الحسم في ست ولايات رئيسية:

هل يمكن إعادة انتخاب دونالد ترامب...؟

هل يمكن إعادة انتخاب دونالد ترامب...؟

-- ترامب ليس رئيسًا عاديًا، لكنه تمكن من تطبيع المواقف والأفعال التي كانت ستدين أي سياسي آخر
-- ست ولايات يمكن اعتبارها حقًا قلب ساحة المعركة
-- ريمونتادا الجمهوريين تتوقف على انتعاش اقتصادي سريع دون خسائر فادحة بسبب الوباء
-- يعود ارتباك ترامب الكبير إلى رد فعله على نتائج استطلاعات داخلية للحزب الجمهوري
-- الوباء خلط الأوراق: إذا انهار الاقتصاد، سيخسر ترامب إلا في صورة معجزة


هل سيفوز دونالد ترامب بالانتخابات المقبلة؟ تسير التوقعات الحالية في جميع الاتجاهات، ويولِّد الوباء عدم يقين لا يساعد على توضيح الصورة.
عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، يصبح الجميع خبراء. ووسط هذا، يجد اساتذة العلوم السياسية صعوبة في اسماع صوتهم.
السبب بسيط... معظم المحللين يطرحون نقاط قوة المرشح المفضل، ويخلصون إلى استنتاجات نهائية يستقبلها بحماس أنصار هذا المرشح. في حين تميل توقعات علماء السياسة إلى أن تكون معقدة ونسبيّة واحتمالية، ولا تجد صدى يذكر في المناقشات الحزبية.
دعونا أولاً نلخص التفسيرات الأسهل، ونقتصر على الحقيقي فيها.
لا يمكن أن يفوز ترامب
بالنسـبة للكثيريـــن، يعتبر ترامب مهرجــــًا غير كفء.
هل ستصوت لرجل يوصي بحقن الجفال أو إدخال مصباح فوق بنفسجي حيث لا تشرق الشمس؟ لنرى اذن...


 يكسر ترامب جميع النواميس والمعايير. إنه يكذب باستمرار. ويأخذ علنا من الأموال العامة. وهو متهم بقوة بحوالي 15 اعتداءً جنسيًا واغتصابًا. ويمكنني أن أواصل -الفضيحة الروسية، العزل، -والحمل ثقيل.الاستطلاعات سيئة لترامب، لم يتجاوز معدل مبايعته 50 بالمائة، وفي أكثر من 50 تحقيقًا عام 2020، فاز ترامب مرة واحدة فقط على بايدن.
تبخرت ورقته الرابحة الرئيسية، الاقتصاد. لقد استفاد جميع قادة العالم تقريبًا من وحدة البلد خلال الوباء، الا هو حيث ينتقد الرأي العام بشدة إدارته للأزمة.

لا يمكن لترامب أن يخسر
ترامب كمادة تفلون... إن سيطرته على الجمهوريين مطلقة، وقد أوفى بوعوده لقاعدته الحزبية. وحتى شهر مارس، كان الاقتصاد على ما يرام. استطلاعات الرأي غير مهمّة... لقد أخطأت عام 2016، فلماذا نصدقها عام 2020؟
بالنسبة لترامب، فإن منصبه يمنحه ميزة احتكار الانتباه وترسيخ رؤيته الوردية للواقع في أذهان الناخبين، وهذه افضلية مؤكدة.  وتملك الحملة الجمهورية أموالا غير محدودة تقريبا. وبما ان المرشح الديموقراطي يحمل ثقوبا تتيح مداخل للنقد، لن يتردد ترامب في تسديد أي ضربة تحت الحزام لإغراقه.  تم إعداد الطاولة لمناقشات حارقة، حيث يلعب علماء السياسة دور معكّر الاجواء، لأن توقعاتهم تستبعد التفاصيل المثيرة للحملات لصالح النماذج المزعجة الصارمة.

خمسة عوامل
عادة، تدخل خمسة عوامل في هذه النماذج، أهمها اثنان أخيران:
- للرئيس الحالي اسبقية، خاصة إذا كان حزبه قد خدم فترة واحدة فقط في البيت الأبيض. الاسبقية لترامب.
- سيدفع الرئيس الثمن إذا كانت البلاد غارقة في حروب مكلفة. اسبقية (ضعيفة) لترامب.
- يُعاقب المنافس إذا كان حزبه منقسماً للغاية، كما كانت هيلاري كلينتون عام 2016، لكن جو بايدن سرعان ما وحّد الديمقراطيين... تعادل.
- نسبة قبول الرئيس مهمة للغاية. ونسبة ترامب منخفضة نسبيًا، ولكنه ليس أسوأ مما كان عليه عام 2016. اسبقية (ضعيفة) بايدن.
- النمو الاقتصادي هو العامل الأكثر حسما. ومع ذلك، لدى الناخبين ذاكرة قصيرة جدا. إن الظروف الموضوعية لمنتصف العام هي الأهم، وعام 2020 ستكون كارثية. اسبقية بايدن. الكلمة المفتاح أعلاه هي “من الطبيعي”. وعام 2020، ليس هناك الكثير من الوضع الطبيعي.
إن دونالد ترامب ليس رئيسًا “عاديًا”، ولكنه مع ذلك تمكن من تطبيع المواقف والأفعال التي كانت ستدين أي سياسي آخر. وإذا استمر الاقتصاد في تعافيه، لكان من الممكن أن يتغلب على عيوبه. لقد خلط الوباء الاوراق. إذا كانت العلوية للحالة الموضوعية للاقتصاد، فسيخسر ترامب الا في صورة معجزة. وإذا حسب للرئيس اقتصاد ما قبل الأزمة، فإن لديه فرصة للفوز. كما يمكن للوباء أن يحجب كل ما تبقى. إذا انتشرت المجزرة في جميع أنحاء البلاد وتمكّن الديمقراطيون من تحميل الرئيس مسؤولية حجم الأزمة، فسيخسر ترامب. وإذا استطاع ترامب ان يزرع نظارات وردية لعدد كاف من الناخبين، فإن فرصه جيدة. وسيتم لعب كل هذا في ست دول رئيسية.

الاسبقية لبايدن
 في الولايات الرئيسية
    أشار استطلاع للرأي أجرته شبكة سي إن إن الأسبوع الماضي، إلى أن الرئيس ترامب يتقدم في ولايات رئيسية في الحملة الرئاسية. وتظهر نظرة فاحصة على هذه الولايات أنه إذا كان السباق لم ينته بعد، فإن التقدم لصالح منافسه جو بايدن.
في مقالتين سابقتين، عرضت الوضع الحالي للسباق الرئاسي، وخلصت إلى أن المرشح الديمقراطي جو بايدن هو، في هذه المرحلة من الحملة، المرشح المنطقي للفوز في شهر نوفمبر. إنها ليست أمنية، إنها توقعات. ومن الواضح أن هذا التنبؤ بهامش خطأ كبير، لكنه ليس انطباعًا تم جمعه من مجموعة من العموميات... فهذا ما تشير إليه المعطيات. وإذا كنت مطالبا باتخاذ قرار بشأن الاحتمال الارجح، لقلت إنه بناءً على المعطيات القائمة والتطورات الممكنة (منها الغاء التصويت الذي سيكلف بايدن غاليًا)، فإن فرص الفوز تبلغ حوالي 60 بالمائة لبايدن و40 بالمائة لترامب.  هل يعني هذا أن ترامب لا يمكنه الفوز؟ بالطبع لا. هل الأمور محسومة لبايدن؟ هل ستمتطون طائرة إذا قيل لكم أن لها 60 %من فرصة الهبوط سليمة؟ أنا أيضا لا.
ست ولايات رئيسية
أعلن استطلاع حديث نشرته سي ان ان، استنادًا إلى مجموعة فرعية من 583 مجيبًا من 15 ولاية رئيسية في الحملة (ولايات ساحة المعركة)، أن دونالد ترامب سيحصل على تقدم إجمالي قدره 5 نقاط مئوية في هذه الولايات. هذه نتيجة يجب أخذها في الاعتبار، لكنها لا تعطي سوى جزء من الصورة. يمكن الحصول على فكرة أفضل عن حالة السباق في الولايات الرئيسية من خلال النظر في استبيانات عينة كاملة في كل منها. وهذه الاستطلاعات هي التي سبق ان أشرت إليها. وأكدت أن ست ولايات يمكن اعتبارها حقًا قلب “ساحة المعركة”: ويسكونسن، ميشيغان، بنسلفانيا، نورث كارولينا، فلوريدا وأريزونا. وتعتبر هذه الولايات الست التي فاز بها ترامب عام 2016 النقاط المحورية في السباق من قبل خبراء موقع تو وين. أجري 47 استطلاعا كاملا في هذه الولايات الست عام 2020 (اثنان جديدان منذ الأربعاء) ويتصدر جو بايدن 38 منها، ويتقدم ترامب في خمسة استطلاعات، وفي أربعة يسجّل التعادل بينهما.    إن التقدم في النتيجة لا يستعصي على التدارك، ولكن باستثناء ولاية كارولينا الشمالية، فإن اغلبية البيانات المتاحة مواتية لبايدن. وفي جميع هذه الولايات، حقق الديمقراطيون مكاسب كبيرة في انتخابات منتصف المدة في نوفمبر 2018.

استطلاعات نوايا التصويت 2020 في ولاية ويسكونسن:
في ولاية ويسكونسن (10 أصوات في المجمّع الانتخابي)، تقدم بايدن ضئيل، ولا يمكن التنبؤ بالتوجه السياسي الحزبي للولاية.
 وحقق الديمقراطيون مكاسب كبيرة في انتخابات منتصف المدة لعام 2018، منها الفوز بمنصب الحاكم الاستراتيجي.
 وأظهر ناخبوهم أيضًا مستوى حماسهم في انتخابات الربيع في مارس الماضي من خلال هزم مرشح جمهوري للمحكمة العليا للولاية بنجاح، رغم العقبات الكبيرة التي كان عليهم تجاوزها لينتقل الجمهور للتصويت في المناطق الحضرية.

استطلاعات نوايا التصويت 2020 في ميشيغان:
  في ميشيغان (16 صوتا في المجمّع الانتخابي)، سيكون لمسالة التصدي للوباء وزن كبير خلال انتخابات نوفمبر. ضرب كوفيد-19 بشدة منطقة ديترويت، وأثارت القضية انقسامات عميقة في الرأي العام. كان معارضو تدابير الحجر الصحي صاخبين بشكل خاص في ميشيغان، حيث وصلوا إلى حد احتلال المجلس التشريعي للولاية بأسلحة هجومية. ومع ذلك، يمنح سكان ميشيغان ثقة أكبر بكثير للحاكم الديمقراطي للولاية، غريتشين وايتمير، الذي وضع سياسات الحجر الصحي، مقارنة بالرئيس ترامب. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرًا، ان سكان الولاية يمنحون ثقتهم بنسبة 61 بالمائة للحاكم وايتمير، مقابل 34 بالمائة فقط لترامب... الاسبقية لبايدن.

استطلاعات نوايا التصويت 2020 في بنسلفانيا:
بنسلفانيا، لقمة كبيرة (20 صوتًا في المجمّع الانتخابي) ويصعب توقّع وجهة جسمها الانتخابي. ساهم انقلاب اللحظات الأخيرة لهذه الولاية والتحاقها بمعسكر ترامب، إلى حد كبير في هزيمة هيلاري كلينتون عام 2016. لكن دونالد ترامب يعرف أنه في الماء الساخن في هذه الولاية، ولهذا السبب قام بزيارة “رسمية” الى هناك في الأيام الاخيرة لتفقد مصنع إنتاج الكمامات دون ارتداء كمامة. عام 2018، مالت هذه الولاية بشكل حاد الى الجانب الديمقراطي، لكن الجمهوريين يسيطرون على المجلس التشريعي، ويمكنهم التأثير في ظروف التصويت لصالح ترامب. الاسبقية لبايدن.

استطلاعات نوايا التصويت 2020 في ولاية كارولينا الشمالية:
ولاية كارولينا الشمالية (15 صوتًا) هي ولاية تحتل فيها الأقلية الأفرو-أمريكية مساحة كبيرة، لكن غالبية البيض لا تزال محافظة للغاية. دعمت الولاية باراك أوباما عام 2008، لكنها تحولت إلى الجمهوريين عام 2012 (50.4 بالمائة مقابل 48.4 بالمائة) ودعمت دونالد ترامب بفارق صغير عام 2016 (49.8 بالمائة مقابل 46.2 بالمائة). ومع ذلك، فإن الدعم الأقوى نسبيًا لترامب في هذه الولاية يمنحه اسبقية طفيفة في ضوء نوفمبر.

استطلاعات نوايا التصويت 2020 في فلوريدا:
في فلوريدا (29 صوتا في المجمّع الانتخابي)، ستكون المعركة لصيقة كما في كل انتخابات رئاسية منذ عام 2000. اسبقية بايدن ضئيلة نسبيا. ومن ناحية أخرى، فإن الآثار الكبيرة لهذا الوباء على السكان المسنين قد تكلف الرئيس أصواتاً بالغة الأهمية. ويلعب القادة الجمهوريون في الولاية بالنار برهانهم الكبير على التعافي المبكر لاقتصادها حيث من غير الواضح أنه تمت السيطرة على هذا الوباء. اسبقية رفيعة لبايدن.

استطلاعات نية التصويت 2020 في أريزونا 2:
تشهد هذه الولاية الجنوبية الغربية (11 صوتًا) تحولًا اقتصاديًا وديمغرافيًا سريعًا، لصالح الديمقراطيين (التوسع الحضري السريع وزيادة الناخبين اللاتينوس). وستسند حملة بايدن، حملة ديمقراطية نشطة للغاية لإزاحة السيناتورة الجمهورية. ومن غير المستحيل أن تلعب ذاكرة السناتور السابق جون ماكين، الذي شوهه ترامب، دورا سيئا للرئيس. الاسبقية بايدن.

الاسبقية لبايدن
في الأسابيع الأخيرة، عزا العديد من المراقبين ارتباك الرئيس ترامب الكبير إلى رد فعله على نتائج استطلاعات داخلية للحزب الجمهوري تشير إلى أنه ضعيف جدًا في 17 ولاية رئيسية حيث ستجرى انتخابات نوفمبر.
 كما تسببت نتائج هذه الاستطلاعات الداخلية في قلق كبير بين أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين قد يجرفهم سقوط محتمل للرئيس.
قد تكون هذه الاستطلاعات مجرد مؤشرات مؤقتة، لكن ريمونتادا الجمهوريين تتوقف على الانتعاش الاقتصادي السريع دون خسائر فادحة بسبب الوباء. وفي الوضع الراهن تبدو هذه الطريق ضيقة.
*أستاذ العلوم السياسية / مركز الدراسات والبحوث الدولية في جامعة مونريال لتنمية المعرفة حول الرهانات الدولية
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot