رئيس الدولة يتلقى رسالة خطية من أمير الكويت تسلمها منصور بن زايد خلال استقباله السفير الكويتي
الإدارة المسرحية
كم من العروض الفائقة الجمال والإبداع ولا تَعرِض سوى عرض أو عرضين في العام، عرض للمهرجان وعرض آخر ممكن مع الموسم المسرحي أو جهة معينة تطلب العرض لمدرسة إن كان عرضاً للأطفال، والعروض الجماهيرية تصل إلى ثلاث ليالي عرض مع أيام العيد، فما السبب؟
على حسب متابعتي للمشهد المسرحي أُرجح السبب للآتي: الأمر الأول أن الجمهور في الإمارات غير مرتبط بالمسرح وهذا بسبب ضعف في تسويق العروض، والتسويق يُشكل 80% من نجاح أي مشروع، تبدأ العروض وتنتهي ولا نعرف سوى بخبر جريدة أو بريد إلكتروني يصلك إن كنت مهتماً بالشأن الثقافي والمسرحي، التقيت بأصدقاء من خارج الوسط الفني لدرجة أنهم يسألونني هل لدينا مسرح في الإمارات؟
الأمر الثاني أن نناقش قضاياً تمس الجمهور والمجتمع ولا نتطرق إلى حد كبير إلى النصوص العالمية إلا في حالة إعداد النص وجعله يواكب مجتمعنا، قد تكون قضايا النصوص والمسرح العالمي لا تعبر عن هويتنا وثقافتنا، فتجد المُشاهد يقول هذا العرض مب لنا، الأدب العالمي هي بوابة للمعرفة في بداية الطريق لكن في سوق العمل المسرحي لابد من المحلية، فللوصول للعالمية إبدا من المحلية، ولاحظت مؤخراً أن هنالك كٌتاب محليين تأثروا بالمسرح العالمي فقاموا بكاتبة نصوص مبهمة.
الأمر الثالث أن نجتهد بطرق أبواب الجهات الداعمة، ولا ننتظر أن يتصل بنا أحد، العرض يُصور بحرفية ويتم عرضه على الجهات المهتمة بنشر الثقافة المسرحية، فالانغلاق على المهرجان هو السبب الرئيسي لتواجد العروض النخبوية، والجمهور النخبوي أو جمهور المهرجانات فتجده في الندوة التطبيقية يقول لك أنت اشتغلت على المدرسة العبثية والمدرسة السريالية والأنثروبولوجيا الفكرية، فتشعر وأنت في الندوة تُريد شرب 5 أقراص بندول، وهذا وأنت مسرحي، فكيف للجمهور العادي أن يُفسر ذلك.
نحن بحاجة إلى عروض مسرحية لن أقول يومية، ولكن على الأقل أسبوعية، لابد أن تتبنى جهة بداية المشروع (العروض الأسبوعية) إلى أن يقف المسرح على رجله ويبدأ الجمهور بالتعرف على المسرح وحجز التذاكر بنفسه هنا سيكون المسرح يشغل نفسه، هنالك جهات نفذت هذه الفكرة مثل المجمع الثقافي وجمعية المسرحيين(الموسم المسرحي) لكننا بحاجة إلى تكاتف جميع الدوائر الثقافية والإتحادية المعنية بالثقافة والسياحة كذلك لأنه العروض المسرحية تدعم السياحة وعليه فإنني أقترح كذلك أن تنسق دائرة السياحة كُتيب بالتعاون مع المطارات وهذا الكتيب به العروض التي تٌعرض في الدولة وقت تواجد السائح حتى يتسنى له التعرف على المسرح الإماراتي والمهرجانات التراثية والثقافية داخل الدولة.
والأمر الأخير أن مجلس معظم إدارة الجمعيات والمسارح هم من الفنانين وقد ينقص إلى حد ما الجانب الإداري والتنظيمي والتسويقي، وعليه فإنني أقترح على دوائر الثقافية بتبني مشروع دبلوم للإدارة المسرحية، لأعضاء مجالس إدارة المسارح، يجمع نخبة من الخبراء المهتمين بالإدارة الثقافية لتدريس هذا الكورس، فلدينا في المسرح الإماراتي عروض عالمية يحزنني أن تكون حبيسة المهرجان فقط،،،ودمتم.