يحاول دونالد ترامب القيام بانقلاب. انقلاب فاشل، لكنه مع ذلك انقلاب. ولا غرابة في أن يفشل ترامب في انقلابه... إنه فوضوي ولا يأخذ بنصيحة أحد. لا يزال السؤال مَن، باستثناء عدد قليل من الموالين، مثل ستيف بانون أو رودي جولياني أو جاريد كوشنر، يمكن أن ينصحه ويدله على أفضل طريقة لتحقيق انقلابه. ربما فلاديمير بوتين، شي جين بينغ، أو رجب طيب أردوغان؟ إن الرجل الذي سبق أن امتلك كازينو ونجح في إفلاسه قادر على إنجاز خسارات كثيرة. والغريب أن محاولة الانقلاب هذه قد تم الإعلان عنها منذ شهور.
 
1 -لماذا يمكن أن نتحدث عن محاولة انقلابية؟
الانقلاب، هو الاستيلاء المفاجئ وغير الشرعي على حكومة من قبل مجموعة صغيرة من الأفراد. ويتطلب الانقلاب الناجح دعم القوات المسلحة أو الشرطة أو جزء منهما على الأقل. إنه ترامب ومجموعة صغيرة من الأشخاص، يحاولون بشكل غير شرعي استمرار سيطرتهم على حكومة الولايات المتحدة. كما أقال ترامب كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين واستبدلهم برجال موالين. ويحاول ترامب أيضًا كسب تأييد قوات الشرطة من خلال الادعاء الكاذب بأن جو بايدن يريد تقليص موازنتها المالية.
 
2 -ما هي الدلائل الأخرى على محاولة الانقلاب؟
قيّم ترامب في مطلع الصيف الماضي كيفية الالتفاف على التصويت الشعبي في بعض الولايات. وطيلة أشهر، كان ترامب يحاول جعل الانتخابات تبدو وكأنها مزورة. وهي ذريعة لنواب الولايات الجمهورية التي خسرها، لرفض الاعتراف بالإرادة الشعبية، وتعيين عدد من كبار الناخبين لصالحه.
من ناحية أخرى، مساء التصويت، سارع ترامب إلى إعلان نفسه الفائز، وهو يدرك جيدًا أن الحصيلة النهائية قد تؤكد خسارته. ورغم فوز بايدن في الانتخابات بوضوح، من حيث عدد الأصوات وعدد الناخبين، يحاول ترامب الطعن في النتائج امام المحكمة. ويذهب دونالد إلى أبعد من ذلك، باستدعاء مشرعين من ميشيغان وبنسلفانيا إلى البيت الأبيض للضغط عليهم.
 
3 -لماذا فشل الانقلاب؟
من غير المرجح أن ينجح الانقلاب الذي حرض عليه ترامب لعدة أسباب. أولاً، رفض القضاة جميع مزاعمه بالتزوير الانتخابي. وكلما استمر في هذا الاتجاه، خسر شرعيته في عيون شعبه وبقية العالم. ثانيًا، إنه بعيد كل البعد عن التأكد من حصوله على دعم الجيش. بل على العكس من ذلك، أدلى العديد من القادة العسكريين بتصريحات تتعارض مع سياساته العسكرية. في النهاية، تمكّن فقط من شراء وترهيب بعض الجمهوريين المنتخبين... وفي الاثناء، تزداد قوة بايدن وتأثيره.
 
4 -هل يمكن محاكمة ترامب؟
كلما استمر ترامب في السعي إلى الانقلاب، وكلما بقي المسؤولون المنتخبون الجمهوريون في صمت متواطئ، كلما كان رد الفعل ضدهم أقوى. يمكن أن تكون العقوبة قانونية وانتخابية.
 
5 -كيف ستخرج الديمقراطية الأمريكية؟
كشفت مناورات ترامب عدة نقاط ضعف في الديمقراطية الأمريكية. ولن يكون مفاجئًا إذا قام الأمريكيون بعد مغامرة ترامب بتغيير دستورهم حتى لا يحاول أي مختل آخر، مرة أخرى، هذا النوع من المناورات.