هل تحقّق أوكرانيا التفوّق الجوي على روسيا؟
يتحدث محرر الشؤون الدفاعية في مجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية كريس أوسبورن عن صعوبة تفسير عدم قدرة روسيا على تحقيق تفوق جوي في سماء أوكرانيا. فمع امتلاك سلاح الجو الروسي 700 مقاتلة في مقابل 64 مقاتلة لأوكرانيا، كان يفترض أن تسيطر موسكو على الأجواء الأوكرانية بسهولة نسبية. لكن لماذا لم يحدث ذلك؟
في الأشهر الأخيرة، تحدث المسؤولون العسكريون الأمريكيون في البنتاغون عن الروح المعنوية العالية للطيارين الأوكرانيين ورغبة القادة الروس في عدم تنكب المخاطر، وفاعلية الدفاعات الجوية الأوكرانية. بيد أن كل هذه العوامل، لا تعطي برأي الكاتب جواباً شافياً حول عدم قدرة روسيا على تحقيق التفوق الجوي، على رغم مرور ستة أشهر على الحرب، في ظل امتلاكها مئات المقاتلات أكثر مما تمتلكه أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أن هذه الوقائع، قد تدفع أوكرانيا والغرب للتفكير في تحقيق “تفوق جوي” في مقابل القوات الروسية. وفي الحقيقة، يكرر وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للتخطيط السياسي كولن كاهل، أن مسألة إرسال مقاتلات غربية إلى أوكرانيا ليست أمراً “لا يمكن تصوره”، وأنها قيد الدرس. ويبدو أن احتمال إرسال مقاتلات غربية من الجيل الرابع هي مسألة مطروحة، مع أن المسؤولين في البنتاغون يصفونها على أنها جهد بعيد المدى.
وقال كاهل للصحافيين إن “أولويتنا الحالية بالنسبة إلى الطائرات هي ضمان أن أوكرانيا قادرة على استخدام المقاتلات التي في حوزتها من أجل التأثير على مجريات الميدان».
وعلى المدى القريب، يتم الآن تزويد مقاتلات ميغ-29 التي تملكها أوكرانيا من العهد السوفياتي بأسلحة غربية متطورة مثل صواريخ فائقة السرعة مضادة للإشعاع “هارم” المصممة للإطلاق من المقاتلات الروسية. وأشار كاهل إلى أنه في الأسابيع الأخيرة، يستخدم الأوكرانيون صواريخ “هارم” لتدمير الرادارات الروسية.
وأضاف الكاتب أن القدرة المتزايدة على ملاحقة وتدمير الدفاعات الجوية الروسية، تفترض أن أوكرانيا وحلفاءها الغربيين “لا يستبعدون” احتمال تحقيق التفوق الجوي على روسيا، على رغم الفارق في عدد المقاتلات التي تملكها الدولتان. ومن العوامل الأساسية التي تقف خلف الفاعلية الحالية للدفاعات الجوية الأوكرانية، هو تزويدها بأنظمة الصواريخ الأمريكية أرض-جو المتطورة “ناسامز».
وأكد كاهل أن إرسال مقاتلات غربية إلى أوكرانيا يبقى خياراً مطروحاً على الطاولة. وقال: “في ما يتعلق بالمقاتلات، وبالجيل الرابع منها، على سبيل المثال، وحتى لو أردنا إرسالها الآن، فإنها لن تصل إلى أوكرانيا قبل سنوات، ولذلك نحن نركز على مسألة المقاتلات التي يملكونها الآن وعلى ما تحتاجه للصمود في الشرق، وربما الانتقال إلى الهجوم المعاكس».