آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
المعلمون يصنعون الأمل
غرسوا في العقول بذور المعرفة وفي القلوب جذور الأمل.
وقفوا على مدار الأيام والسنوات يحملون رسالة لا تُكتب بالحبر و لكنها تُرسم في الذاكرة والوجدان, هم المعلمون الذين اختاروا أن يكونوا شعلة نور في دروب الآخرين، مهما أرهقتهم مسؤوليات الحياة وضغوط العمل.
في زمنٍ تتغير فيه المفاهيم وتتسارع الأحداث يظل المعلم هو الثابت الحقيقي هو من يواجه التحديات بابتسامة ويحوّل الصعوبات إلى فرصٍ للتعلّم والنمو, كل يومٍ يقف أمام طلابه ليعيد اكتشاف معنى الصبر والإيمان بالإنسان ويمنح من حوله دروسًا في العطاء دون انتظار مقابل.
ليس التعليم بالنسبة إليهم مهنةً تمارس ولكن رسالة تُؤمن بها القلوب قبل العقول, يُعلّمون الكتابة والقراءة، لكنهم في الحقيقة يُعلّمون الحياة كيف ننهض بعد السقوط وكيف نصنع من المحاولة حلمًا جديدًا.
وبالرغم من أن الأضواء نادرًا ما تُسلَّط عليهم فإن أثرهم لا يزول، يظل ممتدًا في نجاحات طلابهم وفي كل إنجاز يبدأ من فصلٍ صغير وصوت معلمٍ يؤمن بقدرة كل طفل على التميّز.
إنهم صُنّاع الأمل الذين يكتبون فصول المستقبل كل صباح بجهدٍ صامتٍ وإخلاصٍ لا يُقاس, ومادام في مدارسنا معلمٌ واحد يؤمن برسالته فالأمل لن يغيب أبدًا.
د. إيمان فؤاد: كاتبة
العلم روح الشعوب
إن الحياة قوامها الأبطال
ولها على مر العصور رجال
للحق للتاريخ للدنيا نرى
علما يرسم خطوة الأجيال
دع كل شاردة وورادة فما
في الحق إلا أسوة ومثال
كم أمة بالعلم أشرق وجهها
وتحققت في صدرها الآمال
تحيا شعوب في مدارات العلا
بالعلم تسحر سحره الآصال
ومن الشعوب من استظل بجهله
رانت عليه جهالة وضلال
روح الشعوب العلم فيه حياتها
والجهل فيه الموت والأهوال
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر
فوائد السفر
يُعتبر السفر داخل البلد الواحد تجربة فريدة وغنية وممتعة، حيث يتيح للإنسان فرصة اكتشاف مناطق جديدة والتنقل من طبيعة إلى أخرى ، وبينما تختلف المناظر الطبيعية يواجه المسافر أيضًا اختلافات ملحوظة في العادات والتقاليد ، التي تميز كل منطقة عن غيرها، وهذه التغيرات الثقافية تجعل كل منطقة لها طابعها الخاص، مما يجعل من السفر داخل البلد تجربة غنية بالمفاجآت والمعرفة والاستكشاف .
ومن أبرز ما يمكن ملاحظته عند السفر بين المناطق داخل البلد هو التنوع اللهجي، فكل منطقة لها لهجتها الخاصة التي تحمل في طياتها تاريخًا طويلًا من التأثيرات الثقافية والاجتماعية ، وهذا التنوع اللفظي يضيف بُعدًا جديدًا لتجربة السفر، حيث أن فهم واكتشاف اللهجات المختلفة يعزز الفهم الثقافي ويوفر تجربة تفاعلية غنية للمسافر.
أما إذا كانت الرحلة إلى خارج حدود البلد، فإن التجربة تصبح أكثر غنى وتعقيدًا، فالسفر من بلد إلى آخر لا يعني فقط الانتقال من بيئة إلى أخرى، بل يفتح أبوابًا لاكتشاف ثقافات جديدة تمامًا.
و لا يقتصر الاختلاف على اللهجات أو العادات فقط، بل يمتد ليشمل اللغة نفسها، ففي كل بلد، تحمل اللغة مفاتيح لفهم طريقة تفكير الناس وتفاعلهم مع العالم من حولهم، واللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي نافذة على روح الشعب وثقافته، عدا عن الاختلاف في العادات والتقاليد والطبيعة والتراث والتاريخ.
وفوائد السفر لا تقتصر فقط على زيارة أماكن جديدة أو مشاهدة مناظر خلابة، بل هي فرصة لتطوير الذات، توسيع الأفق، والارتقاء بالمهارات الحياتية والمهنية ، من خلال التفاعل مع ثقافات متعددة وتعلم لغات جديدة، يتحول كل سفر إلى رحلة غنية بالتجارب والمعرفة، مما يساهم في تحقيق توازن نفسي وفكري ويساهم في نمو الفرد على جميع الأصعدة وتشكله من جديد بما كان يحمله من موروث ثقافي ومعرفي وإضافة عليه ما تعلمه خلال سفره واعتماده على نفسه ، وثقل شخصيته كلها ستكون عوامل إيجابية تصب في مصلحته.
فالسفر ليس مجرد وسيلة للتنقل أو الترفيه ، بل هو استثمار طويل الأمد في الذات سواء كانت الرحلة داخل البلد أو خارج الحدود ، فإن كل رحلة تثري حياة الشخص وتضيف له الكثير من التجارب القيمة.
رنا شريف : كاتبة
الموت كحكمة، فهل يجرؤ الإنسان على إلغائه؟
منذ فجر الوعي كان الموت المعلم الأول للبشر ، أمامه وُلد الشعر ، ومن وجعه انبثقت الفلسفة ، هو السرّ الذي جعل الإنسان يبحث عن معنى ، وعن خالق ، وعن خلودٍ لا يُنال إلا بالروح ، ومع ذلك لم يكفّ هذا الكائن المندهش عن محاولة كسر القانون الأزلي ، حتى جاء العصر الرقمي ليمنحه الوهم الأكبر، أن الموت خطأٌ يمكن تجاوزه .
في مشروع " الخلود الرقمي" ، يتجلّى هذا الطموح الجريء، أن نحيا بلا نهاية ، أن نستبدل الفناء بتكرارٍ رقميّ لا يعرف الشيخوخة ، لكنّ السؤال الأخلاقي العميق يطلّ من العتمة :
هل يملك الإنسان الحق في إلغاء حكمة الموت ؟
الموت ليس عدواً كما يُصوَّر ، بل ميزان خفي يعيد للحياة معناها، هو ما يجعل اللحظة ثمينة ، واللقاء معجزة ، والحبّ أكثر صدقًا ، لو رُفع الموت من المعادلة ، لأصبح كل شيء رتيبًا ، بلا رهبة ولا دهشة ، كأننا نعيش في زمنٍ مُعلّق لا يعرف الغروب.
إن محاولة الإنسان استبدال النهاية بالاستمرار الصناعي ، تُشبه طفلًا يحاول حبس الضوء في قبضته ، ما يفعله في الحقيقة هو قتل المعنى لا تأبيده ، فالحياة بلا موت ليست حياة ، بل ذاكرة عالقة لا تعرف التحرر، الخلود الرقمي ليس انتصارًا على الموت ، بل خسارة لمعناه ، ومحاولة عبثية لتجميد الزمن في لحظة من وهم البقاء ، إنه تمرد على ناموس الكون ، على التوازن الذي وُجد ليذكّرنا أن لكل بداية نهاية ، وأن الجمال يكمن في الفناء لا في الامتداد، فهل نحن على استعداد للعيش إلى الأبد، أم أن في الموت سرّ النجاة من عبودية البقاء ؟
الصحفي حيدر فليح الشمري
القرفة والصحة العامة
أحد أنواع التوابل القوية، وتستخرج القرفة من لحاء أشجار شجرة القرفة، وتمتاز برائحتها القوية ونكهتها الغنية، إضافة إلى لونها الذي يماثل لون لحاء الشجرة، تم استخدام القرفة ومشروب القرفة الدافئ منذ آلاف السنين في العديد من المناطق في العالم للعلاج والطب البديل نظراً لقيمتها الغذائية العالية، وخصائصها المضادة للبكتيريا والفطريات، ومحتواها الغني من مضادات الأكسدة.
يوجد نوعان أساسيان من القرفة التي تستخدم، وهما قرفة سيلان، التي توصف بالقرفة الحقيقية، وقرفة كاسيا وهي ذات نكهة أقل حدة من قرفة سيلان، للحصول على فوائد القرفة، فيمكن استخدام القرفة على شكل لحاء، أو توابل مطحونة، وقد يتم استخراج الزيوت الأساسية منها، أو مستخلصات القرفة وهي المركبات الفعالة التي يتم عزلها من القرفة، كما تحتوي القرفة على الألياف الغذائية، والعديد من الفيتامينات بكميات قليلة مثل فيتامين هـ، والنياسين، وفيتامين ب6، والمعادن، مثل المغنيسيوم، والبوتاسيوم، والزنك، والنحاس.
كما تحتوي القرفة على مضادات الأكسدة القوية التي تساعد في جعل القرفة مادة طبيعية حافظة للأغذية، كما أن مضادات الأكسدة تحمي الجسم من الجزيئات الضارة المسببة للأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان، وحتى الآن لم يثبت وجود فوائد شرب القرفة قبل النوم بالتحديد، ولكن تقدم القرفة العديد من الفوائد الطبية نذكر منها ما يلي:
فوائد القرفة للقلب: يرتبط تناول القرفة بانتظام بالحفاظ على صحة القلب، إذ أنها تساعد في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتقلل مستوى الكوليسترول الكلي، والكوليسترول الضار، والدهون الثلاثية، وتحافظ على مستوى الكوليسترول الجيد في الجسم، وتساهم في تنظيم مستوى السكر وضغط الدم، يكثر التساؤل حول هل القرفة ترفع الضغط، حيث يعتقد العديد وجود تعارض بين القرفة والضغط، ولكن على عكس ذلك، وجد أن تناول القرفة بكميات قليلة قد تساعد في خفض ضغط الدم وتنظيمه.
فوائد القرفة للسكري: هناك العديد من فوائد القرفة لمرضى السكري، المساهمة في زيادة الحساسية للأنسولين: يعد الأنسولين الهرمون المسؤول عن تنظيم عملية الأيض والطاقة في الجسم، ويساهم في عملية نقل السكر من الدم إلى الخلايا، ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين في داء السكري من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي من مشكلة مقاومة الأنسولين، ولحسن الحظ أن من فوائد القرفة أنها تساهم بشكل كبير من مشكلة مقاومة الإنسولين، والتقليل من نسبة السكر في الدم، إذ إن القرفة عامل مهم لخفض مستوى السكر في الدم، وتنظيم مستوياته، وتسهيل امتصاصه في خلايا الجسم.
علاء رياض
الطيب والشرس والضحية
انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لطفل يلعب مع جرو صغير في حديقة مفتوحة، وأثناء المرح وفي غفلة من الوالدين واختفائهم من المشهد تماما، جاء طائر من الطيور الجارحة لينقض على الطفل ليصبح في غضون لحظات مجرد فريسة لطائر جائع، ودور البطولة أسند للجرو الصغير الذي انفعل وكان له ردة فعل إيجابية لإنقاذ الفريسة من فم المفترس.
هذه اللحظة توضح أن الطائر لم يفكر في الافتراس إلا لتناول وجبته وإطعام فراخه الصغار، أي لا يقوم الطائر ولا الحيوانات المفترسة بالافتراس إلا في حالة الجوع فقط، وشاهدنا أسوداً تتردد في افتراس حيوانات صغيرة ضعيفة لا تستطيع المقاومة أو الجري والهرب مع أنها في أشد الحاجة إلى الطعام، ووجدنا التعاطف بين الحيوانات مع اختلاف فصائلها، والطائر لم يلجأ لأخذ الطفل كفريسة من أجل اللعب واللهو وإنما بهدف الطعام وسد جوع فراخه الصغار
ولكل فيلم بطل همام يظهر في الوقت المناسب ليعدل الميزان وينتصر الخير على الشر، إذا صنفنا الطائر على أنه الشرير والطفل الفريسة والجرو البطل الهمام، الغريب أن الفريسة إنسان والمدافع عنه حيوان، وهذا الحيوان بالذات إذا أردنا سب شخص أو أشخاص نعتناهم باسم هذا الحيوان، علما أن هذا المخلوق لديه حس كبير بالخطر ومتمرس في إدارة الحراسة ومعروف بصفاته الكريمة مثل الوفاء الذي تلاشى من حياة البشر إلا ما رحم ربي، ومع ذلك تقوم الأحياء بتطهير البيئة من وجوده بوسائل منافية للرحمة والشفقة.
الإنسان في المشهد ضعيف جدا لا يقاوم اكتفى فقط بالصراخ، والطائر يقوم بدوره وغريزته في رفع الفريسة والفرار بها، ليأتي الجرو مسرعا وبردة فعل سريعة تنم عن حسه الأمني بقضم ملابس الطفل وسحبه إلى الأرض بعد أن ارتفع أكثر من متر نحو الهاوية، ولحظات من الصراع بين الخير والشر بين الموت والحياة، بين تحمل المسؤولية نحو الفراخ الجائعة وبين الحرص على حياة الطفل والمسؤولية نحوه، كان ثقل الطفل والجرو معا حملاً ثقيلاً على الطائر، فاستسلم وابتعد تاركاً خلفه قصة كفاح وبطولة تدرس في مدارس الحياة. جرو سعى لإحياء روح كادت أن تضيع، ونحن نقف لنلتقط صورة نخرج بها ترند، يكون لدينا فرصة إنقاذ نفس ومع ذلك نكتفي بالتصوير ولا يعنينا الروح بقدر اهتمامنا بالصورة ونشرها، الجرو قام بدوره ولم يفكر في الشهرة أو التكريم من مسؤول ولا حتى زيادة قطعة عظم على العشاء، صنع المعروف من أجل المعروف وبناء على وجوده أثناء الحدث واستطاعته فعل ما يمليه عليه ضميره، نعم ضمير الجرو النقي ساعده على أن يرتقي بكونه في المستقبل سيكون كلباً.
محمد أسامة
عقدة أطلس
عقدة الاحتراق النفسي، العقدة التي تخفي تعباً صامتاً واضطهاداً للنفس، فأطلس هو إله معبود في الأساطير اليونانية وكان من أقوى العمالقة، ووفقاً للأساطير الإغريقية شارك أطلس في حرب الجبابرة ضد الآلهة فعاقبه زيوس بسبب تمرده بأن جعله يحمل قبة السماء على كتفيه وأصبح بعد هذا العقاب رمزاً للصبر والقوة اللامتناهية.
أما عقدة أطلس فهي حالة نفسية تتمثل في أن تتحمل كامل المسؤوليات والضغوطات لوحدك وتظهر قوياً حتى وأنت منهك ومحطم من الداخل بل ترفض أيضاً المساعدات بكافة أشكالها، أنت لديك عقدة أطلس إذا كنت تضع نفسك بمفردك تحت الضغوطات القاسية والظروف الساحقة وتتحمل ما يفوق طاقتك بأضعاف مضاعفة وتضع على عاتقك المسؤوليات بأكملها تماماً مثل الأسطورة الإغريقية أطلس، وتتجاهل المشاعر المكبوتة والمشحونة بالانفعال والغضب والعنف والغيرة والحزن والبكاء وغيرها مع شعور الإحساس الخفي بالذنب مما يولد استعداداً لا شعورياً مكبوتاً لسلوكيات معينة ونمط خاص من التفكير والاعتقاد بعدم وجود من يحميك فتصبح أنت الحامي للجميع، ولن تجد سنداً لك لتصبح أنت الكتف الذي يستند عليه الجميع. منشأ هذه العقدة من الألم لا من القوة على العكس، عند رفضك طلب المساعدة واعتباره ضعفاً وتجاهلك لنفسك ومشاعرك وقدراتك وإرهاقها بمشكلات الجميع ستنهار وحيداً ، تبكي وحيداً ـ وتتألم وحيداً ـ وتصرخ وحيداً، لتعود بعدها وكأن شيئاً لم يكن، لكن الأخطر هو مرحلة سقوط المحارب عندما يستنزف كل طاقته، لا يصرخ، لا يطلب، لا يشتكي، ثم مرحلة الانطفاء الداخلي، المحارب هويته القوة فعند سقوطه يفقد نفسه بأكملها قد يتواجد جسدياً لكنه مدمر وميت نفسياً فقد الشغف والرغبة في الحياة، وإحساسه بالفشل والفراغ الوجودي يدفع به للانسحاب من العالم والعزلة الكاملة والدخول في حالة اكتئاب أو الانتحار أحياناً. عقدة أطلس هي أخطر أنواع العقد النفسية تخدعك بأنها قوة وبطولة لكنها تسرق منك حياتك و للتحرر منها عليك الحذر من أن تعطي وتهب للجميع بلا حدود ودون مقابل فالتحرر هنا لا يعني أن تتوقف عن العطاء، بل أن تعطي بوعي وبقدر متساو مع ما تتقبل وتأخذ وتحفظ طاقتك بالتشارك مع الآخرين، أن تعيش كل لحظة بمشاعر حقيقية وتعبر عنها دون أي خوف أو خجل أو كبت. والنقطة الأهم للتحرر قل " لا " دون خوف واطلب دعماً ممن تثق بهم، خذ لنفسك قسطاً من الراحة قبل الانهيار واهتم بنفسك كما تهتم بالآخرين، ضع حدوداً للآخرين، اسمح لنفسك بالضعف ليس معيباً أن تتعب وتحزن أو تمرض وتبكي، ابتعد قليلاً واصنع هوية جديدة كإنسان وليس كمحارب فأنت لست (أطلس) ولست مضطراً لحمل هذا العالم، لا تصارع القدر بل تقبله، ولا تحول الصبر الذي تؤجر عليه إلى عبء داخلي وقهر مكبوت تحاسب عليه لأن لنفسك عليك حقاً وهذه هي الخطوة الأساسية في رحلة الشفاء.
منال الحبال