حكايات على مائدة العشاء
أمومة 1
لم تكن فكرية مجرد أم، متفرغة للطبخ والكنس وغسيل الملابس والأطباق والاعتناء بحفنة من الأبناء الذكور في أعمار غير متقاربة بالنسبة لمفهوم المجتمع، ولم تكن تلك الزوجة التى تتمتع بالخنوع الأنثوي وترك الأمور لرب البيت، فكانت تؤمن بفلسفة لم تقرأها وبعلوم لم تدرسها وإنما كانت تمارس حياتها بنظرية الكبرياء لكونها أمرأه، وأن وجودها في الحياة أنثى لسبب، كل من عرفها وتقرب منها كان يشيد برجاحة عقلها وثقتها في نفسها ويشيد بعزة نفسها، حتى أنني استمعت لها يوما وهى تختلف مع زوجها في الحوار على مائدة العشاء، حين قال أن المرأة لن تدخل الجنة إلا برضى زوجها، بمجر أن انته من الجملة أحمرت وجنتيها وتركت ما بيها وعلقت في حزم وقوة “إن كنت سأدخل الجنة بموافقتك فلا أريد أن أدخلها” وعلقت قائلة كيف تقف المرأة أمام أبواب الجنة منتظرة الإذن من رجل من الممكن أن يكون من أهل النار أو أفعاله في الدنيا كانت على غير هدى
ملت لرأيها في تلك الجلسة وتساءلت لابد أن في الحديث تفسير مغاير لواقع الفهم الضيق، ووجدت الإجابة منها هى نفسها، حين قالت أفهم أن المرأة لم تدخل الجنة إذا أغضبت زوجها أو خالفت شرع أمر به الله تجاهه، أما أن تنتظر موافقته وتعلق مشيئة الله في دخولها الجنة من عدمه، فأكيد في الأمر شيء لم أفهمه، أدركت أنني أمام سيدة أمية لا تجيد القراءة ولا الكتابة وإنما لديها ما يدون وما يفيد
استقبل الزوج كلامها بالضحك وامتص غضبها وعاد الحوار إلى انسيابية اللغة مع استكمال العشاء، في الوقت الذي كنت أتابع نظرات فكرية لزوجها من وقت لآخر وهو ينظر في الطبق الذي أمامه وعلى وجهه ابتسامة خفيفة وكأنه متابع نظراتها المصحوبة بافتراس مغمس بالود
استمر الحوار إلى ما بعد رفع العشاء ووقت احتساء الشاي وسط أجواء مفعمة بالحيوية وتبادل الكلمات التى تنتهى أما بالضحك أو بإماءات توحي بالقبول أو الاعتراض، وأنا أتابع الحوار بحرص وتمعن شديدين، ولما كبرت أدركت أن فكرية حالة منفردة تثبت أن العلوم الممنهجة التى تدرس في كتب التعليم الأساسي والجامعات ما هى إلا تجارب لمفكرين واختزال الأمور الحياتية في نقاط تحولت بعد ذلك لعلم يدرس ومفاهيم تعلم وخبرات تنقل بين الأجيال، ووقت دراستي للإعلام اكتشفت أن مادة العلاقات العامة مثلا تم وضعها في منهج علمي عام 1945 في حين أن خصائصها تمارس على أرض الواقع منذ وجود الإنسان، ونقيس على ذلك الطب والهندسة وتأسيس الشركات وغيرها من الجوانب العلمية في حياتنا اليومية.
إذا فكرية سيدة كونتها البيئة وعزز قدرتها على التفكير عقلها الناضج ورؤيتها الثاقبة للأمور
ملت لرأيها في تلك الجلسة وتساءلت لابد أن في الحديث تفسير مغاير لواقع الفهم الضيق، ووجدت الإجابة منها هى نفسها، حين قالت أفهم أن المرأة لم تدخل الجنة إذا أغضبت زوجها أو خالفت شرع أمر به الله تجاهه، أما أن تنتظر موافقته وتعلق مشيئة الله في دخولها الجنة من عدمه، فأكيد في الأمر شيء لم أفهمه، أدركت أنني أمام سيدة أمية لا تجيد القراءة ولا الكتابة وإنما لديها ما يدون وما يفيد
استقبل الزوج كلامها بالضحك وامتص غضبها وعاد الحوار إلى انسيابية اللغة مع استكمال العشاء، في الوقت الذي كنت أتابع نظرات فكرية لزوجها من وقت لآخر وهو ينظر في الطبق الذي أمامه وعلى وجهه ابتسامة خفيفة وكأنه متابع نظراتها المصحوبة بافتراس مغمس بالود
استمر الحوار إلى ما بعد رفع العشاء ووقت احتساء الشاي وسط أجواء مفعمة بالحيوية وتبادل الكلمات التى تنتهى أما بالضحك أو بإماءات توحي بالقبول أو الاعتراض، وأنا أتابع الحوار بحرص وتمعن شديدين، ولما كبرت أدركت أن فكرية حالة منفردة تثبت أن العلوم الممنهجة التى تدرس في كتب التعليم الأساسي والجامعات ما هى إلا تجارب لمفكرين واختزال الأمور الحياتية في نقاط تحولت بعد ذلك لعلم يدرس ومفاهيم تعلم وخبرات تنقل بين الأجيال، ووقت دراستي للإعلام اكتشفت أن مادة العلاقات العامة مثلا تم وضعها في منهج علمي عام 1945 في حين أن خصائصها تمارس على أرض الواقع منذ وجود الإنسان، ونقيس على ذلك الطب والهندسة وتأسيس الشركات وغيرها من الجوانب العلمية في حياتنا اليومية.
إذا فكرية سيدة كونتها البيئة وعزز قدرتها على التفكير عقلها الناضج ورؤيتها الثاقبة للأمور