الانتخابات الأمريكية: ثلاث أوراق رابحة قد تمنح ترامب الفوز...!
أقل من أسبوع قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ويبدو أن المباراة انتهت. تمنح معظم استطلاعات الرأي الوطنية المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدمًا يتراوح بين 8 و12 نقطة. ويرى الخبراء أنه على عكس عام 2016، فإن فجوة الانتخابات قبل 7 أيام كبيرة جدًا، حتى في “الولايات المتأرجحة”، لكي يتمكن ترامب من جسرها. ومع ذلك، منذ المناظرة التي جرت في 23 أكتوبر، والتي خفف فيها ترامب من تجاوزاته المعتادة، ارتفع تصنيفه الوطني بشكل طفيف بينما انخفض تصنيف خصمه الديمقراطي بشكل غير ملحوظ.
السبب الأول لعدم اعتراف مؤيدي الرئيس المنتهية ولايته بالهزيمة، هو التعبئة الاستثنائية لجيش من المتطوعين المصمّمين على فرض الانتصار. انه أهم حتى من ذاك الذي جمعه أوباما في أيامه، وقد يكون عددهم 2.5 مليون، أي أكثر بـ 300 ألف من المرشح الديمقراطي لعام 2008.
عمل هؤلاء المتطوعين: زيارات ميدانية منتظمة لجميع بيوت الذين هم، وفقًا لقوائمهم، من الجمهوريين ويمكن ان يترددوا لحظة التصويت. (في الولايات المتحدة، رغم أن ذلك ليس إلزاميًا، يمكن اعلان انتمائه لهذا الحزب أو ذاك).
وهكذا جاب متطوعو ترامب جميع الولايات حيث يتيح الفوز، حتى مع تقدم بسيط، اختطاف الناخبين الكبار. وفي أسبوع واحد، أعلنوا عن 500 ألف زيارة في “الولايات المتأرجحة”. وحتى لو تم تضخيم الرقم، فإن جهود أنصار الرئيس حقيقة واقعة. في حين أن حملة بايدن متخلفة عن الركب في جمع الأصوات الفردية للناخبين. لقد كان الانطلاق أبطأ بسبب المخاوف من فيروس كورونا، والذي أظهر تجاهه المرشح الديمقراطي، كما نعلم، حذرًا يفوق خصمه.
بايدن والإجهاض وخسارة ناخبين
لئن ظلت المناظرة الثانية للحملة باردة -وعلاوة على ذلك، مملة للغاية -فقد أعطت جو بايدن الفرصة لتوضيح موقفه بشأن موضوعين حساسين. الأول هو الإجهاض. أوضح المرشح الديمقراطي أنه إذا تراجعت المحكمة العليا، بتعيين إيمي باريت، عن حكم عام 2016، المصادق على حكم عام 1973، والذي يعيد التأكيد على هذه الإمكانية الممنوحة للنساء، فإنه سيصدر قانونًا لإعادة التأكيد على هذا الحق، أو توسيع تشكيل المحكمة العليا لإعادة التوازن القديم حتى وإن كان هو كاثوليكيًا ممارسًا وضد الإجهاض.
ولئن كان هذا الموضوع يبدو، بدرجات متفاوتة، قد هضم في أوروبا، فإنه يظل شديد الحساسية في الولايات المتحدة، حيث أصدرت العديد من الولايات، ضد القاعدة الفيدرالية، قوانين لتقليص نطاقه بشكل كبير. الكنائس الإنجيلية، على وجه الخصوص، ثابتة على موقفها، وتجري مظاهرات “مؤيدة للحياة” بانتظام، ويتعرض الجراحون الذين يجرون العملية للتهديد، ويقال إن حوالي 20 ولاية تنتظر حكمًا جديدًا للمحكمة العليا يقضي بحظر الإجهاض تمامًا. وبالتالي، فإن هذا موضوع قد يتسبب لبايدن، جراء موقفه القوي، في خسارة ناخبين من بين الإنجيليين وكذلك اللاتينوس، مجتمع يضم عددا كبيرا من المتديّنين المؤيدين للحياة. التهديد الآخر الذي تعرض له بايدن خلال المناظرة، اقتصادي. ويتعلق الأمر بصناعة النفط. فقد أعلن ترامب، الذي أراد إجباره على اتخاذ موقف بشأن التنمية المستدامة، فوزه على الفور عندما اعترف خصمه أنه يريد تغييرًا لتقليل حصة الوقود الأحفوري في النمو: “استمعوا إلى هذا التصريح الهام من خصمي، أنتم ناخبو تكساس، أوهايو، بنسلفانيا... أنه يريد تدمير الصناعة التي تصنع ثروة ولاياتكم.
عدم الاعتراف بالتصويت له
إن تعبئة جيوشه من المتعصبين وهجومهم بيتا بيتا، والنقاش حول الإجهاض، ومستقبل النفط، هذه هي الأوراق الثلاث الرابحة التي يعوّل ترامب عليها لتدارك تأخره، ليس على المستوى الوطني، ولكن كما حدث عام 2016، في الولايات المهمة. وتحديداً حيث -تكساس وفلوريدا وجورجيا وميشيغان -الفجوة بين الخصمين، كما يقول منظمو استطلاعات الرأي، “ضمن هامش الخطأ”. خصوصا، ان مؤيدي الرئيس لاحظوا -كما في فرنسا بالنسبة للتصويت للتجمع الوطني اليميني المتطرف -أنّ الذين شملهم الاستطلاع، نظرًا لسمعة ترامب السيئة في وسائل الإعلام، يميلون إلى عدم الاعتراف بأنهم سيصوتون له. وبالتالي فإن تقدم بايدن في استطلاعات الرأي ليس ما تم الإعلان عنه.