آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
عام أكاديمي جديد وتعليم يواكب المستقبل
تستعد المؤسسات التعليمية هذه الأيام لانطلاق العام الأكاديمي الجديد في أجواء يملؤها التفاؤل والطموح, وتشهد المدارس بمختلف المراحل حركة نشطة تهدف إلى تهيئة البيئة التعليمية، بدءًا من تجهيز الصفوف والمرافق، مرورًا بتزيين الممرات واللوحات الترحيبية، وصولًا إلى وضع برامج إرشادية وخطط تنظيمية لضمان بداية سلسة للعام الدراسي.
ويولي التربويون اهتمامًا خاصًا بالأيام الأولى، لما لها من دور محوري في تعزيز دافعية الطلبة نحو التعلم، وتهيئتهم نفسيًا وأكاديميًا لمرحلة جديدة تحمل في طياتها الكثير من الفرص والتحديات. كما يتم التركيز على الأنشطة التفاعلية والبرامج الهادفة التي تساعد على بناء الثقة، وتشجع على الإبداع والتعاون بين الطلبة.
وفي إطار التطور المتسارع الذي يشهده قطاع التعليم، تحرص المدارس على دمج التكنولوجيا الحديثة وتفعيل استخدام الذكاء الاصطناعي داخل الصفوف، بما يفتح آفاقًا جديدة للتعلم، ويعزز من قدرة الطلبة على التفاعل مع بيئة تعليمية مبتكرة تحاكي متطلبات المستقبل. ويرى خبراء التعليم أن العام الأكاديمي الجديد يمثل فرصة متجددة لترسيخ القيم الإيجابية، وتطوير مهارات التفكير والابتكار، وبناء جيل قادر على مواكبة متطلبات العصر والمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية الشاملة.
د. إيمان فؤاد
دموع في عيون عاشق
استوقفني مشهد مؤثر جدا على أحد وسائل التواصل الاجتماعي، عجل صغير يمر بالشارع فإذا به يقف للحظة، ثم يتجه نحو رأس بقرة متدلى على فرشة متواضعة لبيع اللحوم، الرأس كانت معلقة في خطاف حديدي، وتحتها لحوم جسدها الذي تم تصفيته من العظام للبدء في بيعها، وقف العجل للحظة يتأمل الرأس من بين رؤوس كثيرة معلقة بجوار بعضها، اقترب من الرأس ولمسها بشفاهه وكأنه يقبلها أو يشم رائحتها، وما أن لمسها وتذرف عيناه الدمع بشكل استثنائي لأول مرة أراه. هذا المشهد لو لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي موجودة وتم نشره ما شاهدناه، فالتأثير النفسي على الحيوان هو نفسه التأثير على الإنسان، فالفرق بين الإنسان وبقية المخلوقات يتلخص فقط في التكليف الذي رفضته جميع المخلوقات لعظمته وصعوبته، وهذا دليل على أن الإنسان جاهل بطبعه، لكن جميع المشاعر والأحاسيس وصفات الرحمة والتسامح والصداقة موجودة بين جميع المخلوقات مع وجود الفوارق الفردية بين المخلوقات نفسها. مشاهد كثيرة نراها في بنفس الإطار، تعبر عن الرحمة والعشق والحب ، ولأننا من محدودي الفكر نظن أن الحيوانات مفترسة ومتغطرسة، ونسينا أن الحيوان المفترس لا يلجأ للصيد إلا في حالة الجوع فقط، وأن التوازن البيئي موجود لهذا الغرض، فالفرائس أكثر عددا من المفترس، وهذه حكمة الله في خلقه، والصور متعددة وكثيرة في تفسير الرحمة بين الحيوانات، وحرص الحيوان على الدفاع عن عائلته وتحقيق الحماية لهم، كما أن الغريزة والفطرة التي ولد عليها تدفعه نحو المسؤولية تجاه العائلة، من توفير المسكن والمأكل حتى يعتمد على نفسه ويقوم بالاعتماد على نفسه.
علاء رياض
الحياة بين الفكرة والحب والجحيم
الحياة سؤالٌ قديم بقدر قِدم الوعي البشري ، كل جيل يحاول أن يضع لها تعريفًا ، وكل روحٍ تسعى لفهم مغزاها، لو سألنا الآباء والأجداد لقالوا:" الحياة كدٌّ وصبر " ولو سألنا فلاسفة علم الاجتماع لأجابوا: " الحياة نظامٌ وصراع " ، لكنّ المفكرين تركوا لنا عبارات تلخّص رؤيتهم ، أقوالًا تحوّلت إلى مرايا تكشف وجوهًا مختلفة لهذا الوجود.
كارل ماركس رأى أنّ الحياة "فكرة" ، لأنّها في نظره تبدأ من الوعي الجمعي وتنتهي إلى الصراع الطبقي، بينما مهاتما غاندي اختصرها في كلمة " الحب " ، إذ آمن أنّ الإنسان يولد ليزرع التسامح ويقاوم الكراهية بالسلام، أما ألبرت أينشتاين فاعتبرها " المعرفة " ، لأنّ العقل عنده هو البوصلة الوحيدة لفهم الكون واكتشاف سرّه، وعلى الضفة الأخرى ، كتب دوستويفسكي بأنّ الحياة " الجحيم " ، إذ خبر الجانب المظلم للنفس البشرية ، فرأى فيها مسرحًا للألم والجنون .
لكن وسط هذه التعريفات المتناقضة ، جاء قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ليصوغ توازنًا أبديًا بين الدنيا والآخرة: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا " قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، هذه المقولة لا تضع الحياة في خانة الحب أو المعرفة أو الجحيم وحدها ، بل تراها طريقًا مزدوجًا، أن تعمّر الأرض وتبني ، وكأن العمر ممتد بلا نهاية ، وفي الوقت نفسه ، أن تبقى يقظًا لرحيلك القريب ، وكأن الغد هو آخر فرصة لتزكية روحك .
بهذا تصبح الحياة عند الإمام علي، هي المعادلة التي استفاد من صياغتها من جاءوا بعده بقرون عديدة ، بين الفكرة التي تحدث عنها ماركس ، والحب الذي بشّر به غاندي ، والمعرفة التي دعا إليها أينشتاين ، وحتى الجحيم الذي خافه دوستويفسكي .
هي ليست وجهًا واحدًا ، بل كيان مركّب يجمع كل تلك الأبعاد، الفكرة تُعطيها المعنى، الحب يهبها الروح ، المعرفة تضيء دروبها ، والجحيم يذكّرنا بحدودها ومآسيها، أما وصية علي كرم الله وجهه فهي التي تمنح هذا كله انسجامًا يجعل الإنسان لا يضيع بين تناقضات الدنيا ولا يغفل عن غايته الأبدية، الحياة إذن ليست تعريفًا جامدًا ، بل فسيفساء من التجارب والمعاني، وكلما ازداد الإنسان وعيًا ، أدرك أنّها لا تُفهم من زاوية واحدة ، بل من جمع النور بالظلال ، والخلود بالفناء، والدنيا بالآخرة .
حيدر فليح الشمري : صحفي
ثقافة التريند
لعبة فقاقيع الصابون تلك اللعبة الممتعة تشعرني بالبهجة منذ الصغر وحتى الآن أحرص على لعبها مع حفيدتي ، إنها منشطة للجهاز الحركي وتضفي جواً من المرح والسعادة المؤقتة ولكن عمرها قصير جدا فالفقاقيع لا تحتمل التطاير لثوان معدودة ، واحدة تلو الأخرى واحدة تسقط والأخري تطير للأعلى وأخرى تنفجر على يدي طفلتي فتفرح وتمرح معها كثيراً، هذه اللعبة تشبه إلى حد كبير فقاقيع التريند في عالم الإنترنت فالجميع يلهو خلف صورة أو كلمه أو فيديو يتناقله البعض بهدف الانتشار اللحظي.
غالبا ما يكون أجوفاً ومفرغاً من المضمون والمنطقية مثل تلك الفقاعة المتلألئة الشقية ،هؤلاء أصبحوا أسرى التريند الذي حول عقول الشباب اللاهثين خلف الثراء السهل السريع إلى حالة من إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وانتظار الجديد في قطيع متناثر متفرق تجمعهم رغبة الانتشار اللايك والشير، وتفرقهم قوانين النشر بالمنصات أو ظهور تريند آخر جديد ليجتمعوا مرة أخرى وحين يغيب الدين يغيب العقل والمنطق والقوانين، كل يلهث خلف سراب، فحين تضعف الروابط بينك وبين عقلك ووعيك تتحول إلى آلة همجية كمدمن لوسائل التواصل الاجتماعي تحشو عقلك بمواد بلا قيمة، مدة صلاحيتها قصيرة كمن يلهو مع موج البحر، إذ تأتي الموجة فيقفز الجميع ليعتليها ويأخذ اللقطة معها وسرعان ما تنسحب وتتلاشى وسط البحر ويبقوا على الشاطئ في حالة من الفوضى العارمة في انتظار الموجة الأخرى .
البعض يعتقد أن التريند فن ، فأين أدواته الفنية أو تأثيره الإيجابي على الشعوب ربما تكون صناعتك تحتاج الي حبكة فنيه ولكن ليست كل الصناعات مفيدة ، إن سياسة تداول التريند أشبه بثقافة تسحب الشباب إلى داخلها كزوبعة أو دوامة، ينجرفون إليها دون هدف ولا وعي ولا إرادة، فالعقل ربما مات مسموماً، والوعي عليلاً، إن الثقافة والمعرفة هي غذاء الروح والعقل فكيف تتغذى عقول هؤلاء باللاشيء.
ولنكن منصفين، ليس الجميع بنفس الدرجة من الخواء والانجراف خلف التريند ومفرداته، ولكن هناك من الشباب من ثقف وسلح نفسه جيدا واتخذ من الإنترنت قاعدة لترويج أفكار ومشاريع بناءة وصنع منه مالاً وثروة ، نحن لسنا ضد التواصل الاجتماعي فالإنسان بحاجة إليه. وكما قال أرسطو (الفيلسوف اليوناني) : “الإنسان حيوان اجتماعي” بمعنى أنه لا يستطيع أن يعيش منعزلًا عن الآخرين. فبداخله رغبة مستمرة في التواصل مع الآخرين ولكن أن يكون التواصل صالحا ووعياً جماعياً، وليس ذاكرة مؤقتة وعدوى لأمراض نفسية واجتماعية ، بالنهاية إن لم يكن الإدراك والوعي هما سيدا الموقف سيذهب الجميع مع الموجة بلا عودة .
سحر الألفي : كاتبة
لغتنا الجميلة في خطر
اللغة العربية (لغة الضاد) يتحدثها أكثر من نصف مليار في دول المجتمع الدولي لانفرادها بحرف الضاد بين جميع اللغات، وهي أكثر اللغات السامية استعمالا ،كما أنها لغة العلوم العربية والإسلامية ولغة التاريخ والحضارة والإبداع ،ولغة العلم والعلوم الإنسانية والتجريبية ،هكذا يؤكد الصديق الصدوق الأستاذ الدكتور يحيى خاطر عضو اتحاد كتاب مصر ،فهل نسعى أفرادا أو جماعات أو أسراً أو شعوباً وحكومات للحفاظ على اللغة العربية ؟ وهل ندرك خطورة إهمالها ونحن نرى كل يوم ظاهرة جديدة تنذر بانهيارها وضياعها و إهمالها في التعليم العام والجامعي وفي المساجد ووسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروئة وفي الفن الذي يهبط متدنيا نحو القاع .
اللغة العربية بالنسبة للعرب والمسلمين ليست مجرد لغة للتعامل اليومي أو التواصل فقط،بل هي دين وعقيدة وتاريخ وحضارة وفن وعلم .
نتمنى وجود خطة استراتيجية متكاملة للحفاظ على اللغة العربية حتى نضمن بقاء اللغة واستمرارها ونماءها وتطورها واستخدامها ،كما نطالب بوجود مؤسسة موازية لمؤسسة الأزهر تتمتع بقوتها لحماية اللغة العربية والإشراف على تدريسها وتعليمها داخل البلاد وخارجها ،مع ضرورة وجود مراكز أو هيئات ذات طابع رسمي تتبنى اللغة العربية وتتولى بقاءها وشيوعها. إن اللغة العربية تتميز بقدرات إعجازية متفردة اعترف بها علماء اللغة ومحبوها من المصرين والعرب والمستشرقين ،فقد ولدت كاملة شابة ولاتزال بعد قرابة ألفي عام وتظل باقية محفوظة بأمر الله ، ولكن ذلك ليس معناه أن نهمل اللغة أو نتركها لاجتهادات الأفراد .
إن أخطر شيء في حياتنا هو انصراف الأجيال الجديدة عن اللغة العربية تعلماً وممارسة، وغياب اللغة في الخطاب اليومي وفي فصول الدراسة وقاعات المحاضرات والندوات ،كل هذا يمثل خطراً داهماً على كيان الأمة.
سامي سرحان : عضو اتحاد كتاب مصر
رزقك لن يأخذه غيرك
يا كل من يقرأ هذه السطور بقلب مثقل بالأسئلة، أحيانًا نسمع من حولنا من يقول: "فلان ترقّى وأنا ما زلت مكاني" "زميلتي تزوجت وأنا ما زلت وحيدة." "ابن عمي اشترى بيتًا وأنا لم أبدأ حتى الإيجار" "كل الناس سبقتني، وأنا هنا أقول لكم بصوتٍ هادئ: رزقك لن يأخذه غيرك، ولا أحد يسبقك إلى ما كُتب لك.
الإنسان يُولد وفي جيبه خريطة من الأقدار، لا تُرى بالعين، لكنها محفوظة في علم الله، كل شيء محسوب: وقت رزقك، من ستقابله، من ستفقده، متى تُفرح، متى تُختبر، وحتى متى تتغير حياتك تمامًا في لحظة، في بداية شبابي، كنت ممن يسابق الزمن، أقارن نفسي بزملائي، أُحاسب نفسي بقسوة، أشعر أنني "متأخر" عن العالم، لكنني مع الأيام، وبضربات التجربة، تعلمت أنني لم أكن متأخرًا، بل كنت أُعدّ لشيء أعظم، شيء لم أكن مستعدًا له بعد.
مفاهيم مهمة نحتاجها اليوم ليس مالاً فقط، قد يكون الرزق راحة بال، أو زوجًا صالحًا، أو فرصة نادرة، أو شفاء، أو كلمة طيبة في وقتها، أو فكرة تغيّر مستقبل الناس ، لا تقارن مسارك بمساراتهم، كل إنسان له جدول زمني خاص، كما أن لكل زهرة فصلاً تزهر فيه.
المقارنة سمّ قاتل، المقارنات اليومية التي نمارسها على أنفسنا دون وعي هي السبب الأول لضيق الصدر واحتقار الذات، تذكر أن لكل شخص مشهدًا خلف الكواليس لا تراه، فلا تزن نفسك على ظاهره، الثقة بالله تجلب السلام، حين توقن أن الله يُدبّر، ويُقسّم، ويعلم ما هو أصلح لك، تنام وأنت مطمئن، حتى لو كان في جيبك القليل، ففي قلبك الكثير، ماذا تفعل حين تشعر أن رزقك بعيد؟
استمر في السعي دون يأس، كما قال النبي : "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصًا وتروح بطانًا" تخلّص من عادة المقارنة، قارن نفسك اليوم بنفسك بالأمس فقط، هل تطورت؟ هل تعلّمت؟ هذا هو المقياس الحقيقي، اجعل الرضا عادة، الرضا لا يعني القبول بالقليل، بل الثقة بأن ما عند الله أفضل مما فاتك.
وسّع تعريفك للنجاح، ليس كل من ربح المال ناجحًا، وليس كل من تأخر في الزواج فاشلًا، وليس كل من سافر سعيدًا.
لا تيأس إن تأخرت في الوظيفة أو تأخر زواجك أو مشروعك أو حلمك، فما تأخر عنك، لم يحن وقته بعد، وما فاتك، لم يكن لك من الأصل، أقسم لك، ما كُتب لك سيسوقه الله إليك، ولو اجتمع أهل الأرض على منعه، ولن تُحرم من الخير، إلا إذا فقدت اليقين، فاطمئن، رزقك محفوظ… وعطايا الله لا تأتي متأخرة، بل تأتي في اللحظة الأنسب لك.
المهندس سامي الفاضل أحمد
الأدب العربي وجمال اللغة
لطالما كانت اللغة العربية وسيلةً للتعبير عن أعمق مشاعر الإنسان وأفكاره، وجسرًا وصل بين العقول والقلوب في مختلف العصور، كم يُعدّ الأدب العربي تاريخًا حيًا ينبض بالجمال، حيث يمتزج فيه الشعر بالنثر، ويعكس تراثًا غنيًا مفعمًا بالفلسفة والبلاغة، لكن مع مرور الزمن، أصبحنا بعيدين شيئًا فشيئًا عن هذا التراث، مما يعكس تحديات العصر الحديث الذي نعيشه.
واللغة العربية، ببلاغتها، تُعدّ واحدة من أجمل لغات العالم، فكل حرف فيها يحمل معاني عميقة وأصواتًا موسيقية تجعلها في غاية الفخامة، تعتبر البلاغة العربية من أروع سمات اللغة، فهي تضم أساليب متنوعة تعبيرية كالمجاز، والتشبيه، والاستعارة، التي تمنح الأدب العربي بُعدًا فنيًا وفكريًا غير مسبوق، كما كانت اللغة العربية في العصور الذهبية وسيلة للتمجيد والتفاخر، وتُستخدم في الشعر الفصيح والنثر السلس، مما جعل الأدب العربي يتمتع بمكانة خاصة في العالم، من قصائد المتنبي التي تغني عن نفسها إلى أدب الجاحظ في مقاماته التي تدمج الحكمة والفكاهة، كانت اللغة العربية أداة للسمو الروحي والذهني.
فمنذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، تأثرت جميع العصور العربية بالأدب العربي، كان الشعر في الجاهلية معبرًا عن المفاخر والصراعات القبلية، ثم أضاف الإسلام إلى الأدب روحًا جديدة، تُعبّر عن المعاني الروحية والتضحية، كما أن العصر العباسي شهد نقلة نوعية في الأدب العربي على يد شعراء مثل أبو تمام والبحتري الذين صنعوا أدبًا يخلّد حتى اليوم.
وبرغم مرور العصور والتطورات الفكرية، استمر الأدب العربي في التأثير على الثقافة العالمية، وتُعتبر الأعمال مثل “ألف ليلة وليلة” ، ”المعلقات” مصادر لا تُقدر بثمن، حيث نُقلت إلى العديد من اللغات الأجنبية وترجمت عالميًا، ومع ذلك، فإننا في عصر التكنولوجيا المتسارع، بدأنا نبتعد شيئًا فشيئًا عن هذا التراث العريق، لم يعد لدينا نفس الاهتمام بجماليات اللغة، فالكلمات أصبحت مختصرة والجمل أبسط، وكأننا نتخلى عن فنون البلاغة والتعبير الراقي. يساهم الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه الظاهرة، حيث أصبحت الكلمات تقاس بالاختصار بدلًا من الفصاحة، كما أن الاهتمام بالأدب العربي الكلاسيكي أصبح محدودًا في التعليم، وأصبح الكثيرون يفضلون الأدب الغربي أو الأدب المعاصر على الأدب العربي القديم، قد يكون هذا نتيجة للعولمة التي أفرزت تأثيرات ثقافية متعددة، ولكن فقدان العلاقة مع تراثنا الأدبي يحد من فرص التواصل مع قيمنا الثقافية العميقة، لكن مع كل هذه التحديات، يبقى الأمل في العودة إلى هذا التراث. الأدب العربي هو مرآة ثقافتنا، ولغة القرآن الكريم تحمل في طياتها عمقًا لا يمكن إغفاله، ولذا، فإن العودة إلى الأدب العربي لا تعني فقط قراءة الأعمال القديمة، بل إعادة إحياء قيم بلاغتها وحكمتها في حياتنا اليومية.
إن تشجيع الأجيال القادمة على فهم تاريخهم الأدبي، وتنمية حب القراءة والتراث، يمكن أن يكون سبيلًا لإعادة إحياء هذا التراث.
من المهم أن نعيد اكتشاف جمال اللغة العربية، ونعود إلى الأدب العربي التقليدي، سواء من خلال الشعر أو الرواية أو القصص، إن الأدب العربي ليس مجرد تاريخ من الحروف والكلمات، بل هو موروث ثقافي حيّ ينبض بكل جمال وفكر، ورغم أن التحديات التي تواجهنا في العصر الحالي قد تبعدنا عن هذا التراث، يبقى الطريق مفتوحًا لاستعادته، لنعمل معًا على إعادة الاهتمام بالأدب العربي من خلال القراءة، والتعلم، والتمسك بالقيم التي يقدمها لنا، فالأدب العربي، في نهاية المطاف، ليس مجرد ماضٍ، بل هو مستقبلنا الذي نبني عليه هويتنا الثقافية.
رنا أحمد شريف : عضو اتحاد الصحفيين السوريين
الضمير الحي
لأننا في عصر كل المسميات باتت عنواناً مغايراً للواقع، فنجد أن المطففين هم التجار الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون، وفي الواقع أننا نلاحظ في هذه الآونة الشق الثاني من التعريف هو أكثر رواجاً ووجوداً، حيث أن الآية الكريمة وصفتهم بأنه إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون، والحقيقة أن هؤلاء ليسوا الباعة فقط وإنما كل من فقد الضمير والإحساس بالآخر.
لكي تصل الفكرة كان علينا أن نعرف معنى التطفيف، لنجده كلمة مشتقه من الشيء الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته، والاسم هو المطفف، وبالبحث لاحظنا أن المطفف لم ينحصر في التاجر فقط، وإنما هو كل شخص حاول أن يغتال ضميره ويأخذ حقاً ليس من حقه ولو كان طفيفاً لا يذكر، والأمثلة كثيرة كمعلم يأخذ مرتَّبه كاملاً ، وفي الوقت ذاته، يهمل الطلاب ولا يراعي ضميره، وطبيب يأخذ حقه المادي، ويترك المرضى في المستشفى وقت عمله ويذهب لعيادته الخاصة، والموظف الذى يعطل مصالح الجمهور ومقدراته وفى المقابل يوصل الحقوق لأصحاب الوسائط في بيوتهم .
الضمير الحي موجود والأخلاق الحسنة منتشرة في مجتمعاتنا، ولكن نسلط الضوء على القلوب القليلة التي تنحرف عن المسار الحقيقي والدرب السليم ، فالضمير موجود في إمام مسجد يحبب النشء في التردد على دور العبادة، في طبيب خصص من وقته لفتح عيادة للفقراء، لمعلم يدرس للأيتام بالمجان، الصور الإيجابية كثيرة ومتعددة ومنتشرة وهى من تجعل الحياة معنى.
حمادة الجنايني
يا دنيا
يا دنيا يا بنت الإيه
مالك مش عاجبه حد ليه ؟
لا فقير ولأغني ولا بيه ؟
كل شيء فيكي بالورقة والقلم
ده ربك اسمه العدل والحكم
دنيا وهنمشي منها
مهما بقينا مهما قعدنا
أصلي بحب كتابات جاهين
بحب أكتب للناس العاديين
بص يا قلمي من حواليك
أحكي
أشكي عن هموم الناس مش بس همومك
كل واحد مستخبي جوا هدومه
مداري طيبته مداري خبثه مداري عيوبه
وربك بحال عباده عليم
ده ربك اسمه الكريم
قالو زمان كل واحد وليه قيامة
كل واحد وليه علامة
واختار يا ابن آدم
ربك عليم جبار
يجبر كسر كل مظلوم
كل ضعيف أو مهموم
وأحنا يا قلمي راح نكتب كل يوم
راح نحكي راح نشكى عن الهموم
أصلي بحب كتابات جاهين
بحب أكتب للناس العاديين
وعجبي
سماح سليم : شاعرة