ثورة سببتها الحرب في أوكرانيا:
الجيش الألماني، جيش يحتضر يحاول إعادة بناء نفسه
-- الهوس بالسلطة المضادة والرقابة يعرقل الآلة العسكرية الألمانية
-- القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز عاجزة على الدفاع عن أراضيها
-- ستستثمر حكومة شولتز بشكل كبير في قوتها العسكرية، بعد سنوات من الإهمال
-- لكي تنجح الثورة التي بدأت، يجب على برلين أن تلعب القوة العسكرية دورًا أساسيًا في العلاقات الدولية
مرحاضان يتسعان لـ 90 جنديًا فقط في ثكنة كلوتسبرج في إيدار أوبرشتاين في راينلاند بالاتينات. لا توجد مياه ساخنة أو حتى مياه شرب في بعض المباني التابعة لمبنى هوسوم في شليسفيغ هولشتاين. كشفت المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة، إيفا هوغل، في تقريرها في مارس الماضي، عن الحالة المؤسفة للبوندسفير، الجيش الألماني، الغارق في البيروقراطية، وخصوصا، ضعيف التجهيز.
أقل من 30 بالمائة من سفنها الحربية “تعمل بكامل طاقتها”. على الورق، تمتلك قواتها البرية 350 مركبة مدرعة مجنزرة من طراز بوما، ولكن يمكن مشاركة 150 فقط في القتال. تم إيقاف 6 مروحيات من أصل 10، على غرار العديد من طائراتها المقاتلة. أخيرًا، لن تسمح احتياطياتها من الذخيرة من الصمود أكثر من بضعة أيام في حالة نشوب صراع. «القوات التي أقودها عارية إلى حد ما”، اعترف قائد الجيش، الجنرال ألفونس ميس، في 24 فبراير، بينما كانت الدبابات الروسية تعبر الحدود الأوكرانية. مندهشة، تقدم المانيا هذه الملاحظة القاسية: في الوقت الذي عادت فيه الحرب إلى أوروبا، القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز عاجزة على الدفاع عن أراضيها. بالنسبة للسكان، الذين جزء منهم روسوفيل علنًا، كانت الصدمة عنيفة. لقد ولت أوهام السلام الدائم. ومع اقتراب ضجيج الحرب، تغيّرت العقليات بسرعة كبيرة. في استطلاع أجرته مجموعة برايس ووترهاوس كوبرز في يوليو الماضي، دعا 2 من أصل 3 ألمان إلى زيادة الإنفاق الدفاعي “كانوا 19 بالمائة على هذا الخط قبل تسع سنوات”.”إنهم خائفون ومهتمون مرة أخرى بالمسائل الجيوستراتيجية والعسكرية، بعد عقود من اللامبالاة”، يؤكد أندريه أوزوليس، رئيس تحرير مجلة لوايال الألمانية للدفاع.
«تغيّر الزمن»
لقد فهم أولاف شولتز ذلك جيدًا. بعد ثلاثة أيام من بدء الصراع، أعلن المستشار الاشتراكي الديمقراطي عن “تغيّر العصر”، واتخذ خطوة تاريخية: إنشاء صندوق خاص، على مدى خمس سنوات، بقيمة 100 مليار يورو. طموحًا، وعد الزعيم الألماني بأن بلاده ستمتلك قريبًا “أكبر جيش تقليدي في أوروبا”. واضاف أن ميزانيتها سترتفع إلى “70 أو 80 مليار يورو سنويًا”، أي أكثر من ميزانية الجيش الفرنسي (56 مليارًا عام 2021).
وفي خطاب استقطب الاهتمام في 29 أغسطس في براغ، حيث ألقى رؤيته الاستراتيجية لأوروبا -وهو تمرين هربت منه دائمًا أنجيلا ميركل -وعد أولاف شولتز أيضًا بأن بلاده ستتحمل “مسؤولية خاصة” في تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، وناشد من أجل تعزيز التنسيق العسكري الأوروبي. كما أعلن عن استثمارات “كبيرة” في نظام مضاد للطائرات، داعيًا شركاء آخرين من القارة للانضمام إلى البرنامج.
جيش بني لمقاومة
غزو سوفياتي
انها طريقة لإعادة الوصل مع حقبة بدا فيها الجيش الألماني، بعيدًا عن الاحتضار، صلبًا. تأسس عام 1955، وكان مصممًا لمقاومة الجيش السوفياتي الذي يستعد للانقضاض على الغرب من ألمانيا الشرقية الشيوعية. وقبل سقوط الجدار، كان أحد أفضل الجيوش تجهيزًا في أوروبا: 7 الاف دبابة وألف طائرة مقاتلة و500 ألف جندي -مكملًا للقوات الأمريكية المتمركزة في البلاد “300 ألف في الثمانينيات”. وكان “دوره ضمان الجزء التقليدي من الردع القائم على المظلة النووية للولايات المتحدة من خلال الناتو”، يذكّر المؤرخ العسكري ويلفريد فون بريدو.
لقد تركت نهاية الحرب الباردة المانيا بلا تهديدات على حدودها. لذلك، تكيّف البوندسفير: تقليص الحجم، وأنماط جديدة من التدخل، مثل إرسال وحدات من الجنود إلى الخارج “يوغوسلافيا السابقة، أفريقيا”، وفقًا لتفويضات صادق عليها البرلمان (البوندستاغ)، الذي يتمتع بسلطة رقابة حقيقية ويفرض قيودًا: “في أفغانستان، كان لهم فقط الحق في الدفاع عن أنفسهم، على عكس الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، الذين يمكنهم ملاحقة مهاجميهم”، كما يوضح ويلفريد فون بريدو.
السبب؟ اشمئزاز الألمان، الذين أصيبوا بصدمة من جرائم النظام النازي، تجاه أي زيادة في القوة العسكرية. علاوة على ذلك، فإن الجيش الألماني محاط بالعديد من الضمانات. جنوده تشرّبوا مفهوما خاصا بجيشهم، مفهوم “القيادة الداخلية”. “المواطنون الذين يرتدون الزي العسكري، قادرون على الطعن في أمر مخالف للدستور”، تشرح كلوديا ميجور، مديرة الأبحاث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن.
هذه المقاربة الثقافية تترك شكوكا على الجانب الآخر من نهر الراين. “ليس لديهم نفس الفلسفة. نحن، ننخرط في العمليات، نقاتل، نجازف!»، يلاحظ ضابطًا فرنسيًا كبيرًا، لديه أيضًا مشكلة صغيرة مع الرؤية الإدارية لنظرائه، الذين يتحدثون عن “ساعات العمل وممثلين عن الموظفين”، وهي عقلية لم تستحوذ بعد على القوات المسلحة الفرنسية...
في الواقع، واجب التحفظ أقل تقييدًا في ألمانيا، حيث توجد جمعية البوندسوير، التي يتم انتخاب ممثليها من بين القوات. “يمكن أن تكون ناقدة، لكن بروح بناءة”، يوضح ويلفريد فون بريدو -ولعبت هذه الهيئة دورًا مهمًا في فتح البوندسوير للنساء عام 2001.
نقص العاملين
ومع ذلك، فإن الهوس بالسلطة المضادة والرقابة يعرقلان الآلة العسكرية. “هيئة الإمداد، ومقرها كوبلنز، تمركز جميع المشتريات، من الجوارب إلى الفرقاطات. إنها وحش بيروقراطي، مع 10 الاف موظف مدني، وكل شيء يستغرق إلى الأبد”، يأسف المتخصص أندريه أوزوليس. ومع انه تم اتخاذ القرار عام 2017، لم يتلق البوندسوير بعد البنادق الهجومية الجديدة التي من المفترض أن تزود جنوده، والأمر نفسه ينطبق على خوذات الجنود المظليين أو زلاجات صيادي جبال الألب. مثل هذه الظروف لن تساعد في حل صعوبات التجنيد في جيش لا يكاد يبلغ عدده اليوم 180 ألف جندي. “المطلوب تشغيل 21500 منصب ضابط وضابط صف”، يشير أندريه أوزوليس. عاقدة العزم على معالجة هذا الأمر، أصدرت هيئة الأركان الألمانية أول مقطع ترويجي لها في أوائل أغسطس. نرى أم شابة ترتدي زيا عسكريا وطائرات مقاتلة وفرقاطة وجنودا في تدريبات تحمل شعار “نحمي ألمانيا”... لست متأكدًا من أن هذا يكفي لتحفيز الانتساب ...
حاليا، تذهب الأولوية للمعدات. فقد أعلنت الحكومة عن شراء 60 طائرة هليكوبتر نقل من طراز شينوك من بوينج، و35 مقاتلة من طراز إف -35 “145 مليون يورو لكل منها” من شركة لوكهيد مارتن لتحل محل أسطولها من طراز تورنادو القديم، والحفاظ على قدرة الأسلحة النووية الأمريكية.
علوية المعدات القادمة من الولايات المتحدة، ازعجت فرنسا واغضبتها، هي التي كانت نرغب في بيع عدد من طائرات رافال ... لكن وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبريخت، أشارت إلى أن نظام القتال الجوي المستقبلي (سكاف)، المشروع الالماني-الفرنسي -الاسباني الذي سيشمل خليفة الرافال، سيستفيد أيضًا من صندوق 100 مليار يورو.
ومع ذلك، فإن إعادة تقييم الأداة العسكرية هذه تترك سؤالين دون إجابة. هل ستكون دائمة؟ سينتهي الصندوق الخاص عام 2026. وبدونه، ما لم يتم الإعلان عن زيادة كبيرة في الميزانية، لن تتمكن ألمانيا من الوفاء بالتزامها لحلف الناتو بتخصيص ما يعادل 2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي لتمويل دفاعها. ثم، يمكن التساؤل عما إذا ما كانت الشكوك حول فائدة البوندسفير ستنتصر في النهاية. “لكي تنجح الثورة التي بدأت، يجب على برلين أن تندمج، وليس فقط في ظل تأثير الحرب، وأن تلعب القوة العسكرية دورًا أساسيًا في العلاقات الدولية”، تلحّ كلوديا ميجور.
تغيير عميق في العقلية لن تكفي مليارات اليورو لتحفيزه.
-- القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز عاجزة على الدفاع عن أراضيها
-- ستستثمر حكومة شولتز بشكل كبير في قوتها العسكرية، بعد سنوات من الإهمال
-- لكي تنجح الثورة التي بدأت، يجب على برلين أن تلعب القوة العسكرية دورًا أساسيًا في العلاقات الدولية
مرحاضان يتسعان لـ 90 جنديًا فقط في ثكنة كلوتسبرج في إيدار أوبرشتاين في راينلاند بالاتينات. لا توجد مياه ساخنة أو حتى مياه شرب في بعض المباني التابعة لمبنى هوسوم في شليسفيغ هولشتاين. كشفت المفوضة البرلمانية للقوات المسلحة، إيفا هوغل، في تقريرها في مارس الماضي، عن الحالة المؤسفة للبوندسفير، الجيش الألماني، الغارق في البيروقراطية، وخصوصا، ضعيف التجهيز.
أقل من 30 بالمائة من سفنها الحربية “تعمل بكامل طاقتها”. على الورق، تمتلك قواتها البرية 350 مركبة مدرعة مجنزرة من طراز بوما، ولكن يمكن مشاركة 150 فقط في القتال. تم إيقاف 6 مروحيات من أصل 10، على غرار العديد من طائراتها المقاتلة. أخيرًا، لن تسمح احتياطياتها من الذخيرة من الصمود أكثر من بضعة أيام في حالة نشوب صراع. «القوات التي أقودها عارية إلى حد ما”، اعترف قائد الجيش، الجنرال ألفونس ميس، في 24 فبراير، بينما كانت الدبابات الروسية تعبر الحدود الأوكرانية. مندهشة، تقدم المانيا هذه الملاحظة القاسية: في الوقت الذي عادت فيه الحرب إلى أوروبا، القوة الاقتصادية الأولى في القارة العجوز عاجزة على الدفاع عن أراضيها. بالنسبة للسكان، الذين جزء منهم روسوفيل علنًا، كانت الصدمة عنيفة. لقد ولت أوهام السلام الدائم. ومع اقتراب ضجيج الحرب، تغيّرت العقليات بسرعة كبيرة. في استطلاع أجرته مجموعة برايس ووترهاوس كوبرز في يوليو الماضي، دعا 2 من أصل 3 ألمان إلى زيادة الإنفاق الدفاعي “كانوا 19 بالمائة على هذا الخط قبل تسع سنوات”.”إنهم خائفون ومهتمون مرة أخرى بالمسائل الجيوستراتيجية والعسكرية، بعد عقود من اللامبالاة”، يؤكد أندريه أوزوليس، رئيس تحرير مجلة لوايال الألمانية للدفاع.
«تغيّر الزمن»
لقد فهم أولاف شولتز ذلك جيدًا. بعد ثلاثة أيام من بدء الصراع، أعلن المستشار الاشتراكي الديمقراطي عن “تغيّر العصر”، واتخذ خطوة تاريخية: إنشاء صندوق خاص، على مدى خمس سنوات، بقيمة 100 مليار يورو. طموحًا، وعد الزعيم الألماني بأن بلاده ستمتلك قريبًا “أكبر جيش تقليدي في أوروبا”. واضاف أن ميزانيتها سترتفع إلى “70 أو 80 مليار يورو سنويًا”، أي أكثر من ميزانية الجيش الفرنسي (56 مليارًا عام 2021).
وفي خطاب استقطب الاهتمام في 29 أغسطس في براغ، حيث ألقى رؤيته الاستراتيجية لأوروبا -وهو تمرين هربت منه دائمًا أنجيلا ميركل -وعد أولاف شولتز أيضًا بأن بلاده ستتحمل “مسؤولية خاصة” في تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، وناشد من أجل تعزيز التنسيق العسكري الأوروبي. كما أعلن عن استثمارات “كبيرة” في نظام مضاد للطائرات، داعيًا شركاء آخرين من القارة للانضمام إلى البرنامج.
جيش بني لمقاومة
غزو سوفياتي
انها طريقة لإعادة الوصل مع حقبة بدا فيها الجيش الألماني، بعيدًا عن الاحتضار، صلبًا. تأسس عام 1955، وكان مصممًا لمقاومة الجيش السوفياتي الذي يستعد للانقضاض على الغرب من ألمانيا الشرقية الشيوعية. وقبل سقوط الجدار، كان أحد أفضل الجيوش تجهيزًا في أوروبا: 7 الاف دبابة وألف طائرة مقاتلة و500 ألف جندي -مكملًا للقوات الأمريكية المتمركزة في البلاد “300 ألف في الثمانينيات”. وكان “دوره ضمان الجزء التقليدي من الردع القائم على المظلة النووية للولايات المتحدة من خلال الناتو”، يذكّر المؤرخ العسكري ويلفريد فون بريدو.
لقد تركت نهاية الحرب الباردة المانيا بلا تهديدات على حدودها. لذلك، تكيّف البوندسفير: تقليص الحجم، وأنماط جديدة من التدخل، مثل إرسال وحدات من الجنود إلى الخارج “يوغوسلافيا السابقة، أفريقيا”، وفقًا لتفويضات صادق عليها البرلمان (البوندستاغ)، الذي يتمتع بسلطة رقابة حقيقية ويفرض قيودًا: “في أفغانستان، كان لهم فقط الحق في الدفاع عن أنفسهم، على عكس الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، الذين يمكنهم ملاحقة مهاجميهم”، كما يوضح ويلفريد فون بريدو.
السبب؟ اشمئزاز الألمان، الذين أصيبوا بصدمة من جرائم النظام النازي، تجاه أي زيادة في القوة العسكرية. علاوة على ذلك، فإن الجيش الألماني محاط بالعديد من الضمانات. جنوده تشرّبوا مفهوما خاصا بجيشهم، مفهوم “القيادة الداخلية”. “المواطنون الذين يرتدون الزي العسكري، قادرون على الطعن في أمر مخالف للدستور”، تشرح كلوديا ميجور، مديرة الأبحاث في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن.
هذه المقاربة الثقافية تترك شكوكا على الجانب الآخر من نهر الراين. “ليس لديهم نفس الفلسفة. نحن، ننخرط في العمليات، نقاتل، نجازف!»، يلاحظ ضابطًا فرنسيًا كبيرًا، لديه أيضًا مشكلة صغيرة مع الرؤية الإدارية لنظرائه، الذين يتحدثون عن “ساعات العمل وممثلين عن الموظفين”، وهي عقلية لم تستحوذ بعد على القوات المسلحة الفرنسية...
في الواقع، واجب التحفظ أقل تقييدًا في ألمانيا، حيث توجد جمعية البوندسوير، التي يتم انتخاب ممثليها من بين القوات. “يمكن أن تكون ناقدة، لكن بروح بناءة”، يوضح ويلفريد فون بريدو -ولعبت هذه الهيئة دورًا مهمًا في فتح البوندسوير للنساء عام 2001.
نقص العاملين
ومع ذلك، فإن الهوس بالسلطة المضادة والرقابة يعرقلان الآلة العسكرية. “هيئة الإمداد، ومقرها كوبلنز، تمركز جميع المشتريات، من الجوارب إلى الفرقاطات. إنها وحش بيروقراطي، مع 10 الاف موظف مدني، وكل شيء يستغرق إلى الأبد”، يأسف المتخصص أندريه أوزوليس. ومع انه تم اتخاذ القرار عام 2017، لم يتلق البوندسوير بعد البنادق الهجومية الجديدة التي من المفترض أن تزود جنوده، والأمر نفسه ينطبق على خوذات الجنود المظليين أو زلاجات صيادي جبال الألب. مثل هذه الظروف لن تساعد في حل صعوبات التجنيد في جيش لا يكاد يبلغ عدده اليوم 180 ألف جندي. “المطلوب تشغيل 21500 منصب ضابط وضابط صف”، يشير أندريه أوزوليس. عاقدة العزم على معالجة هذا الأمر، أصدرت هيئة الأركان الألمانية أول مقطع ترويجي لها في أوائل أغسطس. نرى أم شابة ترتدي زيا عسكريا وطائرات مقاتلة وفرقاطة وجنودا في تدريبات تحمل شعار “نحمي ألمانيا”... لست متأكدًا من أن هذا يكفي لتحفيز الانتساب ...
حاليا، تذهب الأولوية للمعدات. فقد أعلنت الحكومة عن شراء 60 طائرة هليكوبتر نقل من طراز شينوك من بوينج، و35 مقاتلة من طراز إف -35 “145 مليون يورو لكل منها” من شركة لوكهيد مارتن لتحل محل أسطولها من طراز تورنادو القديم، والحفاظ على قدرة الأسلحة النووية الأمريكية.
علوية المعدات القادمة من الولايات المتحدة، ازعجت فرنسا واغضبتها، هي التي كانت نرغب في بيع عدد من طائرات رافال ... لكن وزيرة الدفاع الألمانية، كريستين لامبريخت، أشارت إلى أن نظام القتال الجوي المستقبلي (سكاف)، المشروع الالماني-الفرنسي -الاسباني الذي سيشمل خليفة الرافال، سيستفيد أيضًا من صندوق 100 مليار يورو.
ومع ذلك، فإن إعادة تقييم الأداة العسكرية هذه تترك سؤالين دون إجابة. هل ستكون دائمة؟ سينتهي الصندوق الخاص عام 2026. وبدونه، ما لم يتم الإعلان عن زيادة كبيرة في الميزانية، لن تتمكن ألمانيا من الوفاء بالتزامها لحلف الناتو بتخصيص ما يعادل 2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي لتمويل دفاعها. ثم، يمكن التساؤل عما إذا ما كانت الشكوك حول فائدة البوندسفير ستنتصر في النهاية. “لكي تنجح الثورة التي بدأت، يجب على برلين أن تندمج، وليس فقط في ظل تأثير الحرب، وأن تلعب القوة العسكرية دورًا أساسيًا في العلاقات الدولية”، تلحّ كلوديا ميجور.
تغيير عميق في العقلية لن تكفي مليارات اليورو لتحفيزه.