رئيس الدولة ورئيس وزراء رومانيا يبحثان علاقات البلدين ويشهدان إعلان مذكرات تفاهم
الصحة والناس
التهاب الكبد الفيروسي A
هناك مقولة قديمة مأثورة ولا تزال تستخدم إلى الآن مفادها أن "المعدة بيت الداء" وبما أن المعدة جزء لا يتجزأ من جهاز الهضم لدى الإنسان فهي تعتبر مرحلة من مراحل ذلك الجهاز الذي يبدأ بالفم ثم البلعوم ثم المرئ مرورا بالمعدة ثم الأثنى عشر ثم بقية أجزاء الأمعاء الدقيقة وصولا إلى الأمعاء الغليظة بأقسامها وانتهاء بالمستقيم وفتحة الشرج.
وعلى ما يظهر من هذا التشريح لأنبوب الهضم فقد تكون المعدة بيت الداء إلا أنه قد يكون دخول ذلك الداء أو خروجه من خلال أجزاء أخرى للأنبوب الهضمي حيث أن الفم هو بوابة الدخول لبدء رحلة وصول الطعام والشراب إلى جميع مراحل ذلك الأنبوب الهضمي وامتصاص المواد المغذية الناتجة عن عمليات الهضم.
كما أن تلك البوابة قد تكون أيضا في بعض الأحيان مدخلاً لدخول بعض العوامل الممرضة للإنسان من فيروسات وبكتيريا وطفيليات وغيرها والتي تصل بدورها فيما بعد إلى أي جزء أو عضو من أعضاء جسم الإنسان وتؤدي إلى ظهور الأعراض والعلامات المتعارف عليها عند الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية بصورة عامة.
ومن بين هذه العوامل الممرضة نجد فيروس التهاب الكبد A والمنتشر في مناطق مختلفة من العالم لأسباب كثيرة حيث يعتبر سبباً لإصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد مسببة التهاب الكبد الفيروسي A والذي يعد أحد أنواع فيروسات التهاب الكبد المتعددة ( A,B,C,D,E ) والتي تصيب خلايا الكبد لدى الإنسان وتؤثر على استمرار عمل الكبد بصورة طبيعية.
وتحدث الإصابة بالتهاب الكبد A نتيجة لأسباب عديدة منها :
-تناول طعام أو شراب ملوث ببراز شخص مصاب بالفيروس.
-تناول طعام تم غسله بماء ملوث.
- تناول بعض الأسماك والقشريات النيئة والتي تعيش بالقرب من مصبات الصرف الصحي وتقتات في المياه الملوثة.
-أو كنتيجة للمخالطة الشديدة لشخص مصاب بالفيروس أو لأسطح الاجسام المحيطة والحاملة بدورها للعامل الممرض.
-أو نتيجة لانتقال الفيروس عبر المسار الغائطي الفموي بشكل مباشر في الممارسات الجنسية الخاطئة.
-بالإضافة إلى العلاقات الجنسية غير الطبيعية بأشخاص مصابين بالفيروس.
ولا يعتبر السعال والعطاس وحتى المخالطة العابرة من أسباب انتقال الفيروس. وعادة ما تظهر أعراض الإصابة بفيروس التهاب الكبد A بعد الإصابة به ببضعة أسابيع.
غير أن تلك الأعراض لا تظهر على جميع الأشخاص المصابين وبالأخص الأطفال منهم. وعند ظهور تلك الأعراض فأنها تشتمل على:
-الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- الإرهاق والتوعك الشديد.
- الإحساس بالألم في البطن خصوصا في الجزء العلوي الأيمن تحت الأضلاع السفلية أعلى الكبد.
- الحمى الخفيفة.
- فقد الشهية.
- البراز الشاحب أو المائل للرمادي.
- البول الداكن.
- الآلام المفصلية.
- الاصفرار في الجلد وبياض العينين أو ما يعرف باليرقان.
- الحكة الشديدة.
وقد تكون هذه الأعراض خفيفة نسبيا ولا تستدعي العلاج حيث تزول في غضون بضعة أسابيع دون إحداث ضرر في الكبد كما قد تكون الإصابة شديدة وتستمر لعدة أشهر. كما تكون الأعراض شديدة عند البالغين وتزداد مع تقدم العمر بصورة عامة على عكس ذلك لدى الأطفال فهي خفيفة في كثير من الأحيان ولا يتم التعرف عليها إلا بإجراء الاختبارات المخبرية لوظائف الكبد.
ويزداد انتشار التهاب الكبد A وخطورة الإصابة به في بعض الحالات :
- كالإقامة مع شخص مصاب بالتهاب الكبد A.
- السفر أو العمل في مناطق ينتشر فيها التهاب الكبد A.
- أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
- أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين.
- ممارسة الاتصال الجنسي الخاطئ مع شخص مصاب بالتهاب الكبد A.
- والعيش في ظروف اجتماعية وبيئية واقتصادية وصحية دون المستوى الأدنى.
- والتشرد.
- بالاضافة إلى استخدام المخدرات الترفيهية وليس فقط التي تؤخذ عن طريق الحقن.
ومن المتعارف عليه أنه غالبا ما تمتد فترة حضانة الفيروس من بضعة أيام إلى أسبوعين وفي المتوسط من بضعة أيام إلى أربعة أسابيع إلا أن قدرته على التسبب بالعدوى تبلغ ذروتها خلال النصف الثاني من فترة الحضانة وتستمر من بضعة أيام إلى أسبوع بعد ظهور الأعراض. ويتم تأكيد التشخيص للحالات التي تتوافق فيها إيجابية الوصف السريري مع إيجابية الفحص المخبري للغلوبيولين المناعي المضاد ( Anti-HAV IgM ) في مصل المصابين بشكل حاد أو حديث والتي غالبا ما تظهر خلال يوم إلى بضعة أيام بعد التعرض وتستمر من ستة أسابيع إلى ستة أشهر أو أكثر في بعض الحالات بعد ظهور الأعراض.
أو للحالة التي تتوافق فيها إيجابية الوصف السريري و وجود رابط ابيديميولوجي (Epidemiological Link) مع شخص آخر تم تأكيد إصابته بالفيروس مخبريا. كما يتم التشخيص باكتشاف الفيروس والضد من خلال اختبار المقايسة الشعاعية المناعية (RIA) او اختبار اليزا (ELISA).
يختلف التهاب الكبد A عن بقية أنواع التهابات الكبد الفيروسية الأخرى بأنه لا يسبب إصابة على المدى الطويل في الكبد كما أنه لا يتحول إلى حالة عدوى مزمنة.
إلا أنه قد يسبب في حالات نادرة توقفا حاداً في وظائف الكبد وخاصة كما ذكرنا بين البالغين الأكبر سنا أو المصابين بأمراض الكبد المزمنة الأخرى.
وعندها يتطلب الفشل الكبدي الحاد البقاء في المستشفى للخضوع للمراقبة الطبية وتلقي العلاج كما قد يحتاج بعض هولاء المصابين بالفشل الكبدي الحاد إلى زراعة كبد عند تفاقم الحالة.
في حقيقة الأمر لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد A كما أن الجسم يتخلص من الفيروس بنفسه.
وفي معظم حالات التهاب الكبد A فإن الكبد تشفى في غضون نحو ستة أشهر دون أي ضرر دائم.
ويتركز علاج التهاب الكبد A على الراحة التامة للمريض والسيطرة على الأعراض في المجمل:
- فالراحة ضرورية لمرضى التهاب الكبد A بوجود الإرهاق والإعياء وانخفاض حيوية الجسم.
- وتناول الكفاية من الأطعمة والسوائل مع اتباع نظام غذائي متوازن وخصوصا بوجود الغثيان والقيء.
ويتم ذلك بتناول وجبات خفيفة عالية السعرات الحرارية طوال النهار بدلًا من تناول وجبات كاملة وشرب عصير الفواكه أو اللبن بالإضافة إلى كمية كافية من السوائل للوقاية من الجفاف لا سيما عند حدوث القيء أو الإسهال.
- بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الكحوليات وتناول الأدوية بحذر فقد تواجه الكبد صعوبة في استقلاب هذه المواد أو تلفا لاحقاً.
- وتبقى استشارة الطبيب بشأن جميع الأدوية والعلاجات الواجب تناولها في قائمة الأولويات.
عند الحديث عن بعض الأمراض يترافق ذلك بالحديث عن التمنيع أو التلقيح إن صح التعبير ولحسن الحظ فإنه يوجد لالتهاب الكبد الفيروسي A لقاح عالي الفعالية عند البالغين والأطفال فوق العام من العمر ويعطى حقنا عضليا في عضلة الذراع عند البالغين وعضلة الفخذ عند الأطفال بواقع جرعتين أولى وثانية بعدها بستة أشهر أو ثمانية عشر شهراً. كما يعطي اللقاح مناعة تمتد فعاليتها من نحو خمسة إلى عشرة أعوام بعد الجرعة الأولى وأحيانا تصل من نحو عشرين إلى خمسة وعشرين عاما بعد الجرعة الثانية ويمكن إعطاؤه متزامنا مع لقاحات أخرى.
ويعد آمنا تماما بدون أي آثار جانبية خطيرة أو اختلاطات طبية فيما عدا العلم بوجود فرط حساسية سابق لأي من مكونات اللقاح والتي تعد نادرة الحدوث. ويوصى باستعمال اللقاح في الحالات التالية :
- عند جميع الأطفال بعمر عام فما فوق.
- عند البالغين المخالطين لآخرين مصابين بالتهاب الكبد A.
- عند المسافرين إلى مناطق العالم التي يعتبر فيها التهاب الكبد A واسع الانتشار أو متوطناً.
- عند العاملين في المراكز التشخيصية والبحثية والتي تتعامل مع الفيروس.
- لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكبد المزمنة.
- لدى الأشخاص متعاطي المخدرات.
- المشردون والقاطنون في بيئات متدنية اجتماعيا واقتصاديا وصحيا.
- الأشخاص الذين يعانون من التهابات الكبد المزمنة الأخرى حيث يكون لديهم خطر الإصابة بالتهاب الكبد الخاطف والفشل الكبدي أعلى بكثير.
- عند متعاطي ومتداولي الأغذية في المنشآت الغذائية كالمطاعم والمطابخ وغيرها.
- الأشخاص الراغبون في اكتساب المناعة من خلال اللقاح.
كما لا يوصى بإعطاء اللقاح في الحالات التالية :
- الرضع بعمر أقل من عام.
- العلم بوجود فرط حساسية سابق لأي من مكونات اللقاح.
- إصابة سابقة بفيروس التهاب الكبد A.
- لدى الحوامل والمرضعات.
- وجود إنتان جرثومي أو فيروسي أو حرارة عالية.
- لدى الأشخاص الخاضعين للعلاجات المثبطة للمناعة.
وتبقى مسؤولية الفرد الشخصية في حماية نفسه والآخرين من حوله والنابعة من قناعاته الدينية و وازعه الأخلاقي وثقافته الصحية هي الأنجع والأبقى على مر العصور والتي لا تتطلب في كثير من الأحيان سوى تدابير بسيطة في إجرائها و ذات أثر عظيم في مردودها مثل :
- غسل اليدين جيدا بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
- غسل الخضراوات والفواكه الطازجة جيدا بشكل شخصي وتجنب تناول المقطعة مسبقا.
- تجنب تناول المأكولات وشرب العصائر من الأماكن والباعة غير الموثوق بهم وغير المراقبين صحيا.
- شرب المياه المعبأة واستخدامها للنظافة الشخصية عند التواجد في المناطق الموبوءة.
- غلي مياه الصنبور قبل شربها أو استعمالها عند التواجد في المناطق الموبوءة.
- تجنب تناول الأسماك والمأكولات البحرية النيئة وغير المطهية جيدا.
- تجنب المخالطة الشديدة بشكل عام وللأشخاص المصابين على وجه التحديد.
- تجنب الملامسة العشوائية لأسطح الأجسام المحيطة والمحتمل حملها للفيروس.
- الالتزام بالعلاقات الجنسية الشرعية.
وكما تبقى مقولة "المعدة بيت الداء" فليس هناك أصح وأبقى من مقولة "الوقاية رأس الدواء.
دمتم دائما بالصحة والعافية ..
وعلى ما يظهر من هذا التشريح لأنبوب الهضم فقد تكون المعدة بيت الداء إلا أنه قد يكون دخول ذلك الداء أو خروجه من خلال أجزاء أخرى للأنبوب الهضمي حيث أن الفم هو بوابة الدخول لبدء رحلة وصول الطعام والشراب إلى جميع مراحل ذلك الأنبوب الهضمي وامتصاص المواد المغذية الناتجة عن عمليات الهضم.
كما أن تلك البوابة قد تكون أيضا في بعض الأحيان مدخلاً لدخول بعض العوامل الممرضة للإنسان من فيروسات وبكتيريا وطفيليات وغيرها والتي تصل بدورها فيما بعد إلى أي جزء أو عضو من أعضاء جسم الإنسان وتؤدي إلى ظهور الأعراض والعلامات المتعارف عليها عند الأطباء والعاملين في الرعاية الصحية بصورة عامة.
ومن بين هذه العوامل الممرضة نجد فيروس التهاب الكبد A والمنتشر في مناطق مختلفة من العالم لأسباب كثيرة حيث يعتبر سبباً لإصابة شديدة العدوى تحدث في الكبد مسببة التهاب الكبد الفيروسي A والذي يعد أحد أنواع فيروسات التهاب الكبد المتعددة ( A,B,C,D,E ) والتي تصيب خلايا الكبد لدى الإنسان وتؤثر على استمرار عمل الكبد بصورة طبيعية.
وتحدث الإصابة بالتهاب الكبد A نتيجة لأسباب عديدة منها :
-تناول طعام أو شراب ملوث ببراز شخص مصاب بالفيروس.
-تناول طعام تم غسله بماء ملوث.
- تناول بعض الأسماك والقشريات النيئة والتي تعيش بالقرب من مصبات الصرف الصحي وتقتات في المياه الملوثة.
-أو كنتيجة للمخالطة الشديدة لشخص مصاب بالفيروس أو لأسطح الاجسام المحيطة والحاملة بدورها للعامل الممرض.
-أو نتيجة لانتقال الفيروس عبر المسار الغائطي الفموي بشكل مباشر في الممارسات الجنسية الخاطئة.
-بالإضافة إلى العلاقات الجنسية غير الطبيعية بأشخاص مصابين بالفيروس.
ولا يعتبر السعال والعطاس وحتى المخالطة العابرة من أسباب انتقال الفيروس. وعادة ما تظهر أعراض الإصابة بفيروس التهاب الكبد A بعد الإصابة به ببضعة أسابيع.
غير أن تلك الأعراض لا تظهر على جميع الأشخاص المصابين وبالأخص الأطفال منهم. وعند ظهور تلك الأعراض فأنها تشتمل على:
-الغثيان والقيء.
- الإسهال.
- الإرهاق والتوعك الشديد.
- الإحساس بالألم في البطن خصوصا في الجزء العلوي الأيمن تحت الأضلاع السفلية أعلى الكبد.
- الحمى الخفيفة.
- فقد الشهية.
- البراز الشاحب أو المائل للرمادي.
- البول الداكن.
- الآلام المفصلية.
- الاصفرار في الجلد وبياض العينين أو ما يعرف باليرقان.
- الحكة الشديدة.
وقد تكون هذه الأعراض خفيفة نسبيا ولا تستدعي العلاج حيث تزول في غضون بضعة أسابيع دون إحداث ضرر في الكبد كما قد تكون الإصابة شديدة وتستمر لعدة أشهر. كما تكون الأعراض شديدة عند البالغين وتزداد مع تقدم العمر بصورة عامة على عكس ذلك لدى الأطفال فهي خفيفة في كثير من الأحيان ولا يتم التعرف عليها إلا بإجراء الاختبارات المخبرية لوظائف الكبد.
ويزداد انتشار التهاب الكبد A وخطورة الإصابة به في بعض الحالات :
- كالإقامة مع شخص مصاب بالتهاب الكبد A.
- السفر أو العمل في مناطق ينتشر فيها التهاب الكبد A.
- أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري.
- أو الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين.
- ممارسة الاتصال الجنسي الخاطئ مع شخص مصاب بالتهاب الكبد A.
- والعيش في ظروف اجتماعية وبيئية واقتصادية وصحية دون المستوى الأدنى.
- والتشرد.
- بالاضافة إلى استخدام المخدرات الترفيهية وليس فقط التي تؤخذ عن طريق الحقن.
ومن المتعارف عليه أنه غالبا ما تمتد فترة حضانة الفيروس من بضعة أيام إلى أسبوعين وفي المتوسط من بضعة أيام إلى أربعة أسابيع إلا أن قدرته على التسبب بالعدوى تبلغ ذروتها خلال النصف الثاني من فترة الحضانة وتستمر من بضعة أيام إلى أسبوع بعد ظهور الأعراض. ويتم تأكيد التشخيص للحالات التي تتوافق فيها إيجابية الوصف السريري مع إيجابية الفحص المخبري للغلوبيولين المناعي المضاد ( Anti-HAV IgM ) في مصل المصابين بشكل حاد أو حديث والتي غالبا ما تظهر خلال يوم إلى بضعة أيام بعد التعرض وتستمر من ستة أسابيع إلى ستة أشهر أو أكثر في بعض الحالات بعد ظهور الأعراض.
أو للحالة التي تتوافق فيها إيجابية الوصف السريري و وجود رابط ابيديميولوجي (Epidemiological Link) مع شخص آخر تم تأكيد إصابته بالفيروس مخبريا. كما يتم التشخيص باكتشاف الفيروس والضد من خلال اختبار المقايسة الشعاعية المناعية (RIA) او اختبار اليزا (ELISA).
يختلف التهاب الكبد A عن بقية أنواع التهابات الكبد الفيروسية الأخرى بأنه لا يسبب إصابة على المدى الطويل في الكبد كما أنه لا يتحول إلى حالة عدوى مزمنة.
إلا أنه قد يسبب في حالات نادرة توقفا حاداً في وظائف الكبد وخاصة كما ذكرنا بين البالغين الأكبر سنا أو المصابين بأمراض الكبد المزمنة الأخرى.
وعندها يتطلب الفشل الكبدي الحاد البقاء في المستشفى للخضوع للمراقبة الطبية وتلقي العلاج كما قد يحتاج بعض هولاء المصابين بالفشل الكبدي الحاد إلى زراعة كبد عند تفاقم الحالة.
في حقيقة الأمر لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد A كما أن الجسم يتخلص من الفيروس بنفسه.
وفي معظم حالات التهاب الكبد A فإن الكبد تشفى في غضون نحو ستة أشهر دون أي ضرر دائم.
ويتركز علاج التهاب الكبد A على الراحة التامة للمريض والسيطرة على الأعراض في المجمل:
- فالراحة ضرورية لمرضى التهاب الكبد A بوجود الإرهاق والإعياء وانخفاض حيوية الجسم.
- وتناول الكفاية من الأطعمة والسوائل مع اتباع نظام غذائي متوازن وخصوصا بوجود الغثيان والقيء.
ويتم ذلك بتناول وجبات خفيفة عالية السعرات الحرارية طوال النهار بدلًا من تناول وجبات كاملة وشرب عصير الفواكه أو اللبن بالإضافة إلى كمية كافية من السوائل للوقاية من الجفاف لا سيما عند حدوث القيء أو الإسهال.
- بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الكحوليات وتناول الأدوية بحذر فقد تواجه الكبد صعوبة في استقلاب هذه المواد أو تلفا لاحقاً.
- وتبقى استشارة الطبيب بشأن جميع الأدوية والعلاجات الواجب تناولها في قائمة الأولويات.
عند الحديث عن بعض الأمراض يترافق ذلك بالحديث عن التمنيع أو التلقيح إن صح التعبير ولحسن الحظ فإنه يوجد لالتهاب الكبد الفيروسي A لقاح عالي الفعالية عند البالغين والأطفال فوق العام من العمر ويعطى حقنا عضليا في عضلة الذراع عند البالغين وعضلة الفخذ عند الأطفال بواقع جرعتين أولى وثانية بعدها بستة أشهر أو ثمانية عشر شهراً. كما يعطي اللقاح مناعة تمتد فعاليتها من نحو خمسة إلى عشرة أعوام بعد الجرعة الأولى وأحيانا تصل من نحو عشرين إلى خمسة وعشرين عاما بعد الجرعة الثانية ويمكن إعطاؤه متزامنا مع لقاحات أخرى.
ويعد آمنا تماما بدون أي آثار جانبية خطيرة أو اختلاطات طبية فيما عدا العلم بوجود فرط حساسية سابق لأي من مكونات اللقاح والتي تعد نادرة الحدوث. ويوصى باستعمال اللقاح في الحالات التالية :
- عند جميع الأطفال بعمر عام فما فوق.
- عند البالغين المخالطين لآخرين مصابين بالتهاب الكبد A.
- عند المسافرين إلى مناطق العالم التي يعتبر فيها التهاب الكبد A واسع الانتشار أو متوطناً.
- عند العاملين في المراكز التشخيصية والبحثية والتي تتعامل مع الفيروس.
- لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الكبد المزمنة.
- لدى الأشخاص متعاطي المخدرات.
- المشردون والقاطنون في بيئات متدنية اجتماعيا واقتصاديا وصحيا.
- الأشخاص الذين يعانون من التهابات الكبد المزمنة الأخرى حيث يكون لديهم خطر الإصابة بالتهاب الكبد الخاطف والفشل الكبدي أعلى بكثير.
- عند متعاطي ومتداولي الأغذية في المنشآت الغذائية كالمطاعم والمطابخ وغيرها.
- الأشخاص الراغبون في اكتساب المناعة من خلال اللقاح.
كما لا يوصى بإعطاء اللقاح في الحالات التالية :
- الرضع بعمر أقل من عام.
- العلم بوجود فرط حساسية سابق لأي من مكونات اللقاح.
- إصابة سابقة بفيروس التهاب الكبد A.
- لدى الحوامل والمرضعات.
- وجود إنتان جرثومي أو فيروسي أو حرارة عالية.
- لدى الأشخاص الخاضعين للعلاجات المثبطة للمناعة.
وتبقى مسؤولية الفرد الشخصية في حماية نفسه والآخرين من حوله والنابعة من قناعاته الدينية و وازعه الأخلاقي وثقافته الصحية هي الأنجع والأبقى على مر العصور والتي لا تتطلب في كثير من الأحيان سوى تدابير بسيطة في إجرائها و ذات أثر عظيم في مردودها مثل :
- غسل اليدين جيدا بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير الطعام أو تناوله.
- غسل الخضراوات والفواكه الطازجة جيدا بشكل شخصي وتجنب تناول المقطعة مسبقا.
- تجنب تناول المأكولات وشرب العصائر من الأماكن والباعة غير الموثوق بهم وغير المراقبين صحيا.
- شرب المياه المعبأة واستخدامها للنظافة الشخصية عند التواجد في المناطق الموبوءة.
- غلي مياه الصنبور قبل شربها أو استعمالها عند التواجد في المناطق الموبوءة.
- تجنب تناول الأسماك والمأكولات البحرية النيئة وغير المطهية جيدا.
- تجنب المخالطة الشديدة بشكل عام وللأشخاص المصابين على وجه التحديد.
- تجنب الملامسة العشوائية لأسطح الأجسام المحيطة والمحتمل حملها للفيروس.
- الالتزام بالعلاقات الجنسية الشرعية.
وكما تبقى مقولة "المعدة بيت الداء" فليس هناك أصح وأبقى من مقولة "الوقاية رأس الدواء.
دمتم دائما بالصحة والعافية ..
