بينما تتجاوز الولايات المتحدة علامة مئة ألف قتيل جراء كوفيد-19، ينشر الرئيس ترامب ترسانته البلاغية على تويتر لتحويل الانتباه عن الفشل الضخم لإدارة الأزمة.
   منذ أن أنهى البيت الأبيض المؤتمرات الصحفية اليومية التي اعتاد أن تكون تظاهرات حزبية، يبدو أن الرئيس ترامب فقد الاهتمام بالأزمة الصحية.
   إنه يركز على إعادة انتخابه، وبما أن هذه الأخيرة تتوقف على الانتعاش الاقتصادي السريع، فإنه يعد مسبقا بأكبر انتعاش في التاريخ.
  بالإضافة إلى تلبية حاجته إلى احتكار الانتباه، تكشف تصريحاته على تويتر أسس استراتيجيته الاتصالية.
التنصل
   إنكار الواقع والتنكر له هو
 في صميم خطاب ترامب.
   عادة، يجب أن يكون اجتياز علامة مئة ألف ضحية مناسبة لوقفة تأمل رسمية لتكريم ذاكرة الضحايا... هذا لا يستقيم مع السيد ترامب.
   كلماته المتعاطفة النادرة، هي تلك التي يتم إعدادها له ويقرأها بفظاظة وتعثّر. من البداية، نفى الحجم الكارثي للوباء، والأهم من ذلك، الأخطاء التي ارتكبها، وأسفرت عن آلاف الوفيات التي كان يمكن تفاديها.
   إذن ليندفع نحو إعادة فتح الاقتصاد، ومن الواضح أنه سيتجاهل الضحايا القادمين بقدر ما تجاهل الضحايا السابقين.

الافتراء
   لجعل الناس ينسون كل هؤلاء القتلى، يحوّل وجهة الانتباه من خلال القذف والتشهير بخصومه. قام بذلك من خلال إحياء نظرية مؤامرة فاشلة تمامًا على تويتر مضمونها أن مقدم البرامج جو سكاربورو قتل موظفًة عندما كان نائبا جمهوريا في الكونغرس.
   هذا الاتهام الكاذب تمامًا، والذي لم يجد قبولًا بالمرة من أي سياسي مسؤول، يهدف فقط إلى تخويف خصومه بقسوة، والحفاظ على الكراهية التي يشعر بها مؤيدوه تجاههم.
   ليس جديدا ان ينشر ترامب نظريات المؤامرة لزعزعة توازن خصومه وإبقاء مؤيديه في عالم مواز حيث لم تعد الحقائق الموضوعية مهمة، وحيث أصبحت أكاذيبه حقيقة.

أكاذيب ومؤامرات
  أحد أكاذيب ترامب الخطيرة على تويتر هو تأكيده دون دليل اثبات على أن الاقتراع البريدي يتم اوتوماتيكيا تزويره.
  حجم الكذب بلغ سقفا دفع تويتر الى إضافة تحذير على تغريدات ترامب يدعو الى التحقق من الوقائع: يمكن احتساب تزوير الاقتراع البريدي على أصابع اليد الواحدة.
   يرى دونالد ترامب أدلة على مؤامرة ضده في كل مكان، ويثبت توبيخ تويتر مؤامرة وسائل الإعلام... تمديد الاقتراع البريدي (بسبب الوباء) هو مجرد مؤامرة ديمقراطية غامضة.
  ويقدم هذا النوع من الجدل للرئيس ميزة تحويل الانتباه عن التراجيديا التي لا تقاس بسبب الوباء، ولكن مثل هذه الأكاذيب المبتذلة تقوض رابطة الثقة التي تعتمد عليها الديمقراطية. وخصوصا، يبدو أن الرئيس يمهد الطريق للطعن في شرعية الانتخابات في حال هزيمته في نوفمبر، الأمر الذي سيكون له عواقب ضارة على السلم الأهلي، ويهدد بقاء المؤسسات الديمقراطية.