رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
مسابقة الشعر (1)
فصل من فصول الثاني الإعدادي وفي يومٍ مشتي، شبابيك الفصل مفتوحة، أغلب الطلاب يرتدون معطف الشتاء أو الكنادير الصوف و المتلثمين بالشال الأحمر، والجميع ينظر نحو الشباك في انتظار أن يرن جرس الفسحة، فمن لا يُريد أن يخرج ويلعب في هذا الجو الممتلئ بالغيوم، دخل معلم اللغة العربية وقال: من يريد أن يشارك في مسابقة الشعر الجاهلي، وهي عبارة عن قصيدة سأُساعدكم على اختيارها وتشكيل حروفها، وستكون مهمة المتسابق الحفظ وإلقاء القصيدة أمام لجنة مكونة من 3 معلمين لمادة اللغة العربية، والمسابقة على مستوى إمارة أبوظبي، الكل ينظر لبعضه البعض، لم يُفكر ولا طالب برفع يديه للمشاركة، كرر السؤال 3 مرات ، من سيشارك في المسابقة، ولا حياة لمن تنادي، وكأنها مسابقة شعر بالأوردو، فلما يأس من تكرار السؤال، وقع نظره على العبد الفقير لله ورمى ورقة القصيدة أمامي، وقال لي: أنت تحفظها وبعد 3 أيام تأتي عندي المكتب لتلقيها لتكون بروفة نصحح فيها بعض أخطاء النطق والتشكيل إن وجدت، وفي اليوم الرابع سنذهب للمدرسة الفلانية وهي مقر المسابقة للمشاركة، فهمت ما أقوله، ولم يكن لديَ رد، سوى أن أهُز رأسي بصمت هزة الراضي المغتصَب، ترك الفصل وخرج وهو منزعج إنه محد من الطلاب عبره، رن الجرس، خرج الطلاب، من الفصل، وهم يقولون لي شد حيلك يالمتنبي بضحكات ممزوجة بالسخرية، حككت رأسي وقرأت عنوان القصيدة وهي لزُهير بن أبي سلمى، والتي تقول في مطلعها: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أبا لك يسأمِ، فقلت في نفسي، شو ها الوهقة، الشاعر عاش ثمانين سنة عشان ينطق هالكلمات والحروف المعقدة، شو بسوي ألحين، أنا مب حافظ غير قصيد الرزيف، بس خلاص فيها فيها، كسفت الورقة وربعتها ووضعتها في منتصف الكتاب وخرجت للاستمتاع بفسحة المدرسة والذهاب إلى المقصف فكان فلافل المدرسة له طعم خاص، تحسه بايت وحلو، ما أدري كيف، رجعت للمنزل وليس عندي شغل غير هذه القصيدة والاعتكاف عليها حتى الي في البيت استغربوا يسألوني هل بدأت الامتحانات، فأجبت: لا بل سأكون ممثلاً عن مدرستي على مستوى مدارس أبوظبي كم هو شرف لا يناله إلا ثلةٌ قليلة، فيجب أن أمَثِل مدرستي خير تمثيل وأن أكون رقما صعبا في المسابقة، فقسمت حفظي للقصيدة كالتالي ، حفظت نصف القصيدة في اليوم الأول، واليوم الثاني النصف الثاني واليوم الثالث مراجعة للقصيدة برُمتها، بدأت حفظ النصف الأول من القصيدة وكانت كالتالي:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش،،، ثمانين حولا لا أبا لك يسأم
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله،،، ولكنني عن علم ما في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب،،، تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم
ومن لم يصانع في أمور كثيرة،،،،يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه،،، يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
من يك ذا فضل فيبخل بفضله،،،على قومه يستغن عنه ويذمم
ومن يوف لا يذمم ومن يهد قلبه،،،إلى مطمئن البر لا يتجمجم
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه،،،وإن يرق أسباب السماء بسلم
للمقال بقية في الأسبوع المقبل ،،، ودمتم .