فن الرواح
تم افتتاح حفل اليوم الوطني الخمسين في حتا بفقرة فن الرواح والتي شاركت فيها جمعية الشحوح للتراث الوطني في أبوظبي، فيقال إن تسميته بفن الرواح نسبة إلى الترويح عن النفس وهذا لمسته جليا خلال فترة التدريبات استعدادا للحفل الرسمي باليوم الوطني في حتا، فلم أجد فنانا يرتبط بإيقاعه، كالشحي وهو يمارس فن الرواح، ما إن يرى الطبل حتى يبدأ بالقرع عليه ومن ثم ينضمون إليه البقية بتجانس وتناغم وتركيز ولا يريد أي شخص يقوم بإيقافه عندما يرتبط بطبله، ودليل على محبتهم لهذا الفن هو أنك تجد ثلاثة أجيال من نفس العائلة يمارسون هذا الفن فتجد الجد والأب والابن في فرقة واحدة، وهذا المشهد يتكرر في أكثر من عائلة، وعندما يعتذر شخص عن يوم من التدريبات لظروف عمله تجد الحزن في عينه لوداع طبله فأي عشق وعلاقة بين الشحي وفن الرواح.
يصطف أعضاء الفرقة في صف طويل به ميلان بسيط، يبدأون بقرع الطبون بإيقاع معين، ويرددون كلمة (رواح) إن كان الرواح من بعد صلاة الظهر، وإن كان في الصباح فيرددون (سيرح) وإن كان وقت الضحى فيسمى (صودر) وإن كان بعد صلاة المغرب إلى الفجر فيمسى (السيري).
قد يسأل سائل وهل يتم أداء الرواح إلى الفجر، في طرفة حقيقية قديمة أن رجلاً انتقل من منزله لمنزل آخر، بسبب أن رجلاً لا يترك طبل الرواح طوال الليل، وصاحبنا الأول يريد النوم فترك منزله وانتقل إلى منزل آخر.
فن الرواح من الفنون التي عندما أشاهدها أفرح لسبب وهو تعاقب الأجيال وهذا مهم في الحفاظ على الفنون الشعبية فكثير من الفنون الشعبية قد تجد جيلا معيناً وهم (كبار المواطنين أو الجيل الذي يليه) من يمارسون فناً معيناً، لكن نفتقد إلى جيل الشباب،
لكن في الفنون المتعلقة بالبيئة الجبلية مثل الندبة والرواح لا نجد شباباً فقط بل أطفال صغار، لا أعرف سبب الحب والارتباط، طفل يترك الآيباد ويمسك الطبل أو العصا أو يشارك في الندبة، إن كانت تجربة قابلة للتنفيذ فأتمنى أن يتم تعميمها على جمعيات الفنون الشعبية كافة، وإن كانت فطرة فنريد منكم العدوى إخواننا الشحوح.