رئيس الدولة ورئيس وزراء اليونان يؤكدان أهمية التسوية السلمية للنزاعات والأزمات في المنطقة والعالم
شخصيات في حياتنا
يبدو للعامة أن العمل التطوعي في المجال الخيري والإنساني بسيط وهين، لكن معرفتي بالسيرة الذاتية لسعادة ناصر الجنيبي المدير التنفيذي لمؤسسة الاتحاد الخيرية، أثبتت غير ذلك فهذا العمل شاق ومرهق جداً، وبقدر السعادة التي يشعر بها العاملون أثناء تقديم المساعدات إلا أن مأساة الحالات وقصصهم ترهق النفس وتشتت الفكر وتضع على عاتقهم مسؤولية إدخال البهجة والسرور على وجوه المحتاجين للمساعدات.
شارك الجنيبي في الأعمال الخيرية منذ زمن طويل، انخرط في حالات المحتاجين وتأثر بانكسار الأيتام وتعفف الأرامل وصمت الفقراء، مسيرة علمته معنى الحب والود والرأفة، تعلم أن يرى بقلبه ويمد يد العون بكل ما يملك من أصحاب الأيادي البيضاء، أسس لجمعيات خيرية أقساماً، وترأس فرق عمل مازالوا يذكرون فن إدارته المبنية على التشاور والابتكار في البحث عن المحتاجين، تعلم أن هناك أسر متعففة تئن من الجوع والفقر والمرض، ولا تسأل، فاهتم بهؤلاء الأسر ومنحهم فرصة للحياة الكريمة، إيماناً منه أن دور الجمعيات الخيرية توصيل التبرعات بكل أمانة لمستحقيها. وبدورنا نتعلم من هؤلاء الناس الذين يتمتعون بالطاقة الإيجابية، الذين يغرسون في وجداننا عمل الخير والشعور بالآخر، وأن العمل الخيري والإنساني يستمد من فكرة حب العطاء واتباع الموروث الثقافي لدولة الإمارات من بسط يد القيادة الرشيدة للجميع بدون تفرقة بين مواطن ومقيم، لا تفرق بين العرق واللون واللغة، الكل تحت مظلة العمل الخيري والإنساني. بجهد وتعب ومتابعة حثيثة من القيادة العليا لمؤسسة الاتحاد الخيرية، تم تطوير منظومة التعليم بمدارس المنار الخاصة التابعة للمؤسسة، لقد تمكن من رفع معدل أداء المعلم وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب والطالبات، إيمانا أن التعليم هو أساس التنمية واستشراف المستقبل، ودائماً ما يقول: إن هذا النجاح ما كان ليكون موجوداً إلا بتوجيهات القيادة الرشيدة، وما يستمده من عزيمة إنما جاء من خلال حث القيادة الحكيمة على دعم فعل الخير واستمرار العطاء ورفع المعاناة عن كاهل المحتاجين. تعلمت من ناصر الجنيبي معنى التواضع وأن السعادة تأتي من إسعاد الآخرين، وهذه الأشياء السامية تحتاج لنفس مطمئنة لتطبيقها على أرض الواقع، خصوصاً وأنه يذكر فضل الناس ويعطي الكل حقه فيما قدم، وينسب الفضل إلى مستحقيه، لا ينسب الفضل إلى نفسه، بل يقول: إنه ترس في المنظومة تضم قيادة رشيدة، ومحسنين، ومحتاجين، وما عليه سوى تنفيذ فكرة القيادة وتوزيع عطايا المحسنين على المحتاجين.