نافذة مشرعة

الاختيار بين رؤيتين للنظام والعدالة...!

الاختيار بين رؤيتين للنظام والعدالة...!


   الأحداث الناجمة عن مقتل جورج فلويد على يد أربعة من ضباط شرطة مينيابوليس، تضع الأمريكيين امام اختيار بين رؤية القانون والنظام التي قدمها لهم دونالد ترامب، ورؤية أخرى من شأنها أن تتجه نحو العدالة.    إن الموجة غير العادية من الاحتجاجات السلمية التي تطالب بالعدالة لجورج فلويد، صاحبتها للأسف أعمال نهب وعنف في عدة مدن.
   وهذه الأحداث تجبر الأميركيين على الاختيار بين مفهومين للنظام والعدالة.    ويسعى الرئيس ترامب إلى تعزيز مفهومه الخاص، واستخدامه كنقطة انطلاق لولاية ثانية... فهل سينجح؟

المتظاهرون والبلطجية
   يؤكد عدد لا يحصى من المتظاهرين السلميين -ومعهم ضباط شرطة غاضبون من مأساة لا تشرّف سلكهم ومهنتهم -أن نظاما اجتماعيا حقيقيا يتوقّف على نهاية الظلم الذي تتعرض له الأقليات الظاهرة في كثير من الأحيان.
   وفي نفس الوقت، دفعت الاضطرابات الرئيس ترامب وحلفائه إلى السعي لفرض “القانون والنظام” بالقوة والترهيب.
   ولئن كان النّاهبون خليطًا ضبابيّا من متطرفين من افاق مختلفة، وفقراء يائسين، ومجرد حمقى، فقد رأى الرئيس أنه من المناسب اعتبارهم جميعًا إرهابيين من أقصى اليسار، لإرضاء أنصاره.

القانون والنظام حسب ترامب
   ما يسعى ترامب إلى كسبه من هذه الأحداث، هو أن يسود مفهومه التقليدي للقانون والنظام القائم ليس على القانون والعدالة، وانما على القوة الوحشية والخوف.    وهذا ليس جديدًا... فخلال الحملة الانتخابية، شجّع أنصاره على إساءة معاملة المتظاهرين في مؤتمراته وتجمعاته الخطابية. وفي يوليو 2017، شجع الشرطة علانية على استخدام القوة الغاشمة دون أدنى قلق بشأن العواقب.
   في العام الماضي، نقض ترامب العديد من قرارات المحكمة العسكرية التي أدانت بعض الضباط بتهمة إساءة استخدام القوة إجراميًا.
   ويوم الاثنين، كنس، باستخدام “القوة المفرطة”، مظاهرة قانونية وسلمية في حديقة لافاييت أمام البيت الأبيض، ليتم تصويره وهو يحمل كتابًا مقدسًا أمام كنيسة -وهي لعبة دعائية حزبية.

هل سيتبعه الناخبون؟
   من الواضح أن ترامب يسعى إلى الردّ على هذه الأزمة وإبراز صورة القوة، للفوز بإعادة انتخابه كمرشح للقانون والنظام... وليس واضحا أنه سينجح.
   تشتمّ من موقفه بعض رائحة ريتشارد نيكسون عام 1968، الذي أمر “الأغلبية الصامتة” بدعمه لإخماد حرائق الانتفاضة.
   لكن على عكس نيكسون، فإن ترامب في السلطة. أما بالنسبة للأغلبية الصامتة، فهي تميل اليوم إلى تفضيل رؤية تقوم على العدالة، وهي نقيض رؤيته.
   إن صورة ضباط الشرطة وهم يستنزفون الأنفاس الأخيرة من حياة رجل باسم مفهوم النظام القائم على العنف والخوف ليست علامة قوة... بل على العكس من ذلك، تظهر ضعفًا كبيرًا.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot