نافذة مشرعة

أفغانستان وإفلاس النخب الحاكمة...!

أفغانستان وإفلاس النخب الحاكمة...!


   في أعقاب الفوضى الأفغانية، دعا زعيم مجلس الشيوخ الجمهوري ميتش ماكونيل إلى استقالة جزء من حكومة جو بايدن... إلا ن الضرر أعمق.
   يشير الانسحاب الكارثي للقوات الأمريكية إلى عدم الكفاءة المروعة للنخب الأمريكية في السياسة الخارجية، عدم كفاءة يعود تاريخها إلى عدة عقود، ووصلت هذه المرة إلى أعماق مرعبة حيث ذهب الجيش الأمريكي إلى حد نشر قوائم بأسماء وعناوين المتعاونين الأفغان ... مع طالبان! إن إفلاس النخب الأمريكية في السياسة الخارجية، يعني أن حلفاء الولايات المتحدة يجب أن يعتمدوا على أنفسهم أكثر، مع التكاليف الهائلة التي ينطوي عليها هذا الالتزام.

1 -ما هي أمثلة عدم الكفاءة الأمريكية في السياسة الخارجية؟
   من بين أسوأ أخطاء الحكومات الأمريكية، يمكننا أن نستشهد بالتقارب مع الصين، الذي مكّن هذه الاخيرة عام 1972 من اكتساب التكنولوجيا المتقدمة. وبهذه التقنيات، يتسنّى للصين اليوم أن تأمل في السيطرة على العالم. ويفسر التخلي عن روسيا، التي كان ينبغي أن تستفيد من خطة مارشال بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، جزئيًا صعود فلاديمير بوتين وتقاربه مع الصين. وإن غزو العراق وعواقبه على صعود الأصولية الدينية أو الحفاظ على النظام الشمولي الإيراني، هو مثال آخر على خطأ تاريخي. وكل هذه الأخطاء، قوّضت الهيمنة الأمريكية والغربية في العالم.

2 -ما هي أسباب هذا الإفلاس؟
   أسباب إفلاس النخب الأمريكية في السياسة الخارجية متعددة: لوبي النفط ومصنعي الأسلحة وما إلى ذلك، يشرحون جزءً من الأخطاء. ولكن في أغلب الأحيان، وفي نهاية التحليل، تغلّب المشاعر على العقل. وهكذا، كان ريتشارد نيكسون مهووسًا بالرغبة في صنع التاريخ، ويبدو أن نقص الدعم لروسيا متجذر في كره طويل الأمد لتلك البلاد بين كبار المسؤولين العسكريين، وكان غزو العراق استجابة لرغبة بوش الابن في إنهاء الحرب التي بدأها والده.

3 -ما هو الخطأ الجوهري في أفغانستان؟
   كانت الحرب على أفغانستان مبررة، غير أن قصفا مكثفا ضد قوات طالبان كان سيفي بالغرض، ومن المحتمل أن يكون الشعب الأفغاني قد طرد طالبان من السلطة. لكن لا، كان على القوات الأمريكية أن تنتشر في البلاد، رغم سابقة القوات البريطانية والسوفياتية، ورغم الهزيمة الأمريكية في فيتنام... إن تخمين القادة الأمريكيين واعتزازهم بالنفس، يفسر جزئياً هذا الاختيار السيئ.

4 -ما هي الأسباب الأخرى؟
   عدة أسباب أخرى تفسر الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها النخب الأمريكية في السياسة الخارجية. وتشمل هذه، المعتقدات الدينية بجميع أنواعها التي تمنع المكافحة الفعالة ضد الإسلاموية، وتسجن القادة في الاعتبارات الأخلاقية حيث تكون الواقعية السياسية هي المطلوبة. وبالمثل، فإن أوجه القصور لدى العديد من القادة في اللغات الأجنبية وفي السياسة الدولية، تساهمان في هذا الإفلاس.

5 -ما هي الدروس لكندا؟
   توضح صعوبة إجلاء الرعايا الكنديين من أفغانستان دون مساعدة أمريكية نقاط ضعف كندا في الخارج.
 والمطلوب أن يكون الجيش الكندي أكثر قوة، وأن يمتلك المزيد من الموارد. خلاف ذلك، ستكون كندا تحت رحمة البلدان الأخرى بشكل متزايد. كما يجب أن يتقلص اعتماد وارتهان كندا للولايات المتحدة. ولكن للوصول إلى هناك، تحتاج كندا إلى قادة يفكرون بمفردات المصالح، وليس قادة يروجون لأخلاق بماء الورد.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot