ابنة الإمارات صاحبة رسالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء
إن المرأة الإماراتية شريكة الكفاح في الماضي والحاضر والمستقبل، نشأتها في بادية الإمارات جعلتها تمرح في كنف الطبيعة، وتستمتع بجوها الطلق، وشعاعها المرسل، ما أدى لتزكية فطرتها وإنماء مشاعرها، وإطلاق أفكارها، لطالما تكشف عن نفس ملؤها الأحاسيس النبيلة؛ إذ إن الفضائل والخلق الرفيع، وحب العمل والإخلاص فيه صفاتها التي ما فتئت تجلوها حتى بدت كأنها الشمس في القبة الزرقاء تمدنا جميعًا بدفء الكلمة، وروعة الفكرة، تقود طائرتها دائمًا لمطار الابتكار والتألق والإبداع، تزينها مفاهيم مثلى لواقع الحياة، فيها من الإنسانية أرقى صورها وأبدع آياتها، محملةً بمشاعر إنسانية نبتت شجرتها في الصحراء، وارتفعت أغصانها فوق أنهار الوعي، اقتصرت أحلام المسافات لتنثر الضوء الإماراتي في كل مكان، فتلذّذ البصر بفعلها وعملها، ولمَ لا وهي تختزن بأعماقها إمكانات إبداعية منحها الله إياها لخدمة وطنها، سجيتها عامرة بفكرٍ نيرٍ، تدرجت منذ طفولتها على قيم ومثل، لطالما أسرني جلال المعنى الذي ألفته في كلماتها التي كالسلسبيل العذب المنهمر من عقلها، سواءً كانت أديبةً أو كاتبةً أو طبيبةً، أو مهندسةً أو معلمةً أو أستاذة جامعية، أو باحثة أو طيارة، أو رائدة فضاء، أو سفيرة أو وزيرة، هي في كل المواقع كوكبٌ مضاءُ في سماء الإمارات، صاحبة فهم مستنير، وأفق راق، تكشف عن طبع أصيل متوارث فيها بلا تذويق ولا تنميق، ماضية للمستقبل، حاملة مشعل الفكر النير، تتكحل لديها الأحداق بإثمد التفاؤل، وإرادة القوة فتصوغ من الأمل قلائد فرح، ما جعلها زنبقةً تعطر الوجود، ونحلةً تمنح الشهد لعشاق الحياة، داخلها ينعكس على صفحات عملها المعبر عن رجاحة العقل، وصفاء السريرة، حصيفة بارعة تعرف ما لها وما عليها، تبوأت منصات التميز، وتسارعت شاشات التلفاز للنيل من معينها الذي لا ينضب، وكل يوم في تجدد، دائمًا وأبدًا أشكر القدر الذي جعلني أعيش في فردوس مكارم أخلاقها، وقدسية روحها بعملي معها عن قرب؛ إذ رأيتها تفيض نبلاً وإنسانيةً ونضجًا، تترفع عن الرذائل، وتشمخ على الصغائر، تعيش للخلق الكريم والمثالية والتضحية من أجل وطنها الإمارات، تحمل في سريرتها كل ما يهدف للنجاح والتميز، وهذا هو ديدنها، وكأني بها قد خلقت ملاك رحمة لمن معها في مجال العمل في أية هيئة أو مؤسسة تعمل بها، بعد أن آمنت بعظم الرسالة التي تفرضها طبيعة العمل، تحمل في معطفها رؤى نيرة، مندفعة إلى الإيثار، وفض الغلاف عن الجوانب الإنسانية فيها، تصنع من التحديات محطات انطلاق، وشهادات ميلاد لفضاءات مستقبل واعد، ولمَ لا فحسبها شرفًا إنها إماراتية المولد والأصل والنبل، الأمر الذي أهلها للعب دورٍ فاعل في المجالات: الاقتصادية والاجتماعية والأسرية، والإقليمية، والرياضية والسياسية، فضلاً عن المشاركة في صنع القرارات المحلية والإقليمية، فكأني بها تقول بافتخار أنا ابنة الإمارات، صاحبة رسالة واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، متجذرةً في بطون الأرض، تمضي بالوطن لمسار النجوم وفلك الأقمار، تتحرك باتجاه الحياة الرغيدة، وصناعة الغد الأجمل، وماتزال لها رؤية حكيمة ثاقبة للأمور، فاتصفت برجاحة عقلها، وكانت وماتزال شريكًا أساسيًا للرجل في كل خطوةٍ، ومحلاً للشورى وللاسترشاد، ولنا في سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك- حفظها الله ورعاها- الأنموذج والمثل الأعلى، والشيخ زايد- طيب الله ثراه – دائمًا ما كان يناقشها في كثير من الأمور، إيمانًا منه بصواب رأيها، وفيض حكمتها. لذا يطيب ليّ أن أقول بمناسبة (يوم المرأة الإماراتية) إنني أرى الإمارات زاهيةً مثل مرآة سحرية، أبناؤها كائنات خلاقة، كلٌ في مجاله وصعيده يرتقي إلى حيث تمطر الغيمة، وهكذا أقرأ تحقيق الإنجازات، وهكذا أستبطن ما يحدث على أرض الواقع، وهكذا أدرس فصول الحياة فيها، بعد أن أبهرتني الصورة كما أدهشني إبداع قادتها الذين هم حكماء الزمان، ونجباء الكون، ونبلاء الخليقة.