الذي أرساه المغفور له- بإذن الله -الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتواصله القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتجسيداً لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وتأكيداً على الخصال الكريمة لشعب الإمارات، كما تعكس الجهود المباركة للقيادة الرشيدة في تعزيز ونشر قيم التسامح على المستوى العالمي، لما لها من انعكاسات إيجابية شاملة، في مختلف جوانب الحياة، مشيرةً إلى أن دولة الإمارات تحتضن على أرضها أبناء أكثر من 200 جنسية يعيشون في سلام ووئام ويشكلوا معاً مجتمعاً آمنا مستقراً ومزدهراً.
وأكدت أن جناح المرأة، يولي أهمية كبيرة لدور المرأة في مختلف جوانب الحياة كونها تشكل نصف المجتمعات وشريك رئيسي لا يمكن تجاهله في تنمية وتطور البشرية اقتصادياً وسياسياً وعلمياً، ما يعكس أهمية التوازن بين الجنسين حينما تتبنى المجتمعات قيم التسامح والشمولية على طريق البشرية نحو التقدم والازدهار، معبرة عن سعادتها بالتعاون مع وزارة التسامح والتعايش لإنجاز هذا المؤتمر الدولي الكبير، وأن لديها امال كبيرة بأن تثمر حوارات القيادات النسائية الدولية بالمؤتمر عن خطوات عملية لصالح المرأة إقليميا وعالميا.
وأضافت أن التسامح يعد قيمة كبيرة في المجتمعات القوية، فهو الأساس الذي يعزز تماسكها ويمنعها من التفكك، لأنه يشجع الشمولية والتعايش السلمي بين الجميع، مشددة على دور المرأة في تعزيز هذه القيم، وقالت إن هذا المؤتمر يسعى لاستكشاف التسامح والشمولية كقوة محفزة وراء التوازن بين الجنسين وتمكين المرأة على الصعيد العالمي باعتبارها المكون الرئيسي للازدهار والتغلب على مختلف التحديات.
فيما تناولت القيادات النسائية الدولية المشاركة بالمؤتمر كافة القضايا المتعلقة بتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم، ولا سيما دعم الشمولية والتمكين للمرأة واستعرضت المشاركات بالمؤتمر، الأساليب الأكثر نجاحا لتفعيل دور التعليم والمعرفة لكي تساعد على فهم أفضل لأهمية القيم الإنسانية لمواجهة التحديات التي تواجهها المرأة اليوم، كما أشارت المشاركات بالمؤتمر على دور المرأة الهام والمؤثر خلال الأشهر الماضية في الاستجابة للوباء العالمي كوفيد -19، وتم تسليط الضوء على الدور الهام التي تقوم به النساء في مختلف دول العالم، وأهمية دعمها وتمكينها في مختلف المجالات.
كما ركز المشاركون والمشاركات في المؤتمر على بحث مـبــادئ تـمـكـيــن الـمـرأة السبعة وأساليب العمل بها وفقا لظروف الدول والشعوب المختلفة وهي إنشاء قيادة مؤسسية رفيعة المستوى لتحقيق المساواة بين الجنسين، ومعاملة جميع النساء والرجال بإنصاف في العمل - احترام ، ودعم حقوق الإنسان وعدم التمييز، وضمـان صحــة وســلامة ورفــاهـيــة جميع الـعـامليــن من الـنـســاء والــرجــال، وتعزيز التعليم والتدريب والتطوير المهني للمرأة، وتنفيذ ممارسات تطوير المشاريع وسلسلة التوريد والتسويق التي تمكّن المرأة، وتعزيز المساواة من خلال المبادرات المجتمعية والدعوة، وقياس التقدم المحرز في تحقيق المساواة بين الجنسين والإبلاغ عنه بشكل علني.
وأشاد المشاركون التجربة الإماراتية فيما يتعلق بتعزيز مكانة المرأة وتمكنها باعتبار الإمارات نموذجا رائعا في هذا المجال، مؤكدين ان المجتمعات الأكثر انفتاحا وتسامحا، والتي يعم كافة فئاتها التعايش المجتمعي، تمقل البيئة الحقيقية التي تمنح المرأة الطاقة اللازمة لاستثمار طاقاتها وقدراتها لخدمة المجتمع.