رئيس الدولة ورئيس بيلاروسيا يبحثان علاقات البلدين وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية
الثقافة والمجتمع
لكل مجال من مجالات الثقافة جمهور متذوق للثقافة والفنون والآداب بالإضافة إلى المبدعين في شتى صنوف الثقافة، أصبح اليوم يوجد في مدارسنا منهج للمسرح وآخر للسنع والرسم، والهدف حتى وإن لم يكن هؤلاء الطلبة فنانين أو مبدعين، فمن المهم أن يكونوا متذوقين للفن والثقافة. في محاضرة عن الفنون الشعبية في إحدى الجامعات، سأل طالب المحاضر وقال له: لديَ الرغبة في أن أتعلم الفرق بين فن العيالة والحربية ، وبين يولة العيالة ويولة الحربية، فهل هنالك تطبيق أو موقع لتعلم هذه الفنون والفرق بينهما، وهنا يُشير بأنه يريد تعلمها كثقافة عامة وليس كممارسة، فلابد من نشر مجالات الثقافة توعوياَ في المجتمع، و مواكبة التطور التكنولوجي الهائل لخدمة التوعية الثقافية للمجتمع من خلال التسويق الإلكتروني، وبالأخص الفنون المرتبطة بتراث البلد مثل الفنون الشعبية والسنع والشعر النبطي، فمثلاً قصائد العيالة ليست قصائد عابرة وإنما هي قصائد تنمي روح الهوية الوطنية وتحث الرجال على المبادئ والقيم، فمثلاً هنالك بيت قصيد للعيالة يقول: (ولا تاخذين الردي ويغرج المالي)، وهنا حث المرأة بأن تتزوج رجل صاحب مبادئ وقيم ومواقف يحفظ ويصون زوجته ولا تكون الموافقة على الزوج بمجرد أن لديه مال، وبيت قصيد آخر وهو (ما ينال الوفاء كل من تمنى)، فنيل صفة الوفاء لا تأتي بالكلام والتمني. وعندما يتعلم الطالب السنع وكيفية الرد، وآداب المجلس وآداب الجلوس على مائدة الطعام واحترام الكبير ينشأ جيل واعي ومثقف وصاحب مبدأ، فالأمثال الشعبية كانت تُعبر عن الآداب العامة وتحث على ترابط المجتمع والأهل والأسرة الواحدة. والطالبة عندما تتعلم السدو وسف الخوص والتلى، والمأكولات الشعبية، فهذه الحرف تُعلم المرأة الصبر والرضا وإدارة شؤون المنزل على أكمل وجه، فبالتأكيد لن تكون هذه الحرف ديدن المرأة في الوقت الحالي، ولكن معرفتها بهذه المهن وتعلمها، يولد لديها معرفة بماضي وتراث الأمهات واللاتي تحملن شظف العيش. فدولة الإمارات العربية المتحدة غنية بإرثها الثقافي الذي ورثته عبر مختلف مراحلها التاريخية والحضارية ويظهر ذلك بوضوح في تعدد الفنون والأمثال الشعبية والشعر النبطي والحرف والمصنوعات التقليدية التي تعكس ذوقا فنيا وتراثا غنيا، فعلينا أن نغمس تراث البلد في أبنائنا وبناتنا، خاصةً في وقتنا الحالي.