الإضاءة المسرحية من العناصر الأساسية في أبو الفنون _ المسرح _ حيث تلعب الإضاءة دوراً مهماً في خلق التأثيرات وتعزيز الأجواء وتوجيه انتباه المتفرج أو ما يٌعرف "بالتأكيد" على خشبة المسرح، بالإضافة إلى خلق أبعاداً جديدة سواء للشخصية أو للمكان، وإبراز مشاعر وتحولات الشخصية، وتغيير المزاج والجو العام للمشهد.
ولكي تكون الإضاءة متوافقة مع رؤية العمل المسرحي ككل، لابد من توافق الرؤى بين كل من المخرج _سيد العمل_ ومصمم الإضاءة ومصمم الديكور ومصمم الأزياء ومصمم الموسيقى، لأن الإضاءة مع مزجها مع لون الديكور أو لون الأزياء المسرحي قد تعطي لوناً مغايراً عن اللون الذي يحتاجه المشهد وفقاً لرؤية المخرج، فلا بد من التركيز على هذه التفاصيل الصغيرة، وعلى مصمم الموسيقى مشاهدة إضاءة المشهد في البروفة لأن الجو العام للمشهد المرئي مع القراءة التحليلية للنص قد تجعله يبدع في تصميم رائعة موسيقية.
طبعاً لكل عنصر من عناصر المسرح قوالبه جاهزة وهي عكس الإبداع تماماً، وهذه القوالب موجودة أيضاً في الإضاءة كأن في مشهد الغموض تكون الإضاءة خافتة، وفي مشهد الإضاءة الساطعة فإن المشهد مهم وبداية الذروة الدرامية، والإضاءة الخلفية تُضيف عمق للمشهد والإضاءة الحمراء لتمثيل مشهد القتل أو الحزن والبكاء والإضاءة المتحركة والسريعة مع الألوان المتغيرة لتشكيل مشهد السهرة أو مشهد الرقص، هذه قوالب جاهزة على قولة إخوانا المصريين "بنص تعريفة".
التقيت العديد من الزملاء من مصممي الديكور يعني برتبة مهندس ديكور ومصمم الإضاءة وأيضاً برتبة مهندس إضاءة، لا يقرأ النص من الأساس، يذهب للمخرج ويقول له ما الذي تريده في المشهد الأول الثاني الثالث وهكذا، بدون أي لمسه إبداعية منه، أين تحليلك للنص وتصميمك للإضاءة وتحليل الشخصيات، قد تقول الشخصية كلمة في مشهد تُغير كل موازين الإضاءة والجو العام للمشهد، مهندسي الإضاءة، شوية تركيز، وودروا عنكم النحت!!!
لا توجد متعة مثل الجلوس على مكسر الإضاءة أثناء تنفيذ إضاءة العرض المسرحي، يشبه العزف على البيانو حيث تتحول أناملك إلى مفاتيح تعزف بها ألحان الضوء، لتخلق سيمفونية بصرية تروي قصة المسرح.
وأخيراً توجد إشكالية في المهرجانات المسرحية وهي أنك كمخرج تستلم الخشبة قبل عرضك بيوم ويكون بعد منتصف الليل مما يتسبب في عدم الإتقان وتجهيز الإضاءة بشكل الجيد وتتكون بعض العيوب الفنية الخارجة من الحسبان بسبب عدم توفر الوقت اللازم لإتقان الإضاءة، وهذه المشكلة متكررة في أغلب المهرجانات.