آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

العمل في مجال التطوع 


أصدرت دولة الإمارات مؤخراً منحة للمتطوعين بالحصول على الإقامة الذهبية، كما منحت العاملين في مجال الجمعيات الخيرية والإنسانية نفس الإقامة كتميز لهؤلاء الأشخاص العاملين في هذا القطاع، والعمل التطوعي هو الانضمام لفريق هدفه تقديم المساعدةِ والعون وبذل الجهد مِن أجل العمل تحقيقِ الخير في المجتمعِ عموماً وللأفراد خصوصاً، وهذا الجهد أطلق عليه هذا الاسم لأن المتطوع يقوم به طواعية دون إجبار من الآخرين على فعله ولا يسعى للحصول على مقابل نظير هذه الخدمة، فهو إرادة داخلية نابعة من الفرد نفسه إذا كان شابا أو فتاة، ويغلب على المتطوع روح التسامح والنفس الطيبة وحب الخير. 
والدولة التي يكثر فيها عدد المتطوعين تتمتع بالازدهار والتقدم، فكلما زاد عدد العناصر الإيجابية والبناءة في مجتمع زاد من معدل التنمية والأفكار الإبداعية، وأدى إلى تطور المجتمع ، فمن فوائد ومميزات العمل التطوعي العديد مِنَ الفوائد والمميزات التي تجعلهُ يتميز عن أي نوع من أنواع الأعمال الأُخرى، الحصولِ على العديدِ من الخبرات المهمة التي تحمل نتائج إيجابية للمتطوعِ نفسه، والمؤسسة التي يعمل لصالحها أيضاً، حيث يمكن للمتطوع أن يكسب مهارات جديدة أو يحسن المهارات التي يمتلكها. ثم تعتبر الأنشطة التطوعية من أهم النشاطات العامة التي تساهم في المحافظة على تطور المجتمع. 
كما يساعد المتطوعين على الاستفادة من وقت فراغهم، وتحويله إلى نشاط مفيد، وتخفف الأعمال التطوعية من المشكلات المؤثرة على المجتمع والأفراد وعن كاهل الجهة المنظمة، ويساهم العمل التطوعي في زيادة قدرة المتطوعين على التواصل الفعال مع الأفراد الآخرين واكتساب معارف، مع تعزيز وتطوير العمل التطوعي يجب المحافظة دائماً على تعزيز وتطوير العمل التطوعي في كافة المجتمعات والدول مما يساهم في تفعيل ثقافة التطوع بشكل دائم، لذلك توجد العديد من الوسائل التي تساعد على ذلك، من خلال الإعلان عن الحملات التطوعية في مختلف وسائل الإعلام المكتوبة، والمرئية، والمسموعة بشكل مستمر، والتعريف بالإنجازات الخاصة في الحملات التطوعية، والترويج لها بصورة تدفع الشباب صاحب القوّة والإبداع بالانتماء إلى هذه الحملات والقيام بأعمال تطوعية متنوّعة، ونشر ثقافة التطوع بين الناس من خلال الجامعات والمدارس، وأيضاً الاعتماد على الجولات التثقيفية حول خدمة المجتمع المحلي بأنشطة الأعمال التطوعية، حيث يجب على مديري البرامج والفرق التطوعية ابتكاُ أساليب جديدة للعمل التطوعي، والتي تساهم في تشجيع الأفراد المتطوعين وحثهم على الاستمرار بالتطوع، وتوفير الموارد اللازمة لدعمهم من أجل تحقيق النتائج المطلوبة بأفضل صورة، بالإضافة لتحديد المجالات التي يمكن استخدام التطوع فيها، حتى يتمَ تحديد الوسائل المناسبة للتعاملِ معها، وينبغي وضع مجموعة من الأهداف للعملية التطوعية، ووضع خطط بديلة في حال فشل الخططِد الأصلية، لذلك ينبغي على جهات التطوع الحرص على توفيرِ الفرصِ المتكافئة بين المتطوعين لجذب المزيد منهم وبث روح الفريق والانتماء للعمل التطوعي بشكل مستمر والدعوة له. 
حمادة الجنايني 

 

تدليل الأبناء الزائد 

 يتجسد دور الأب والأم في المهمة المقدسة التي هي تربية أطفال أسوياء نفسيًا، صالحين للتعامل مع المجتمع بشكل أفضل ضمن أسرة طبيعية، بل ومسؤولون عن تحقيق أهدافهم من خلال شخصياتهم المستقلة، فهذا يتطلب منهما التأكد من أن الأطفال ليسوا مدللين بشكل زائد عن الحد، لذلك من بداية مشوار التربية علينا الأخذ في الاعتبار مصلحتهم وهذا يتطلب أن نقول: كلمة "لا" ونرفض أحيانًا لأن " لا " ليست مجرد حرف يعني المنع أو الرفض، بل جملة معناها، لست مضطراً للموافقة على طلبك، أو لا أريد ممارسة ما تطلبه، أو أنا غير موافق على ما تريد، إذا " " لا " ضروري أن تقال من وقت لآخر لعدم تلبية الطلبات السهلة والصعبة. 
والهدف من قولها ضروري حتى لا نقع في فخ دلع الأطفال الزائد وأضراره عليهم وعلى المجتمع، لأن الطفل المدلل يقتنع تمامًا أن جميع طلباته مجابة في أي وقت وتحت أي ظروف وبأي طريقة ممكنة، وأن الجميع مسخرون لخدمته وخدمة رغباته فقط، في البداية علينا أن نوضح أن هناك فرقاً بين دلع الأطفال الزائد وبين تلبية وإشباع احتياجات الطفل العاطفية، لأن الفرق كبير ومختلف تماماً، حتى نتائجهما مختلفة، وشتان بين المنع للتربية والعطف للإشباع العاطفي، فدلع الأطفال الزائد تدليل دون قواعد أو مسؤوليات أو حدود يتعرف إليها الطفل تخبره بأن عليه احترام حريات الآخرين وتعلمه قيم الأسرة والمجتمع بتلبية جميع رغباته وطلباته وإشعاره أنه أفضل من أقرانه، بينما تلبية وإشباع حاجات الطفل العاطفية تشمل المحبة والعطف في إطار من المسؤولية والتربية الإيجابية بالقيم. 
 العواقب الوخيمة التي تحدث جراء التدليل الزائد، يحول الطفل إلى شخص أناني لا يشعر برغبات غيره، لا يتعاطف مع الآخرين ولا يهتم سوى بتلبية رغباته الشخصية فقط بغض النظر عن الوقت والظروف، بالإضافة لسوء السلوك فعادة ما يتحول الطفل المدلل لطفل متسلط وعنيف وعدواني مع المحيطين به، ولا يتحمل سماع كلمة "لا"، ولا يتحمل أن يرفض أو يؤجل له طلب، لأنه تعود مع الوقت على سماع كلمة "نعم" ولا يوجد في قاموسه حرف "لا" وأيضا يصاب بعدم التقدير أو الإحساس بالآخرين، فمشاعر الطفل المدلل تنطوي حول ذاته، فهو لا يكترث بمشاعر المحيطين به أو بتقدير ما يفعلونه لأجله، لا يعرف كيف يشكرهم ولا يشعر بأنه مطالب بالشكر، فهو يشعر بالاستحقاق دائمًا وأبدًا وما يحصل عليه هو حق مكتسب، فضلاً عن انعدام الشخصية وعدم الثقة بالنفس بالرغم من كونه طفلًا مدللًا لا يُرفض له طلب، فدلع الطفل الزائد يشوه شخصيته ويجعله مراهقًا فاقد الثقة بنفسه، وشابًا لا يستطيع اتخاذ أبسط القرارات المصيرية، وغالبا ما يضيع جهده ولا يتمسك بحلم أو هدف. 
كما أنه لا يتحمل المسؤولية، فالطفل المدلل يلقي اللوم دائمًا على من حوله، لا يتحمل مسؤولية أفعاله ويهرب دائمًا من المواجهة أو يواجه بتسلط وتكبر شديدين دون اعتذار عما بدر منه، وعادة يعاني مشكلات اجتماعية وتعليمية وصعوبة تكوين صداقات حقيقية دائمة، وهذا لأنه سرعان ما يفقد الأشياء فقدانه للألعاب الثمينة والرخيصة، وحب التملك لديه له درجة كبيرة جدا، حتى ولو تملك أشياء تافهة المهم لا يقتنيها غيره، وغالبا بهذه السمات يكون عمره الحقيقي أصغر من قدراته على التعامل مع المجتمع، ولا يصبح في يوم من الأيام نموذجاً أو قدوة، وهذا لا يعني أنه شرير أو غير مهذب بل يظل لفترة طويلة من حياته يعيش في خيالاته التي صنعها لنفسه إل أن ينصدم بالواقع. 
الشيماء محمد – خبير صحافة وإعلام تربوي

 

اكتشف نفسك 


استكمالاً لما تكلمنا عنه من أمراض سوء التغذية ومدى تأثيرها الضار على الصحة العامة فإني هنا أود أن أتكلم عن مرض وثيق الصلة بسوء التغذية وهو مرض السكري حيث أن أهم أسباب مرض السكري هو سوء التغذية من حيث الإفراط في استهلاك المأكولات ذات السعرات المرتفعة والدهون المشبعة وأيضاً الوجبات السريعة مع عدم ممارسة قدر كاف من الرياضة مما يؤدي بالتبعية لتراكم المزيد من السكر والدهون في الجسم مع عدم قدرته على التخلص من الكميات الزائدة عن الحاجة، وبالتالي زيادة نسبة الدهون وأيضا ارتفاع السكر في الدم مع التأثير السلبي على كل أجهزة وأنسجة الجسم. 
من الأعراض الشائعة لارتفاع نسبة السكر في الدم ما نسميها بالزيادات الثلاث وهي الجوع الزائد والعطش الزائد والتبول الزائد، وفي حالة وجود هذه الأعراض الثلاث مجتمعة فلابد من فحص نسبة السكر في الدم حتى يتسنى العلاج مبكرا في حالة حدوث مرض السكري لا قدر الله .
أمر آخر من الأمور الشائعة التي نتعرض لها في أثناء تعاملنا مع المرضى هو عدم المعرفة الصحيحة بالسكر التراكمي حيث أن الكثير من الناس يعتقد أنه بديلا عن فحص السكر العادي أو أكثر دقة وأكثر أهمية لتشخيص مرض السكري وهنا وجب التنويه أن السكر التراكمي لابد من فحصه والاهتمام به ولكن ليس علي حساب فحص السكر العادي سواء كان أثناء الصيام أو بعد الأكل 
وأهمية فحص السكر التراكمي تكمن في أمرين أساسيين وهما فحص السكر التراكمي لمريض السكري وذلك لمتابعة حالته واستجابته للعلاج، وفحص السكر التراكمي لشخص وجد بالصدفة ارتفاع في نسبة السكر أعلي من الحد الطبيعي مع عدم وجود تاريخ مرضي للإصابة بمرض السكري وفي هذه الحالة يجب فحص السكر التراكمي لمعرفة ما إذا كان هناك إصابة فعلا بمرض السكري لا قدر الله أو أن هذا الارتفاع حدث عارض. 
د. محمد دياب 

 

التسول الحديث 


مع انتشار التكنولوجيا وتصوير مقاطع فيديو ونشرها على السوشيال ميديا، صار أمر التسول مواكبا لهذه المرحلة التي تتمتع بالذكاء الاصطناعي، وكما استفاد علم الطب والجراحة والمجالات المتعددة لتحسين المجتمع، كان هناك من يتفنن في التسول بأسلوب جديد، وهو التسول على طريقة الفنان عبد السلام النابلسي، لما كان يتسول في الفيلم ويرتدي عازلا بلاستيكيا من العدوى وقفازا لعدم التلوث من العملة، ويقول قوله الشهير "أنا مش شحات ". 
نرى اليوم فتاة في الثلاثين من عمرها، تستعين بمصور محترف لتصويرها أثناء وقوفها في زاوية أحد الأحياء وهي تضع (حلة) بها لا يزيد عن ٢ كيلو أرز وصاج الومنيوم به خضار للتمثيل والتصوير ( لحمة) ويمر عليها شخص أو شخصان تعطيهم سندوتشات في نصف رغيف، وتدعي أنها تقف في البرد القارس وتركت عزاء والدها من أجل الناس الغلابة، وتقول (رزقنا ورزق الغلابة عليك يا رب) الصورة الذهنية لهذا المشهد هو البحث عن متبرعين الغلابة واستمرار الدعم وإطعام المساكين من أهل الحي. 
الغريب أنها صورت فيديو للحلة وهي فارغة والصاج وهو ينعي حظه، وهي تطلب مساعدة أهل الخير لدعمها وإطعام عابري السبيل، وغفلت أنها بهذا العمل خالفت القانون بتلقيها تبرعات بدون سند قانوني، وأنها اتخذت مكاناً غير صحي بالمرة لتوزيع عدد لا يتجاوز ٢٠ رغيفا على أعوانها، فلا تخضع للكشف الطبي ولا سلامتها من الأمراض، والمكان في الشارع وليس محلاً، وتجاوزت في تصوير أشخاص بدون إذن عند الحاجة وتحت تأثير الجوع. 
من يفعل الخير بهذا الشكل ليس إلا متسولاً جديداً، يريد الحصول على الملايين في وقت قصير، ولنا في هذا الشأن نموذج لسيدة سارت على نفس النهج ورفعت عليها قضية وقبل أن يحكم عليها هربت لدولة عربية وعملت فيها مسوقاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ومطاردة أمنياً من وطنها، لسرقتها أموال المتبرعين الذين تعاطفوا معها وشجعوا الفكرة. 
على من يرغب في إطعام المساكين أن يقوم بنفسه بهذا العمل ليس شرطا أن يطهي ويوزع بل يوزع الأموال على المساكين بنفسه من قبل معارفه أو (جروب) لمساعدة الفتيات على تجهيزها، أما أن يتبرع لشخص متسول فاللوم على من يتبرع بهذا الأسلوب الرخيص، فإذا كانت تفعل ذلك لوجه الله لماذا تستدعي مخرجاً ومصوراً ونشر عمل الخير، إلا إذا كان من أجل التسول وسرقة الناس بحجة الغلابة. 
سحر الألفي – كاتبة 

 

فراش برتبة موظف 


 بكلمة نابعة من القلب والإحساس المفعم بالمسؤولية تجاه الأسرة، وفي مبادرة استثنائية طرحها للتنفيذ ، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة " حفظه الله " مشيراً فيها لأصحاب المهن الدنيا، بأن يكتب في بطاقة العمل وتحديدا في خانة المهنة "موظف" وهذه اللفتة الإنسانية الهدف منها الحفاظ على كرامة الموظف وعدم الشعور بالإحراج لأفراد أسرته، ويكونوا في المجتمع أصحاب عمل لهم مكانتهم وتقديرهم. 
وفي الحقيقة أن هذه المهن الشريفة غالبا ما يعامل أصحابها من قبل حفنة من أفراد المجتمع بتعال واستخفاف لشخصياتهم، وتقاس معايير مجتمعية على هذه المهن، مع أن الفراش بالشارع إذا غاب عن عمله يوماً أو أسبوعاً على الأكثر تصبح المدينة لا تطاق، كما أن هذا العامل في البيوت من الخدمات المساندة إذا مرض أو توقف عن عمله تحولت المنازل لأماكن لا تصلح للسكن، ناهيك عن فراش غرف العمليات والمستشفيات والجمعيات التعاونية، والمطارات، ودورات المياه، كل هؤلاء منحهم الله سمة وقدرات لم يعطها لغيرهم، ربما الحاجة تجبر المرء على العمل في تلك المهن، لكن في النهاية هي قدرات إنسانية مختلفة بين شخص وآخر، لذلك نجد أن المبادرة جاءت لتصحح مفاهيم مغلوطة في مجتمعاتنا .
على الدول والمجتمعات الأخرى خارج الإمارات أن تأخذ بهذه المبادرة، وتساوي بين الكوادر البشرية داخل المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، لتعم الفائدة ولا يجد أبناء هذه الفئة حرجا في التعامل مع المجتمع، وأن هؤلاء لهم حقوق وعليهم واجبات تجاه المجتمع كبقية أفراد المجتمع، والتفرقة هنا تكون بين شخصية سوية وشخصية غير سوية ولا ترتبط المعايير الإنسانية بنوع المهنة، أفراد أسرهم لهم الحق في الحياة الكريمة والوصول للمناصب العليا دون تفرقة أو استبعاد لنوع المهنة كونها شريفة وضرورية لتنمية المجتمع.  ولهذه المبادرة بعد إنساني كبير، حيث أن الشواهد والمواقف التي حدثت على مر السنين كانت خير معلن عن وجود فجوة مجتمعية بين أصحاب هذه الفئة والطبقات الأخرى من الموظفين والآخرين، فيأتي هذا الطرح في هذا التوقيت ليكون بمثابة طوق إنساني يشد هذه الفئة من القاع للاصطفاف بالقمة مع الجميع، لرفعة القامة والوقوف على قدم ثابتة، فتحصيل الراتب كان من مكان واحد وموظفين يخدمونهم في الإجازات والمرتبات والسفر والبدلات، فهم جزء ضمن فريق العمل متحدون في كل الأمور مختلفون في أداء العمل، لتأتي المبادرة لتحيي في نفوسهم الطمأنينة وحب الحياة والتفاني في خدمة المجتمع، لذلك كان لزاماً علينا الوقوف تحية وتقدير لهم عند تأدية عملهم المهم، فهم من يجملون الحياة والمناظر من حولنا. 
محمد أسامة – كاتب 

 

قلبي الصبور  

قلبي الصبور المبتلي بطبعك خجول 
أعرف كثير تحبني 
بس ماتكول 
بالصبح تكتب لي سلام لا يطول 
وقبل الرقاد تصبح على خير يطول 
ولو غبت عنك ساعتين تبعث رسول 
لو غبت عنك ساعتين تبعث رسول 
الحب عندك قصة في سبعة فصول 
وأنا بعدني بأوله وصبت بذهول 
وأنا بعدني بأوله وما في حلول 
لو جيت أسأل عن وصال يا ابن الأصول 
اترد.. بأنا أصدقاء أبلا وصول 
وعيونك تفضفضلي عكسن ماتكول 
قصدك .. تعذبني وتعيشني بذهول 
قلبي الصبور المبتلي بطبعك خجول 
اعرف كثير تحبني لكن خجول 
غسان الدليمي ـ شاعر 

 

الأدب الاجتماعي 
 الأدب فن من الفنون الجميلة والممتعة لدى الكثيرين ممن يحبون الثقافة ، وخصوصاً الأدب الاجتماعي لما له من دور مهم وفعال في ترسيخ القيم ونشر الوعى بين جميع أفراد المجتمع ، كما أنه يساهم بشكل كبير فى الارتقاء بالذوق العام من خلال الحث على السلوك الرشيد والأخلاق الحميدة في مختلف المعاملات الحياتية أو اليومية على حد سواء. 
إن علاقة الأدب بالمجتمع تتشكل ملامحها من خلال علاقة الأديب بمجتمعه وإدراكه الواعي بما يجري حوله من متغيرات ثقافية واجتماعية واقتصادية ، وكيف يستطيع أن يقدم قيمة مضافة قد تحدث تغييراً إيجابياً وملموساً في أفكار وتطلعات مجتمعه. 
والأدب الاجتماعي يتمحور هدفه الرئيسي حول "الكلمة" وتأثيرها في المجتمع ، كما أنه يضع الأديب في موضع الشخص القيادي الذى يقود مجتمعه نحو الحضارة والرقى وذلك من خلال غرس أفكاره النيرة فى عقول خصبة ونفوس قوية قادرة على التغيير للأفضل، فبالكلمة يستطيع الأديب أن يربط بين الماضي والحاضر ، وأن يرسخ قيم الخير ويعزز أهدافه ، فالأديب له نظرة ثاقبة من خلالها يستطيع أن يكشف الغطاء عن روح الأمة ، وله يد قادرة على ربط شخصيتها ومراحل تطورها ، وله قدم يستطيع أن يسعى بها إلى مستقبل مشرق 
وفى الحقيقة قد يتم تحقيق الغاية من الأدب الاجتماعي من خلال أدباء واعين لقضايا أمتهم ومؤمنين بمعالجة ما بها من سلبيات وقصور ، فالأديب له رسالة سامية ، ولكي يحقق هذه الرسالة فعليه أن يمتلك مخزوناً ثقافياً وفكرياً حتى يصقل تجربته ويعمق رؤيته للمجتمع عامة والإنسان خاصة ، كما يجب أن يكون لديه رغبة صادقة مفعمة بالحب والعطاء من أجل الارتقاء بمجتمعه.
محمد أحمد شوقي

 

ما بين جيمين 
لقد أصبحنا في وقتنا الراهن نرى كيف تطبق مقولة أن العالم يصبح كقرية واحدة بفضل التطور التكنولوجي الذي يقرب المسافات أكثر من الطائرات والقطارات ....أصبحنا مطلعين على مختلف الثقافات العربية والغربية أو الأجنبية و بات هناك تداخل ثقافي رهيب يجعلنا لا ندرك ما لنا و ما علينا .
الأسرة التي هي ملاذنا من ضغوطات الحياة و وسيلتنا للتنفيس عن قلوبنا صارت أيضاً في مهب الريح تتلاعب بها أمواج التقنية جيئة و ذهابا ، تفقدها الكثير و تمنحها القليل والحجة ضريبة الحضارة. 
فهل حقاً للحضارة ضريبة أم هي شماعة نعلق عليها سقوطنا التربوي المتراكم كي لا تحاسبنا أنفسنا ولا ينعتنا الجيل القادم بالتفريط ؟ ثم لماذا دون ضوابط سلم الأهل أنفسهم لها بطواعية مطلقة و تركوها تدخل حتى أدق التفاصيل الحياتية ؟ ماذا تعني كلمة الخصوصية الأسرية ولماذا هكذا وبكل بساطة فقدت وصارت البيوت ملاعب مفتوحة رغم كثرة الأبواب و الأقفال ؟ 
في لغتنا العربية تشترك الكلمات بالحروف التي تبتدئ بها لكنها لا تتفق في دلالاتها و معانيها فرب كلمة تجعلك في غاية الانسجام و التسامح مع نفسك و رب كلمة ترديك فريسة الأمراض النفسية و الاجتماعية و أحياناً الجسدية. 
بيوتنا بيت الداء والدواء قد تكون جنتنا و قد تكون جحيمنا وما بين الجيمين شتان شتان البيوت التي يتميز الأهل فيها بمرونة التعامل مع مجريات الأحداث مهما كانت صعوبتها ، من حالة مادية إلى نفسية إلى ثقافية هي بيوت لها القدرة على التجذيف حتى بوحل الحروب والوصول بأولادها لبر الأمان حتى ثمانين بالمائة، أما تلك التي تترك بابها مفتوحاً لكل ريح تهب و لا تعرف معنى التكيف و التعامل مع مستجدات الحياة هي في الغالب أسرة مضطربة مرتبكة بها خلل من ألفها إلى الياء خاصة وإن كان ولي الأمر من الشخصيات سريعة الانفعال و التي تغرق بشبر ماء. 
ناجية الصغير عبدالله – مدربة دولية