شاهدت العديد من العروض المسرحية التي من الممكن أن أطلق عليها عروض الاسكتشات، ففي هذه العروض تجد مؤلف النص ينتقل من فقرة إلى فقرة وبالتالي تتكون فقرات قصيرة قد يكون بينهم رابط ضعيف، وكأنك جالس أمام التلفاز وتقوم بتغيير القنوات عن طريق جهاز التحكم، ولكن ما هدف هذه العروض ولماذا يلجأ إليها المخرجون؟
عروض سريعة الطهي، أو ما يعرف عند الفنانين بالنحت، مكالمة سريعة لإنجاز عرض يوم واحد لمناسبة معينة وشكراً والهدف الإضحاك إن وجد، والكسب السريع، هذه العروض بها إشكالية وهي أنها ليست كالعروض الواضحة الفكرة، فعندما يكون لديك نص كامل ببداية وذروة ونهاية، وبتدرج أحداث واضح وإيقاع متسارع، فأنت تمسك بتركيز المتفرج من الهروب من العرض المسرحي، أما في عروض الاسكتشات فإذا لم يفلت منك المتفرج فبالتأكيد سيتشتت والسبب أن الفقرات قصيرة وبالتالي قد تضيع البداية والذروة والنهاية، والمواضيع مختلفة قد تخدم أو لا تخدم النص، والجمهور ليسوا جميعاً بنفس القدرات التركيزية، وهذه العروض في الغالب هي عروض غير مكتوبة ، وإنما متخيلة قبل يومين.
وقع بين يدي نص قبل أيام من طابع الاسكتشات، لأجد الشخصيات تنتقل انتقالات غير مبررة ويستذكر المؤلف ذكريات قديمة ويقوم بتجسيد الشخصيات الذي هم من الماضي وبمواضيع مختلفة-يكفي أننا نُشاهد مواقف متعددة ومختلفة لأجد ممثل واحد يستذكر ويؤدي شخصيات عديدة ومختلفة، والجمهور متشتت من الأحداث لأزيده بممثل يدخل من في شخصية ويخرج من شخصية، ليقول لنا المؤلف بأن هذا تاريخ الشخصية وهذا السبب لما وصلت له من بؤس وحالة يرثى لها، والممثل الواحد الذي أدى عشر شخصيات عن طريق الفلاش باك توفيراً لميزانية العرض.
لمن يُقبِل لإخراج هذا النوع من نصوص الاسكتشات فإن كان ولابد سيكون عليك بذل مجهود إخراجي، والاشتغال على الصورة المرئية وسينوغرافيا العرض، والعمل على أداء الممثلين، لإخفاء ضعف النص.