حميد بن راشد يعتمد الموازنة العامة لحكومة عجمان 2025 بـ 3.7 مليار درهم
آراء الكتاب
مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com
نحن السلام " نهلة خرستوفيدس/كاتبة "
نعم نحن السلام ونور للأجيال نسابق الزمن لنبعث الحياة في الوجدان نحن الأساس في كل العلاقات الاجتماعية والثقافية و الدينية و نحن من نصنع كل الاتجاهات، فهل يوجد سلام بدون وجود الانسان ؟ وهل توجد عقيدة بدون وجود إيمان ؟ وهل توجد حياة بدون ممات ؟ هكذا السلام بيدنا نحن أن نكون على مبدأ وإيمان بأننا سنحول الإنسان من مسميات البغض إلى الحب من الوجدان.
نحن من نؤمن بأن السلام موجود فهو كالرايات البيضاء في وسط أكوام الضباب ونحن من نخلق النور في عمق بقعة سوداء ونحن كل ورقة بيضاء كتب عليها السلام من الإيمان وعلينا الاتزان و مراجعة وصايا الرحمن.
نحن كمنارة العلم نرفع الأقلام لنكتب أهلا بكم في بلاد النهضة والعمران، وإذا تكلمنا عن الشعوب و حقوق الإنسان و من أبدع ما يكون أن تضع البلاد الأولوية القصوى لحقوق الإنسان و تعمل على ترسيخ القيم والاحترام وتعزيز مبدأ التسامح و العدالة و المساواة و يصبح من أهم اهتماماتها دعم العمل الإنساني والإغاثي تماشياً مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واستحداث وزارة للتسامح والتعايش، ووضع سياسات وقوانين لحماية حقوق العمال والطفل، والمرأة، وكبار السن ، وأصحاب الهمم، وتساهم على الصعيدين الإقليمي والدولي في مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر.
و نشدد على تعليم كافة الطلاب في المدارس والجامعات المبادئ و احترام رأي الآخر و حثهم على المساهمة في بناء الأوطان وصد أي فكر جاهل بمبادئ الأديان و تعاليمها الصحيحة، كذلك نؤكد على دور الشباب، فعلينا أن ننشئ و نهيئ لهم أماكن تتسع طاقاتهم و طموحاتهم لتحويلها إلى صناعات حيوية و ابتكارات علمية فيصبحوا في المقدمة بكامل الإنجازات.
أصحاب البصيرة " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
قليلون جدا هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالبصيرة وقراءة الرسائل، فمن منا لم يجد من يعنف الأطفال لدخولهم المساجد وجلوسهم في الصفوف الأولى، هؤلاء الذين ينهرون الأطفال ويوبخونهم بوجوه عبسة عليها غضب وسخط، والطفل لا يقدر على الرد ولا يحاول المجادلة وما منه إلا أن يعود إلى الصف الأخير وفي ذهنه صورة هذا الوحش الكاسر الذي حطم فؤاد التعلق بالمسجد والتبكير في الحضور.
وهناك المعلم الذي يسخر من تلميذه حين يقرأ ويتلعثم في مخارج الألفاظ ويضحك عليه أقرانه، نفس الشخص الذي يمنع ابنه من المشاركة في الحوارات والجلوس مع الكبار بحجة أنه طفل صغير، وكم منا تعرض وهو طفل لتجاهل شخص يدخل على القوم فيسلم على الجميع ولم يرنا وسط المرحبين.
قليلون جدا من يشجعون الأطفال على حضور الصلاة في وقتها، قليلون جدا من كان يحمل في جيبه حفنة من الحلويات يوزعها على الأطفال في المسجد، وكم من إمام استمع ونصح بلا غضب لطلاب العلم وأرباب الحفظ، وكم من معلم تفهم معنى القدرات وتفاوت الذكاء والتحصيل واهتم بمن تأخر عن القراءة والفهم، وكم من شخص حرص على أن يكبر الصغير ويمنحه الثقة والقوة والأمان ليجده في مقدمة الذين يعملون في التنمية والتطوير.
النشء لديه عالمه الخاص ونظرته للمجتمع تختلف باختلاف البيئة والمعطيات السائدة، فالأطفال بشكل عام يتمتعون بسرعة بديهة ووعي وحفظ ملحوظ، ويرون الصورة مكتملة وواضحة وذلك لصفاء العقل وخلوه من ضغوط الحياة، فدرجة التركيز لديهم أعلى بكثير من اليافعين والكبار، فعلى من يتعامل مع هذه الفئة في مختلف المواقع أن يهتم به ويمنحه القدرة على التعبير والمشاركة وبث فيهم روح التعاون ونشر السلام النفسي بينهم ليتحقق الهدف ونستثمر فيهم القدوة والريادة.
مراحل الإنتاج التلفزيوني " معاذ الطيب /مخرج "
تنقسمُ عمليّة الإنتاج التلفزيوني إلى ثلاث مراحل متتالية، ومترابطة، وهي: مرحلة ما قبل الإنتاج، ومرحلة الإنتاج والتنفيذ، وأخيراً مرحلة ما بعد الإنتاج، وفيما يأتي تفصيلها:
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الإنتاج وتتمّ هذه المرحلة عبر عدّة خطوات، وعلى النحو الآتي: الحرص على اختيار فكرة مبتكرة، وإبداعيّة تُلبي الهدف من البرنامج، وتُلامس الواقع، وتحترم قيم المجتمع، دون تعقيد. البحث عن المعلومات، والمصادر التي تدعم فكرة البرنامج، والإلمام بالمستجدات حول موضوع البرنامج، ومحاوره. تدوين ما تم التوصُّل إليه في نموذج تصوُّر البرنامج الذي يحتوي على خطة العمل، واسم البرنامج، ثم نوعه، وقالبه الفني، ومدته، وعدد حلقاته، وجمهوره المُستهدَف، وجدوله الزمني، وميزانيته. كتابة التصوُّر الكامل لشكل البرنامج، حسب سيناريو الحلقات، وكأنما تتمُّ رؤيته على شاشة التلفاز، وجعله مُتضمناً للنص، والصوت، والصورة، والمُؤثِّرات الأخرى، وكيفية تنقل المشاهد بين زوايا التصوير المختلفة.
المرحلة الثانية: مرحلة الإنتاج وتتم هذه المرحلة عبر عدة خطوات، وعلى النحو الآتي: تنفيذ البرنامج ميدانياً، من إعدادٍ وتجهيزٍ لموقع التصوير، والديكور، وتحديد زوايا التصوير، وكوادره. تصميم الإضاءة اللازمة للبرنامج، حيث لا بُد من تصميمها بدقّة، واحترافية، لأنها تُسهِم بشكل فعال في إثراء المشهد البصري، وإثراء اللغة الخاصة بالبرنامج، وبالتالي تحقق الأهداف المرجُوة منه. إعداد، وتنفيذ عملية التصوير، وهي ( كما ذُكِر سابقاً ) من أهمّ مراحل الإنتاج؛ لأنّ كيفيّة تنفيذها، ومدى إتقانها، هما بمثابة اللغة التي تتمّ مخاطبة المتلقي بها بصريًا، فتَجذبُه، وتجعله يندمج مع اللحظة المصورة، ومن الجدير بالذكر أنّه وبالتزامُن مع التصوير، فإنّ المشهد يتصدره دورُ المخرج، وذلك من خلال الموازنة بين عناصر اللغة البصرية، لإيصال الرسالة، أو الرسائل المرجوة للمشاهد.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الإنتاج وتتم هذه المرحلة عبر عدة خطوات، وعلى النحو الآتي: فرز المقاطع المصورة، وفهرستها، واختيار الأفضل من بينها، دون التأثير في تمام معنى الرسالة، أو متطلباتها. تنفيذ عملية المونتاج، حيث يتم جمع، ودمج المقاطع المختارة، وذلك حسب تسلسل السيناريو. تسجيل بعض المُؤثرات، والتعليقات، والموسيقى الصوتية على المواد المصورة. مزج الأصوات مع بعضها البعض، حيث إنّ تسجيل الأصوات لا يكفي دون مزجها. إضافة التصميم الجرافيك المُصاحِب للصورة، والصوت والذي يساعد في التعريف بالمتحدثين، أو اي معلومات أخرى تتعلق بالبرنامج. نسخ المنتج النهائي ضمن أكثر من نسخة، وبذلك يكون البرنامج قد أصبح جاهزاً للبث على شاشات التلفزة.
نقرة وصخرة " ميرا علي /كاتبة "
الحياة تبدأ ببهجة ويتلقفها الآخرون بكثير من التساؤلات أحياناً، وبالفلسفة أحياناً أخرى، إن فرصة منح الحياة قطعاً ليس أمراً مزعجاً حتى يترجم صياح الطفل صياحاً بالكيفية المتعارف عليها، إذا لماذا يصيح الطفل؟ اسألوا الطفل!
تحدثنا المرويات عن ميلاد أول كائن بشري، وعن كيفية خلقه على يد صانعه وخالقه رب العزة سبحانه، وعلى الرغم من اختلاف الروايات ودقة مصداقيتها، وأيها حقيقي من غيرها الأسطوري والمتفق عليه والملفق، تشير إلى أن آدم أبو البشر لم يسمع له صياح ولا انزعاج، وأن يقظته الأولى كانت مسرورة مطمئنة ومتأملة مع ما يشوبها من فضولٍ لمعرفة واكتشاف الحياة المتاحة التي اختزلتها عيناه فيما كان يرى .
وبما أن آدم كان النموذج الكامل للإنسان فهو لم يخلق صغيرا وتطور لاحقا بالمراحل التي يمر بها المولود طفلا إلى أن يصل كاملا بإيهاب بدني وعضلي وعقل ووعي وإدراك، إذا آدم لم ينزعج ولم يصح أو يبكي، فلماذا يصيح الطفل إذاً؟ اسألوا الطفل!
كل من على هذه الأرض أوجه إليهم سؤالي ولا أستثني منهم حتى أنا التي كنت طفلة فيما مضى عن صياحنا، ولا أشك مطلقاً بأن يقيني هو اليقين أنه لا أحد منا يعلم لم كنا نصيح! وأي معلومة تأتي عن ذلك السر فهي غير مسموحة الدخول بالنقر فحسب على زر الإدخال لتثبيتها في عقول الباحثين. العقل البشري لا يكل ولا يمل بحثاً عن أي شيء، طالما كان لذلك الشيء مثاره من الفضول، وهذا ما جعل الإنسان مبتكرا في وقت حاجته ومتطورا في وقت راحته ورخائه، والعلم لا زال يتطلع إلى طلابه وتلاميذه بنظرة الراضي في إنكارهم والمستنكر في إرضائهم ليستمروا بارتباطهم العقلي والفكري لإعمار الأرض التي سخرت لهم، فلا نقرة تسمح لمرور ما تيسر من أي معلومة دون دليل، ولا صخرة تعيق إرادة جبارة ناطحت السحاب، وبلغت آفاق الفضاء، إنه الإنسان.
الشيخ مصطفى إسماعيل " مازن تميم /كاتب "
في سن الخامسة عشرة من عمره سافر الشيخ الفاضل إسماعيل إلى كفر الشيخ لإحياء مأتم أحد أثرياء الريف ولم يكن في هذا المأتم إلا الشيخ منصور بدار، وحيث من عادة الأعيان إحياء المآتم ثلاثة أيام بأصوات أشهر المقرئين وكان الشيخ منصور بدار من أشهر وأعظم المقرئين على مستوى العالم الإسلامي وفي وجود الشيخ منصور لا يجرؤ أي مقرئ آخر من المشاهير على الاشتراك في المأتم منعاً للإحراج، كما لم يكن أحد من المستمعين يسمح لغير الشيخ منصور بالقراءة لذالك كان أصحاب المأتم يستعينون ببعض الصبية الصغار في فترة راحة الشيخ منصور، وكان من بين هؤلاء الصبية صبي صغير في الخامسة عشرة من عمره حسن الصوت واشتهر بين المقرئين والمترددين على مسجد السيد البدوي بطنطا وكان أجره في الليلة الواحدة خمسة قروش مع الإقامة الكاملة لمدة ثلاثة أيام، ولكن لم تسنح لهذا الصبي الفرصة للجلوس على دكة المقرئين إلا في الليلة الثالثة وبعد صلاة المغرب حين أدرك التعب الشيخ منصور وذهب ليستريح في غرفة النوم لعدة ساعات فصعد الصبي مصطفى إسماعيل على الدكَة وسط تذمر واعتراض الناس بالمئات ثم بالألوف للاستماع إلى هذا الشيخ الصبي واستيقظ الشيخ منصور على الضجة وخرج ليستطلع الأمر فوجد جمهور المعزين يلتفون حول الشيخ الصغير وصدورهم تكاد تنفجر من شدة الإعجاب فتقدم نحو الدكَة ودفع الشيخ الصغير على الأرض بيده وجلس على الدكَة وبدأ بالقراءة.
ولطيبة قلب الشيخ الصغير لم يرد الإهانة ولكن بعد ليلة وبعد تدهور حالة الشيخ منصور بدار رآه مصطفى إسماعيل يزاحم على دكان بقالة ليحصل على بعض الجبن والطرشي.. مرتدياً جلباباً وشبشباً، فرثى الشيخ مصطفى إسماعيل لحاله وواصل طريقه إلى الإسكندرية وكان ذالك عندما كان الشيخ مصطفى إسماعيل في شهرته وجده.
وفي عام 1930 كان الشيخ محمد رفعت يقرأ في طنطا وكان الشيخ مصطفى إسماعيل لا يزال شاباً، ووقتها وفد الألوف إلى طنطا ليسمعوا الشيخ محمد رفعت كالعادة عندما يكون الشيخ محمد رفعت في أي مكان يقرأ فيه وفي هذه الليلة قرأ الشيخ رفعت كما لم يقرأ من قبل وعند منتصف الليل أحس بالتعب فآثر أن يرتاح لمدة ساعة، وفجأة شق شاب في الثانية والعشرين طريقه إلى الدكَة وجلس يقرأ القرآن الكريم لحين يرتاح الشيخ محمد رفعت، وعندما بدأ بالقراءة تعالت الأصوات طالبة منه التوقف عن هذه القراءة فليس بعد صوت الشيخ محمد رفعت صوت يسمع، ولكنه بعد برهة ما لبثت هذه الأصوات تنخفض وتختفي وران الصمت العميق على الرادفة لا يقطعه إلا صوت الشيخ الصداح، وطلب الشيخ محمد رفعت أن يرى هذا الشاب الصغير وعندما وقف أمامه قبل يد الشيخ رفعت وقال له الشيخ رفعت: بارك الله فيك سينفع الله بك المسلمين.
ومنذ تلك الليلة لمع اسم الشيخ مصطفى إسماعيل في مدينة طنطا، وفي عام 1942 استقر الشيخ مصطفى في القاهرة تاركاً طنطا وانضم إلى اتحاد تضامن القراء وقدم نفسه للناس عن طريق الإذاعة عام 1946 وقفز أجره في الليلة إلى خمسين جنيهاً ثم مائة ثم مائتي جنيه، وعاش الشيخ مصطفى إسماعيل عيشة رغيدة وكان يقضي جانباً من الشتاء في الأقصر أو أسوان وجانباً من الصيف في بور سعيد أو الإسكندرية.
وكان أول أجر تقاضاه خمسة قروش في الليلة عام 1925، ولكن في عام 1952 تقاضى مائتين وخمسين جنيهاً في الليلة، كان الشيخ مصطفى إسماعيل هو أول مقرئ يشترك بصوته في الأفلام وكان أو مقرئ يسافر بدعوات خاصة لإحياء بعض المناسبات وكان صوته من أجمل الأصوات في هذا الوقت بل أجمل من صوت المطربين، إنه صوت من ذهب ولو أنه اتجه للغناء مثلاً لكان أعظم مغني أوبرا في العصر الحديث وليس لصوته نظير في الطبقات العليا وصاحب طريقة فذة في القراءة فرضت نفسها وأجبرت الكثير من القراء على تقليدها بدءاً من الشيخ طه الفشني إلى الشيخ محمود البنا وهو أمام المقرئين باعتراف المقرئين أنفسهم.
ولكن كان عيبه الوحيد عدم الاطلاع على كتب الإبداع المصري والعربي ولم يهتم بلقاء طه حسين أو توفيق الحكيم، وكان رجلاً كريماً يعرف أقدار الرجال وكثيرا ماقضى سهرات ليالي رمضان في منزل أنور السادات في الهرم وهناك كان يقابل إحسان عبد القدوس وسامي داوود وسعيد سنبل وكمال الملاخ وكامل الشناوي وأنيس منصور و زكريا الحجاوي وأحمد بهاء الدين وطوغان وإيهاب وجمال كامل وكان كل هؤلاء يسهرون في رمضان عند أنور السادات.
وكان مصطفى إسماعيل يبدو في أحسن حالاته وهو يقرأ في حفل رسمي أوفي بيت مسؤول، ودوى صوته وصيته وشهرته كالبطل في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي وظهر المئات من المقرئين الذين يقلدون طريقته ويتبعون أسلونه وبالرغم من أنه زار معظم الدول العربية والإسلامية إلا أنه لم يهتم بتسجيل قراءاته في هذه الدول. رحم الله الشيخ مصطفى إسماعيل صاحب أجمل صوت في زمانه وكل الأزمة صاحب الحنجرة الذهبية والذي كانت أحباله الصوتية من أجود أنواع الحرير، ولعل علم التلاوة لم يشهد صوتاً قريباً من صوته ومثل هذا المستوى الرفيع، وبالتأكيد فقد ترك الشيخ مصطفى إسماعيل فراغاً كبيراً في عالم التلاوة ومازال مكانه شاغراً حتى الآن وسيبقى شاغراً إلى آخر الزمان.
النرجسية " سحر الألفي/ كاتبة "
أكاد أسمع صوت ثرثرة عقلي وسط كل هذا الكم من الصمت الرهيب، أشعر بلهيب أفكاري تحت جليد خمول عقلي، ولكن لا شيء ملموس، أو بالأحرى لا أمتلك الطاقة الكافية لتحويل أفكاري إلى كلمات تكتب، فذهبت لأستكشف خللي الداخلي و أبحث عن طاقتي حتى أمسك قلمي وأكتب، قرأت كثيراً وعرفت أن كل مادة على هذا الكوكب لديها طاقة تحيط بها، وأن كل ما نراه حولنا هو طاقة منها جزء معين يتحول إلى شكل مادي، وجزء آخر أبى أن يتحول فلا نراه أو نلمسه، فيبقى على هيئة غير مادية تسمى بـ "الهالة " والهالات أنواع تتدرج من السواد القاتم إلى البياض الناصع وما بينهما من درجات لونية يشمل ملايين البشر.
وليس علينا أن نغوص في البحث عن هالة الآخرين أو هالتنا، لأننا سوف نغرق في وهم كبير ربما يقودنا إلى عقيدة السحر والشعوذة إذا لم نمتلك الإيمان القوي، فعلينا أن نركز بالجوهر لكي نمتلك البصيرة الكافية لقراءة البشر، وقد يستغرق ذلك وقتا لمعرفة طبيعة الأشخاص، لكن أصحاب العمق الجوهري يمتلكون هالة جميلة تميزهم عن أصحاب المظاهر، لما لديهم من هالة معينه، وأفضل أنواع البحث في جوهر النفس البشرية هو الغوص داخل جوهر ذاتك لأنه حتما ستجد "أنا " فقط أما الغوص في "الهالة" سوف يعرضك لهذا وذاك.
والهالة تشكل لك حماية وغلافا غير مرئي يسمح لروحك بالتنقل بخفة بين الطاقات الأخرى، ولا يستطيع الآخر اختراقه، وإذا حدث واخترقت فسيكون بسبب تعرضك لمصاصي الطاقة ممن يقتربون منك لسرقة طاقتك الإيجابية وتحويلها إلى سلبية كعملية إعادة شحن عن بعد، فهم بلا شك أشخاص وجودهم بحياتك خطر ولكن أخطرهم على الاطلاق ذلك "الشخص النرجسي" المريض "بالأنا" الذي فقد الاتصال مع الإله، ليستمد منه طاقته، فيسحبها من البشر المحيطين به.
النرجسي شخص لديه استحقاق مرتفع ، سلبي اتكالي غير مسؤول دوما لديه مبرر لإخفاقه عنده التباهي بماديات الحياه كالبيت والسيارة والماركات ومظهره وأكله ، وملبسه شيء أساسي واضح جليا للجميع، إنسان أقرب إلى المادية في كل شيء هالته أقرب إلى السوداء بالرغم من ظهوره كشخص إيجابي مقبل على الحياة، النرجسي لا يقدر على اتخاذ قرار في حياته ،إنجازاته كلها مبنية على مجهود غيره عنده مبرر لكل إخفاق وعلاقة لكل مشكلة يدعي الصراحة وهي أقرب ما يكون إلى الوقاحة وإيذاء مشاعر الآخرين، يتخذ من الغرور والكبرياء على الآخرين أسلوب حياة حتى يخفي عوار نفسه وضعفه الداخلي، ولأنه يعيش حياة مزيفة يستهلك الكثير من الطاقة ليقوم بتحويلها إلى مظاهر فيخترق محيط الإيجابيين حوله، يستهلك طاقتهم ويحولها لسلبيه بأسلوبه القاتل، ربما هو نفسه لا يعلم أن ما يفعله سلوك مرضي.
إن الوقوع في محيط شخص نرجسي سلبي مصاص طاقة أشبه بالانتحار بسلاح نفسي مدمر ، لذا وجب علينا الابتعاد عن مصاصي الطاقة وأصحاب الهالات السوداء كما نبتعد عن الحامل لعدوى وباء جائح، إن لم أكن أبالغ أشعر بتحسن الآن بعد أن عرفت سر انخفاض طاقتي وأكاد اجزم أن أغلب الأمراض النفسية وحتى السحر الأسود ليس إلا عبثا في محيط طاقة الأشخاص ليس أكثر .
سر الكون " محمد أسامة "
ما يحدث من فيضانات مرعبة في أماكن متفرقة من العالم بهذه الصورة، يبين مدى عجز الإنسان أمام الظواهر الطبيعية، بل تجعل التقدم الهائل في جميع المجالات عرضة للسخرية، فمنذ عامين تقريبا انتشر فيروس غير مرئي حير العالم بأكمله ومازال مستمراً، فيروس ضئيل في الحجم لا يرى بالعين المجردة غير من عادات وتقاليد العالم، وفرض سيطرته بقوة على الحياة اليومية للمجتمع، فعبد أن كانت الصفوف ملتحمة صار التباعد سمة، وتوقفت الأسلحة بجميع أشكالها أمام جندي من جنود الله، أتى ليحقق القول في الإنسان الذي ظن أنه قادر على الأرض.
الفيضانات تضرب الدول العظمى في مقتل، وبلغتهم التي يفهمونها ويسمونها غضب الطبيعة، وليكن ما يكن فالنتيجة واحدة، المياه تجرف كل شئ أمامها بلا رحمة، سلاح لم يفكر فيه البشر ولم يمتلكوا له آلة رادعة ومضادة، لم نسمع عن اختراع يصد الفيضانات وإلا كانت هذه الدول الصناعية ابتكرته وحمت حدودها من السيول، ولم يكن هناك اختراع لصد البرق والرعد أو الاستفادة من صغر الكون وأنه قرية صغيرة، لم يتم اختراع أي آلة تتحكم في تنظيم خطوات الرياح والأعاصير.
وسمعنا في الأيام القليلة الماضية عن صناعة شمس صينية، اخترعت لتضيء سماءها في الليل، وأعلن أن حرارتها أضعاف مضاعفة من حرارة الشمس التى نعرفها، وتناسوا وغفلوا أن هناك تحذير واضح من خالق الكون بعدم العبث في الثوابت والتجرؤ عليها، فالشمس التي تشرق كل يوم منذ البداية ومقدر لها عدد ساعات عمل بانتظام وبحكمة وبدرجة حرارة معينة، يراعى فيها مقاومة الأجساد الحية على الكون لها والتعايش معها، ووجود الظلام لحكمة ونظرية التعاقب الشمس والقمر والليل والنهار لتحقيق التوازن الكوني، فأما اختراع أشياء تعتبر من الثوابت فهو الجنون البشري والغرور التام.
لم تتراجع الفيضانات وتلك الظواهر الطبيعية عن تدمير مقدرات البشر إلا عندما يقر الإنسان ويعترف بضعفه وقلة حيلته ويؤمن بأن للكون رباً واحداً، فمهما بلغنا من سلطان العلم والمعرفة سنظل نجهل سر الكون وعظمته.
العيد في الحجر الصحي " إيمان الصقار /مهندسة ديكور "
لم يتخيل أحد أن تأتي أيام كالتي نعيشها تحت حصار فيروس مجهول، كائن لا يرى وقف بقوة أمام حرية البشرية، منع التنقل بين الدول وصار العالم فضاء واسعاً بعد أن كان قرية صغيرة، فبعد عودة أي شخص من وطنه أو السفر إليه يفرض عليه مدة حجر منزلي، لا يلتقي أحداً ولا يرى الضوء إلا من خلال النوافذ ومن وراء حجب، شعور صعب جدا أن تجبر على الامتناع من شئ أو تسلب الإرادة فجأة عند شخصيات لا تعرف القهر أو الاستسلام.
الحجر المنزلي عندما كان بشكل عام كان أخف بكثير من الحجر منفردا، مع أن البيت وما فيه من أشياء هي من اختياري، وفيه كل مقومات الحياة والرفاهية التي تغنيني عن التجول والخروج، لكن مجرد فرض الأمر الواقع، يثير بداخل الشخص إحساساً بالضعف والخوف وعدم التركيز، بل ينتابه بأن البيت الذي قضى فيه لحظات جميلة وله فيه ذكريات تحول فجأة إلى سجن.
إذا الشعور بالضجر من الحبس هو إحساس نابع من الوجدان، فمفتاح المنزل بيدينا ولكن تبنى الأسوار الوهمية بالقانون والسلوك المتحضر، فالحظر أيام العيد كان بمثابة درس قاس لفكرة المنع والقهر، لكن في الواقع أن احترام الإجراءات والقوانين يسهم في تهدئة النفس وتقبل الوضع، وتعلمت أن الحرية أغلى ما في الكون، والانطلاق لا يعني الخروج والتحليق في السماء ولكن الشعور بحرية اختيار وقت وزمن الانطلاق.
abdalmaqsud@hotmail.com
نحن السلام " نهلة خرستوفيدس/كاتبة "
نعم نحن السلام ونور للأجيال نسابق الزمن لنبعث الحياة في الوجدان نحن الأساس في كل العلاقات الاجتماعية والثقافية و الدينية و نحن من نصنع كل الاتجاهات، فهل يوجد سلام بدون وجود الانسان ؟ وهل توجد عقيدة بدون وجود إيمان ؟ وهل توجد حياة بدون ممات ؟ هكذا السلام بيدنا نحن أن نكون على مبدأ وإيمان بأننا سنحول الإنسان من مسميات البغض إلى الحب من الوجدان.
نحن من نؤمن بأن السلام موجود فهو كالرايات البيضاء في وسط أكوام الضباب ونحن من نخلق النور في عمق بقعة سوداء ونحن كل ورقة بيضاء كتب عليها السلام من الإيمان وعلينا الاتزان و مراجعة وصايا الرحمن.
نحن كمنارة العلم نرفع الأقلام لنكتب أهلا بكم في بلاد النهضة والعمران، وإذا تكلمنا عن الشعوب و حقوق الإنسان و من أبدع ما يكون أن تضع البلاد الأولوية القصوى لحقوق الإنسان و تعمل على ترسيخ القيم والاحترام وتعزيز مبدأ التسامح و العدالة و المساواة و يصبح من أهم اهتماماتها دعم العمل الإنساني والإغاثي تماشياً مع مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واستحداث وزارة للتسامح والتعايش، ووضع سياسات وقوانين لحماية حقوق العمال والطفل، والمرأة، وكبار السن ، وأصحاب الهمم، وتساهم على الصعيدين الإقليمي والدولي في مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر.
و نشدد على تعليم كافة الطلاب في المدارس والجامعات المبادئ و احترام رأي الآخر و حثهم على المساهمة في بناء الأوطان وصد أي فكر جاهل بمبادئ الأديان و تعاليمها الصحيحة، كذلك نؤكد على دور الشباب، فعلينا أن ننشئ و نهيئ لهم أماكن تتسع طاقاتهم و طموحاتهم لتحويلها إلى صناعات حيوية و ابتكارات علمية فيصبحوا في المقدمة بكامل الإنجازات.
أصحاب البصيرة " الشيماء محمد /خبير صحافة وإعلام "
قليلون جدا هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالبصيرة وقراءة الرسائل، فمن منا لم يجد من يعنف الأطفال لدخولهم المساجد وجلوسهم في الصفوف الأولى، هؤلاء الذين ينهرون الأطفال ويوبخونهم بوجوه عبسة عليها غضب وسخط، والطفل لا يقدر على الرد ولا يحاول المجادلة وما منه إلا أن يعود إلى الصف الأخير وفي ذهنه صورة هذا الوحش الكاسر الذي حطم فؤاد التعلق بالمسجد والتبكير في الحضور.
وهناك المعلم الذي يسخر من تلميذه حين يقرأ ويتلعثم في مخارج الألفاظ ويضحك عليه أقرانه، نفس الشخص الذي يمنع ابنه من المشاركة في الحوارات والجلوس مع الكبار بحجة أنه طفل صغير، وكم منا تعرض وهو طفل لتجاهل شخص يدخل على القوم فيسلم على الجميع ولم يرنا وسط المرحبين.
قليلون جدا من يشجعون الأطفال على حضور الصلاة في وقتها، قليلون جدا من كان يحمل في جيبه حفنة من الحلويات يوزعها على الأطفال في المسجد، وكم من إمام استمع ونصح بلا غضب لطلاب العلم وأرباب الحفظ، وكم من معلم تفهم معنى القدرات وتفاوت الذكاء والتحصيل واهتم بمن تأخر عن القراءة والفهم، وكم من شخص حرص على أن يكبر الصغير ويمنحه الثقة والقوة والأمان ليجده في مقدمة الذين يعملون في التنمية والتطوير.
النشء لديه عالمه الخاص ونظرته للمجتمع تختلف باختلاف البيئة والمعطيات السائدة، فالأطفال بشكل عام يتمتعون بسرعة بديهة ووعي وحفظ ملحوظ، ويرون الصورة مكتملة وواضحة وذلك لصفاء العقل وخلوه من ضغوط الحياة، فدرجة التركيز لديهم أعلى بكثير من اليافعين والكبار، فعلى من يتعامل مع هذه الفئة في مختلف المواقع أن يهتم به ويمنحه القدرة على التعبير والمشاركة وبث فيهم روح التعاون ونشر السلام النفسي بينهم ليتحقق الهدف ونستثمر فيهم القدوة والريادة.
مراحل الإنتاج التلفزيوني " معاذ الطيب /مخرج "
تنقسمُ عمليّة الإنتاج التلفزيوني إلى ثلاث مراحل متتالية، ومترابطة، وهي: مرحلة ما قبل الإنتاج، ومرحلة الإنتاج والتنفيذ، وأخيراً مرحلة ما بعد الإنتاج، وفيما يأتي تفصيلها:
المرحلة الأولى: مرحلة ما قبل الإنتاج وتتمّ هذه المرحلة عبر عدّة خطوات، وعلى النحو الآتي: الحرص على اختيار فكرة مبتكرة، وإبداعيّة تُلبي الهدف من البرنامج، وتُلامس الواقع، وتحترم قيم المجتمع، دون تعقيد. البحث عن المعلومات، والمصادر التي تدعم فكرة البرنامج، والإلمام بالمستجدات حول موضوع البرنامج، ومحاوره. تدوين ما تم التوصُّل إليه في نموذج تصوُّر البرنامج الذي يحتوي على خطة العمل، واسم البرنامج، ثم نوعه، وقالبه الفني، ومدته، وعدد حلقاته، وجمهوره المُستهدَف، وجدوله الزمني، وميزانيته. كتابة التصوُّر الكامل لشكل البرنامج، حسب سيناريو الحلقات، وكأنما تتمُّ رؤيته على شاشة التلفاز، وجعله مُتضمناً للنص، والصوت، والصورة، والمُؤثِّرات الأخرى، وكيفية تنقل المشاهد بين زوايا التصوير المختلفة.
المرحلة الثانية: مرحلة الإنتاج وتتم هذه المرحلة عبر عدة خطوات، وعلى النحو الآتي: تنفيذ البرنامج ميدانياً، من إعدادٍ وتجهيزٍ لموقع التصوير، والديكور، وتحديد زوايا التصوير، وكوادره. تصميم الإضاءة اللازمة للبرنامج، حيث لا بُد من تصميمها بدقّة، واحترافية، لأنها تُسهِم بشكل فعال في إثراء المشهد البصري، وإثراء اللغة الخاصة بالبرنامج، وبالتالي تحقق الأهداف المرجُوة منه. إعداد، وتنفيذ عملية التصوير، وهي ( كما ذُكِر سابقاً ) من أهمّ مراحل الإنتاج؛ لأنّ كيفيّة تنفيذها، ومدى إتقانها، هما بمثابة اللغة التي تتمّ مخاطبة المتلقي بها بصريًا، فتَجذبُه، وتجعله يندمج مع اللحظة المصورة، ومن الجدير بالذكر أنّه وبالتزامُن مع التصوير، فإنّ المشهد يتصدره دورُ المخرج، وذلك من خلال الموازنة بين عناصر اللغة البصرية، لإيصال الرسالة، أو الرسائل المرجوة للمشاهد.
المرحلة الثالثة: مرحلة ما بعد الإنتاج وتتم هذه المرحلة عبر عدة خطوات، وعلى النحو الآتي: فرز المقاطع المصورة، وفهرستها، واختيار الأفضل من بينها، دون التأثير في تمام معنى الرسالة، أو متطلباتها. تنفيذ عملية المونتاج، حيث يتم جمع، ودمج المقاطع المختارة، وذلك حسب تسلسل السيناريو. تسجيل بعض المُؤثرات، والتعليقات، والموسيقى الصوتية على المواد المصورة. مزج الأصوات مع بعضها البعض، حيث إنّ تسجيل الأصوات لا يكفي دون مزجها. إضافة التصميم الجرافيك المُصاحِب للصورة، والصوت والذي يساعد في التعريف بالمتحدثين، أو اي معلومات أخرى تتعلق بالبرنامج. نسخ المنتج النهائي ضمن أكثر من نسخة، وبذلك يكون البرنامج قد أصبح جاهزاً للبث على شاشات التلفزة.
نقرة وصخرة " ميرا علي /كاتبة "
الحياة تبدأ ببهجة ويتلقفها الآخرون بكثير من التساؤلات أحياناً، وبالفلسفة أحياناً أخرى، إن فرصة منح الحياة قطعاً ليس أمراً مزعجاً حتى يترجم صياح الطفل صياحاً بالكيفية المتعارف عليها، إذا لماذا يصيح الطفل؟ اسألوا الطفل!
تحدثنا المرويات عن ميلاد أول كائن بشري، وعن كيفية خلقه على يد صانعه وخالقه رب العزة سبحانه، وعلى الرغم من اختلاف الروايات ودقة مصداقيتها، وأيها حقيقي من غيرها الأسطوري والمتفق عليه والملفق، تشير إلى أن آدم أبو البشر لم يسمع له صياح ولا انزعاج، وأن يقظته الأولى كانت مسرورة مطمئنة ومتأملة مع ما يشوبها من فضولٍ لمعرفة واكتشاف الحياة المتاحة التي اختزلتها عيناه فيما كان يرى .
وبما أن آدم كان النموذج الكامل للإنسان فهو لم يخلق صغيرا وتطور لاحقا بالمراحل التي يمر بها المولود طفلا إلى أن يصل كاملا بإيهاب بدني وعضلي وعقل ووعي وإدراك، إذا آدم لم ينزعج ولم يصح أو يبكي، فلماذا يصيح الطفل إذاً؟ اسألوا الطفل!
كل من على هذه الأرض أوجه إليهم سؤالي ولا أستثني منهم حتى أنا التي كنت طفلة فيما مضى عن صياحنا، ولا أشك مطلقاً بأن يقيني هو اليقين أنه لا أحد منا يعلم لم كنا نصيح! وأي معلومة تأتي عن ذلك السر فهي غير مسموحة الدخول بالنقر فحسب على زر الإدخال لتثبيتها في عقول الباحثين. العقل البشري لا يكل ولا يمل بحثاً عن أي شيء، طالما كان لذلك الشيء مثاره من الفضول، وهذا ما جعل الإنسان مبتكرا في وقت حاجته ومتطورا في وقت راحته ورخائه، والعلم لا زال يتطلع إلى طلابه وتلاميذه بنظرة الراضي في إنكارهم والمستنكر في إرضائهم ليستمروا بارتباطهم العقلي والفكري لإعمار الأرض التي سخرت لهم، فلا نقرة تسمح لمرور ما تيسر من أي معلومة دون دليل، ولا صخرة تعيق إرادة جبارة ناطحت السحاب، وبلغت آفاق الفضاء، إنه الإنسان.
الشيخ مصطفى إسماعيل " مازن تميم /كاتب "
في سن الخامسة عشرة من عمره سافر الشيخ الفاضل إسماعيل إلى كفر الشيخ لإحياء مأتم أحد أثرياء الريف ولم يكن في هذا المأتم إلا الشيخ منصور بدار، وحيث من عادة الأعيان إحياء المآتم ثلاثة أيام بأصوات أشهر المقرئين وكان الشيخ منصور بدار من أشهر وأعظم المقرئين على مستوى العالم الإسلامي وفي وجود الشيخ منصور لا يجرؤ أي مقرئ آخر من المشاهير على الاشتراك في المأتم منعاً للإحراج، كما لم يكن أحد من المستمعين يسمح لغير الشيخ منصور بالقراءة لذالك كان أصحاب المأتم يستعينون ببعض الصبية الصغار في فترة راحة الشيخ منصور، وكان من بين هؤلاء الصبية صبي صغير في الخامسة عشرة من عمره حسن الصوت واشتهر بين المقرئين والمترددين على مسجد السيد البدوي بطنطا وكان أجره في الليلة الواحدة خمسة قروش مع الإقامة الكاملة لمدة ثلاثة أيام، ولكن لم تسنح لهذا الصبي الفرصة للجلوس على دكة المقرئين إلا في الليلة الثالثة وبعد صلاة المغرب حين أدرك التعب الشيخ منصور وذهب ليستريح في غرفة النوم لعدة ساعات فصعد الصبي مصطفى إسماعيل على الدكَة وسط تذمر واعتراض الناس بالمئات ثم بالألوف للاستماع إلى هذا الشيخ الصبي واستيقظ الشيخ منصور على الضجة وخرج ليستطلع الأمر فوجد جمهور المعزين يلتفون حول الشيخ الصغير وصدورهم تكاد تنفجر من شدة الإعجاب فتقدم نحو الدكَة ودفع الشيخ الصغير على الأرض بيده وجلس على الدكَة وبدأ بالقراءة.
ولطيبة قلب الشيخ الصغير لم يرد الإهانة ولكن بعد ليلة وبعد تدهور حالة الشيخ منصور بدار رآه مصطفى إسماعيل يزاحم على دكان بقالة ليحصل على بعض الجبن والطرشي.. مرتدياً جلباباً وشبشباً، فرثى الشيخ مصطفى إسماعيل لحاله وواصل طريقه إلى الإسكندرية وكان ذالك عندما كان الشيخ مصطفى إسماعيل في شهرته وجده.
وفي عام 1930 كان الشيخ محمد رفعت يقرأ في طنطا وكان الشيخ مصطفى إسماعيل لا يزال شاباً، ووقتها وفد الألوف إلى طنطا ليسمعوا الشيخ محمد رفعت كالعادة عندما يكون الشيخ محمد رفعت في أي مكان يقرأ فيه وفي هذه الليلة قرأ الشيخ رفعت كما لم يقرأ من قبل وعند منتصف الليل أحس بالتعب فآثر أن يرتاح لمدة ساعة، وفجأة شق شاب في الثانية والعشرين طريقه إلى الدكَة وجلس يقرأ القرآن الكريم لحين يرتاح الشيخ محمد رفعت، وعندما بدأ بالقراءة تعالت الأصوات طالبة منه التوقف عن هذه القراءة فليس بعد صوت الشيخ محمد رفعت صوت يسمع، ولكنه بعد برهة ما لبثت هذه الأصوات تنخفض وتختفي وران الصمت العميق على الرادفة لا يقطعه إلا صوت الشيخ الصداح، وطلب الشيخ محمد رفعت أن يرى هذا الشاب الصغير وعندما وقف أمامه قبل يد الشيخ رفعت وقال له الشيخ رفعت: بارك الله فيك سينفع الله بك المسلمين.
ومنذ تلك الليلة لمع اسم الشيخ مصطفى إسماعيل في مدينة طنطا، وفي عام 1942 استقر الشيخ مصطفى في القاهرة تاركاً طنطا وانضم إلى اتحاد تضامن القراء وقدم نفسه للناس عن طريق الإذاعة عام 1946 وقفز أجره في الليلة إلى خمسين جنيهاً ثم مائة ثم مائتي جنيه، وعاش الشيخ مصطفى إسماعيل عيشة رغيدة وكان يقضي جانباً من الشتاء في الأقصر أو أسوان وجانباً من الصيف في بور سعيد أو الإسكندرية.
وكان أول أجر تقاضاه خمسة قروش في الليلة عام 1925، ولكن في عام 1952 تقاضى مائتين وخمسين جنيهاً في الليلة، كان الشيخ مصطفى إسماعيل هو أول مقرئ يشترك بصوته في الأفلام وكان أو مقرئ يسافر بدعوات خاصة لإحياء بعض المناسبات وكان صوته من أجمل الأصوات في هذا الوقت بل أجمل من صوت المطربين، إنه صوت من ذهب ولو أنه اتجه للغناء مثلاً لكان أعظم مغني أوبرا في العصر الحديث وليس لصوته نظير في الطبقات العليا وصاحب طريقة فذة في القراءة فرضت نفسها وأجبرت الكثير من القراء على تقليدها بدءاً من الشيخ طه الفشني إلى الشيخ محمود البنا وهو أمام المقرئين باعتراف المقرئين أنفسهم.
ولكن كان عيبه الوحيد عدم الاطلاع على كتب الإبداع المصري والعربي ولم يهتم بلقاء طه حسين أو توفيق الحكيم، وكان رجلاً كريماً يعرف أقدار الرجال وكثيرا ماقضى سهرات ليالي رمضان في منزل أنور السادات في الهرم وهناك كان يقابل إحسان عبد القدوس وسامي داوود وسعيد سنبل وكمال الملاخ وكامل الشناوي وأنيس منصور و زكريا الحجاوي وأحمد بهاء الدين وطوغان وإيهاب وجمال كامل وكان كل هؤلاء يسهرون في رمضان عند أنور السادات.
وكان مصطفى إسماعيل يبدو في أحسن حالاته وهو يقرأ في حفل رسمي أوفي بيت مسؤول، ودوى صوته وصيته وشهرته كالبطل في جميع أنحاء العالم الإسلامي والعربي وظهر المئات من المقرئين الذين يقلدون طريقته ويتبعون أسلونه وبالرغم من أنه زار معظم الدول العربية والإسلامية إلا أنه لم يهتم بتسجيل قراءاته في هذه الدول. رحم الله الشيخ مصطفى إسماعيل صاحب أجمل صوت في زمانه وكل الأزمة صاحب الحنجرة الذهبية والذي كانت أحباله الصوتية من أجود أنواع الحرير، ولعل علم التلاوة لم يشهد صوتاً قريباً من صوته ومثل هذا المستوى الرفيع، وبالتأكيد فقد ترك الشيخ مصطفى إسماعيل فراغاً كبيراً في عالم التلاوة ومازال مكانه شاغراً حتى الآن وسيبقى شاغراً إلى آخر الزمان.
النرجسية " سحر الألفي/ كاتبة "
أكاد أسمع صوت ثرثرة عقلي وسط كل هذا الكم من الصمت الرهيب، أشعر بلهيب أفكاري تحت جليد خمول عقلي، ولكن لا شيء ملموس، أو بالأحرى لا أمتلك الطاقة الكافية لتحويل أفكاري إلى كلمات تكتب، فذهبت لأستكشف خللي الداخلي و أبحث عن طاقتي حتى أمسك قلمي وأكتب، قرأت كثيراً وعرفت أن كل مادة على هذا الكوكب لديها طاقة تحيط بها، وأن كل ما نراه حولنا هو طاقة منها جزء معين يتحول إلى شكل مادي، وجزء آخر أبى أن يتحول فلا نراه أو نلمسه، فيبقى على هيئة غير مادية تسمى بـ "الهالة " والهالات أنواع تتدرج من السواد القاتم إلى البياض الناصع وما بينهما من درجات لونية يشمل ملايين البشر.
وليس علينا أن نغوص في البحث عن هالة الآخرين أو هالتنا، لأننا سوف نغرق في وهم كبير ربما يقودنا إلى عقيدة السحر والشعوذة إذا لم نمتلك الإيمان القوي، فعلينا أن نركز بالجوهر لكي نمتلك البصيرة الكافية لقراءة البشر، وقد يستغرق ذلك وقتا لمعرفة طبيعة الأشخاص، لكن أصحاب العمق الجوهري يمتلكون هالة جميلة تميزهم عن أصحاب المظاهر، لما لديهم من هالة معينه، وأفضل أنواع البحث في جوهر النفس البشرية هو الغوص داخل جوهر ذاتك لأنه حتما ستجد "أنا " فقط أما الغوص في "الهالة" سوف يعرضك لهذا وذاك.
والهالة تشكل لك حماية وغلافا غير مرئي يسمح لروحك بالتنقل بخفة بين الطاقات الأخرى، ولا يستطيع الآخر اختراقه، وإذا حدث واخترقت فسيكون بسبب تعرضك لمصاصي الطاقة ممن يقتربون منك لسرقة طاقتك الإيجابية وتحويلها إلى سلبية كعملية إعادة شحن عن بعد، فهم بلا شك أشخاص وجودهم بحياتك خطر ولكن أخطرهم على الاطلاق ذلك "الشخص النرجسي" المريض "بالأنا" الذي فقد الاتصال مع الإله، ليستمد منه طاقته، فيسحبها من البشر المحيطين به.
النرجسي شخص لديه استحقاق مرتفع ، سلبي اتكالي غير مسؤول دوما لديه مبرر لإخفاقه عنده التباهي بماديات الحياه كالبيت والسيارة والماركات ومظهره وأكله ، وملبسه شيء أساسي واضح جليا للجميع، إنسان أقرب إلى المادية في كل شيء هالته أقرب إلى السوداء بالرغم من ظهوره كشخص إيجابي مقبل على الحياة، النرجسي لا يقدر على اتخاذ قرار في حياته ،إنجازاته كلها مبنية على مجهود غيره عنده مبرر لكل إخفاق وعلاقة لكل مشكلة يدعي الصراحة وهي أقرب ما يكون إلى الوقاحة وإيذاء مشاعر الآخرين، يتخذ من الغرور والكبرياء على الآخرين أسلوب حياة حتى يخفي عوار نفسه وضعفه الداخلي، ولأنه يعيش حياة مزيفة يستهلك الكثير من الطاقة ليقوم بتحويلها إلى مظاهر فيخترق محيط الإيجابيين حوله، يستهلك طاقتهم ويحولها لسلبيه بأسلوبه القاتل، ربما هو نفسه لا يعلم أن ما يفعله سلوك مرضي.
إن الوقوع في محيط شخص نرجسي سلبي مصاص طاقة أشبه بالانتحار بسلاح نفسي مدمر ، لذا وجب علينا الابتعاد عن مصاصي الطاقة وأصحاب الهالات السوداء كما نبتعد عن الحامل لعدوى وباء جائح، إن لم أكن أبالغ أشعر بتحسن الآن بعد أن عرفت سر انخفاض طاقتي وأكاد اجزم أن أغلب الأمراض النفسية وحتى السحر الأسود ليس إلا عبثا في محيط طاقة الأشخاص ليس أكثر .
سر الكون " محمد أسامة "
ما يحدث من فيضانات مرعبة في أماكن متفرقة من العالم بهذه الصورة، يبين مدى عجز الإنسان أمام الظواهر الطبيعية، بل تجعل التقدم الهائل في جميع المجالات عرضة للسخرية، فمنذ عامين تقريبا انتشر فيروس غير مرئي حير العالم بأكمله ومازال مستمراً، فيروس ضئيل في الحجم لا يرى بالعين المجردة غير من عادات وتقاليد العالم، وفرض سيطرته بقوة على الحياة اليومية للمجتمع، فعبد أن كانت الصفوف ملتحمة صار التباعد سمة، وتوقفت الأسلحة بجميع أشكالها أمام جندي من جنود الله، أتى ليحقق القول في الإنسان الذي ظن أنه قادر على الأرض.
الفيضانات تضرب الدول العظمى في مقتل، وبلغتهم التي يفهمونها ويسمونها غضب الطبيعة، وليكن ما يكن فالنتيجة واحدة، المياه تجرف كل شئ أمامها بلا رحمة، سلاح لم يفكر فيه البشر ولم يمتلكوا له آلة رادعة ومضادة، لم نسمع عن اختراع يصد الفيضانات وإلا كانت هذه الدول الصناعية ابتكرته وحمت حدودها من السيول، ولم يكن هناك اختراع لصد البرق والرعد أو الاستفادة من صغر الكون وأنه قرية صغيرة، لم يتم اختراع أي آلة تتحكم في تنظيم خطوات الرياح والأعاصير.
وسمعنا في الأيام القليلة الماضية عن صناعة شمس صينية، اخترعت لتضيء سماءها في الليل، وأعلن أن حرارتها أضعاف مضاعفة من حرارة الشمس التى نعرفها، وتناسوا وغفلوا أن هناك تحذير واضح من خالق الكون بعدم العبث في الثوابت والتجرؤ عليها، فالشمس التي تشرق كل يوم منذ البداية ومقدر لها عدد ساعات عمل بانتظام وبحكمة وبدرجة حرارة معينة، يراعى فيها مقاومة الأجساد الحية على الكون لها والتعايش معها، ووجود الظلام لحكمة ونظرية التعاقب الشمس والقمر والليل والنهار لتحقيق التوازن الكوني، فأما اختراع أشياء تعتبر من الثوابت فهو الجنون البشري والغرور التام.
لم تتراجع الفيضانات وتلك الظواهر الطبيعية عن تدمير مقدرات البشر إلا عندما يقر الإنسان ويعترف بضعفه وقلة حيلته ويؤمن بأن للكون رباً واحداً، فمهما بلغنا من سلطان العلم والمعرفة سنظل نجهل سر الكون وعظمته.
العيد في الحجر الصحي " إيمان الصقار /مهندسة ديكور "
لم يتخيل أحد أن تأتي أيام كالتي نعيشها تحت حصار فيروس مجهول، كائن لا يرى وقف بقوة أمام حرية البشرية، منع التنقل بين الدول وصار العالم فضاء واسعاً بعد أن كان قرية صغيرة، فبعد عودة أي شخص من وطنه أو السفر إليه يفرض عليه مدة حجر منزلي، لا يلتقي أحداً ولا يرى الضوء إلا من خلال النوافذ ومن وراء حجب، شعور صعب جدا أن تجبر على الامتناع من شئ أو تسلب الإرادة فجأة عند شخصيات لا تعرف القهر أو الاستسلام.
الحجر المنزلي عندما كان بشكل عام كان أخف بكثير من الحجر منفردا، مع أن البيت وما فيه من أشياء هي من اختياري، وفيه كل مقومات الحياة والرفاهية التي تغنيني عن التجول والخروج، لكن مجرد فرض الأمر الواقع، يثير بداخل الشخص إحساساً بالضعف والخوف وعدم التركيز، بل ينتابه بأن البيت الذي قضى فيه لحظات جميلة وله فيه ذكريات تحول فجأة إلى سجن.
إذا الشعور بالضجر من الحبس هو إحساس نابع من الوجدان، فمفتاح المنزل بيدينا ولكن تبنى الأسوار الوهمية بالقانون والسلوك المتحضر، فالحظر أيام العيد كان بمثابة درس قاس لفكرة المنع والقهر، لكن في الواقع أن احترام الإجراءات والقوانين يسهم في تهدئة النفس وتقبل الوضع، وتعلمت أن الحرية أغلى ما في الكون، والانطلاق لا يعني الخروج والتحليق في السماء ولكن الشعور بحرية اختيار وقت وزمن الانطلاق.