آيات الله في خلقه

آيات الله  في خلقه

كان الرسول عليه السلام يحاول تحفيز الناس على الإيمان بالله من خلال إعمال العقل فيما يرونه بأعينهم ويلمسونه بأياديهم، فجاءت الآية القرآنية تقول” خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ” (النحل:3)، وهى تشير إلى أن الله خلق السموات والأرض بإرادته سبحانه وتعالى وأظهر فيهما قدرته، وجعل فيهما آيات تدعو إلى التفكير من أجل الإيمان بالخالق العظيم وضرورة التطلع إلى الكون واتخاذه كتابا إلهيا تختلط فيه القراءة بالذكر والسجود لله، وذلك هو شأن الدين الواحد الذى يدين به البشر جميعا ويقرأونه بكل اللغات، وحيثما كان الإنسان فإنه يتطلع إلى الكون من مكانه لإدراك كلمات الله الدالة على خلقه في كتاب الكون العظيم والتي تملأ صفحاته السموات والأرض، ففي كل كلمة آية ودليل وبرهان تفرض على الإنسان السجود الدائم لله سبحانه وتعالى، كما تدعو كل آية إلى المزيد من العلم القائم على التفكير، ويؤدى ذلك كله إلى صقل عقلية الإنسان ودفعه نحو الذكاء وما يترتب عليه من حضارة وتقدم، فخلق السموات والأرض ليس له حدود في المعرفة رغم ما يدعو إليه من فكر وعلم وعبادة، فكل ما خلقه الله في السماء أو في الأرض يرتبط بالحق فلا ترتطم الشمس بالأرض، وكل الكواكب تتمتع بحق يحفظها ويحميها حتى لا تتصادم وتتحطم بفعل الجاذبية، وخلقة الله تجعل لكل كوكب فلكا خاصا به يمكنه من السباحة في الفضاء دون التجاوز للحدود والحقوق “ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” (الأنبياء:33)، ولذلك فإن الآية الكريمة وجهت الأنظار نحو الحق وضرورة الأخذ به وخلاف ذلك يكون الباطل، وهذا مايدعو إليه الشرك بالله فهو باطل ومن أجل ذلك كانت دعوة التوحيد، ومن آيات الله في الكون أيضا خلق الإنسان “خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ” (النحل:4)، وذلك أمر يدعو بوضوح إلى المقارنة بين الحق والباطل وأيضا المقارنة ما بين طهارة النطفة ونجاسة الشرك، فالإنسان مخلوق من طهارة ومن قبل نفخ الله بروحه في آدم أبي الإنسانية ثم جعله خليفة له في الأرض، ثم منَّ عليه بعلم يفوق علم الملائكة وزكّاه بالحكمة ومع ذلك كله فإذا هو خصيم مبين، ولقد وضحت الخصومة في الشرك بالله والظلم الذى يقع على الإنسان والقسوة التي يمارسها، فلماذا يأخذ الإنسان موقع الخصيم المُبين لله خالقه سبحانه وتعالى وإلى متى تستمر الخصومة؟، ورغم ذلك يخاطب القرآن البسطاء من الناس وتلك حكمة بالغة يلتقى حولها العقلاء والسفهاء، كما تسعى الآيات القرآنية لمزيد من الوضوح فتتحدث عن خلق الأنعام التي تتعايش مع الإنسان وتشترك معه في الحياة ويشير إلى خواصها ومنافعها، كما جاء في الآية «وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ» (النحل:5)، وهذا يجعل الباحث يزداد تأملا فى آيات الله ، فالإنسان حينما يستشعر برودة الجو يذكّره القرآن بالدفء، حيث ينسج من الوبر والشعر الناتج من الجمال والأغنام ملابس وأغطية ومن جلودها يصنع النعال والخيام، وذلك الدفء وتلك المنافع تذكر الإنسان برحمة الخالق به كما إنه يأكل لحومها لتعينه على غذاء يقيم به حياته، حقا إنها وقفات تستحق التفكير والشكر على نعم الله وضرورة الإيمان به.


www.zeinelsammak.com

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot