منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
إنديانا جونز 5..
هاريسون فورد يعود مجددا بعدما داهمه الهرم وحفر الزمن آثاراً على وجهه
ها هو إنديانا جونز (هاريسون فورد) يعود مجدداً، بعدما داهمه الهرم وحفر الزمن آثاراً على وجهه، ليواجه غرماء جدداً، ويستعيد قطع آثار منهوبة. بعيداً عن حياته الميدانية الشيّقة التي عرفناها لأول مرة عام 1981 مع انطلاق السلسلة، يلامس بطلنا عقده الثمانين في الجزء الخامس من سلسلة إنديانا جونز التي تحمل عنوان Indiana Jones and the Dial of Destiny.
في عام 1977 ابتدع المخرج والمنتج الأميركي جورج لوكاس شخصية عالم آثار بملابس رعاة البقر الأميركيين، عرضها على صديقه المخرج ستيفن سبيلبرغ، ليستقر الاثنان على اسم إنديانا جونز ذي الوقع الموسيقي، وتبدأ صناعة فيلم السلسلة الأول "سارقو التابوت الضائع" المليء بالمغامرات ذات النكهة العجائبية. سرعان ما حجزت شخصية جونز مكاناً لها في الثقافة الشعبية الأميركية، باعتبارها إحدى أيقونات سينما هوليوود.
أخرج سبيلبرغ أجزاء السلسلة الأربعة الأولى واختار الممثل هاريسون فورد بطلاً لها. لعلّ نجاح الفيلم يعود بشكل أساسي إلى الشخصية التي خلقها الفيلم، فجونز بهيئته وأكسسوارات شخصيته أقرب ما يكون لفرسان العصور الحديثة، كما أن الدراسة الأكاديمية أسبغت على شخصيته بعض العصرية، فاتحدت شخصية الدكتور جونز مع فرسان العصور الوسطى ذوي الأصول النبيلة.
لم يلقَ الجزء الرابع من السلسلة النجاح الذي لقيته الأجزاء السابقة، ما جعل سبيلبرغ ولوكاس يتنحيان عن الجزء الخامس، فعادت السلسلة لتكمل ما بدأه الاثنان مع مخرج ومنتج جديدين لكن مع بناء سردي لم يبتعد عما قدماه سابقاً.
بناءً على وصفة العمل التي باتت معروفة لدى مشاهدي السلسلة، عاد المخرج جيمس مانغولد بإنتاج من والت ديزني بعد 15 عاماً لإحياء السلسلة في فيلم تعود أحداثه لعام 1969، إذ تأتي هيلينا (فيبي وولر بريدج) ابنة جونز بالمعمودية لزيارته، وتطلب منه نصف قرص أرخميدس الذي يمكن لمن يستطيع فك شيفرته أن يسافر حيث يشاء بالزمان والمكان.
يتنازع على القرص أيضاً يورغن فولر(مادس ميكلسن) عالم نازي تستعين به الولايات المتحدة للمساهمة في البرنامج الفضائي الأميركي. ومن خلال هذا القرص يسعى فولر للعودة إلى الحرب العالمية الثانية والمساهمة بتغيير التاريخ وتحقيق النصر للنازيين...
مع تقدم جونز في العمر ارتأى مانغولد أن يجعل مسيرة حياته تتقاطع بشكل أو بآخر مع تاريخ الولايات المتحدة بما فيها حرب فيتنام، وذلك بخسارة وحيده في الحرب، عكس الأجزاء السابق التي فضّل فيها سبيلبرغ القفز فوق هذه الحرب.
تيمناً بالجزئين الأول والثالث يستعيد مانغولد جذور الصراع بين جونز والنازيين،
مستنداً إلى تاريخ من الانتصارات حققها جونز، كأي بطل خارق يستطيع في كل مرة أن يسحق الأشرار بمفرده. تاريخ الصراع هذا بدأه سبيلبرغ ولوكاس في الجزء الأول في محاولة منهما لجعل السلسلة سلاحاً للثأر من النازيين، فيُصور النازي، قليل الذكاء، عديم الفكاهة، وسهل الخداع، أما في الجزء الرابع نقلا المعركة ضد السوفييت فأصبح جونز كجرل أميركي أبيض، ينتصر بمفرده للإنسانية جمعاء في ضد النازية والشيوعية على حدٍّ سواء.
عداء النازيين والسوفييت هو الخطاب المباشر للسلسلة،
لكن في مستوى آخر من الخطاب يمكن اعتبار الأعمال الثلاثة الأولى مثالاً صارخاً عن الاستشراق، لا يخلو فيلم فيها من نظرة استعلائية للآخر، فمعظم رحلات جونز تحدث في الشرق وهناك يتم استحضار المفردات النمطية التي كرستها سينما هوليوود عن المنطقة،
فيبدو إنسان هذه البقعة جاهل وغوغائي يحتاج مستكشف أميركي متحضر ليحتضن آثاره في المتاحف الأميركية.
أفرط المخرج باستخدام الصور المولدة عن طريق الكومبيوتر CGI، فاستخدمت التقنية في المشهد الافتتاحي لصناعة مشهد فلاش باك يجمع جونز الشاب بمادس ميكلسن، فلجأ مانغولد إلى تصغير فورد، ونجح المخرج من المشاهد الأولى في استحضار حنين المشاهد إلى الأجزاء الأولى من خلال الحفاظ على روح السلسلة التي على الأرجح سيكون جزءها هذا بمثابة الوداع لشخصية أنديانا جونز.