الحنين إلى الماضي

الحنين إلى الماضي

 مرَ بموقع كان يلعب فيه كرة القدم، قابل أصدقاء الدراسة وتذكروا المعلمين والمواقف الصبيانية، مرَ بجانب محل كان يشتري منه أشرطة السيجا والنيتدو، أو كافتيريا كان أبوه يجلب له ساندويتش الشاورما منه، مر بجوار مبنى قديم فيه محل كنا نشتري منه الملابس الرياضية لحصة الرياضة أيام المدرسة، مررت بجوار البناية ووجدت عليها لافتة (جاري الهدم)، عندما نتذكر تلك الأيام نشعر بمزيج من السعادة ودموع الفرح والشوق والحنين.
 
طبيعي أن يُهدم مبنى قديم وأن ننتقل إلى منزل جديد فهذه هي تقلبات الزمن تستهلك الإنسان والمباني والذكريات، عندما نستذكر تلك المواقف والأيام الخوالي، تجد ردود الأصدقاء أن الزمن القديم كان أجمل، أو ما يسمونه زمن الطيبين، سألت نفسي هذا السؤال، لماذا الأيام المنصرمة أجمل وأوقع على القلب، وقد اجتهدت في الإجابة وقد تكون خاطئة، والجواب هو كلما كبر الإنسان وزاد وعيه بالتالي قل إحساسه بالموجودات، بمعنى أن هذه الأيام ستكون أياماً جميلة بالنسبة لأبنائنا وأطفالنا وهم يعيشونها في وقتنا الحاضر وهكذا.
 
بعض علماء النفس يشخصون الحنين إلى الماضي على أنه مرض نفسي، يسمى النوستالجيا، ويعتبرونه حالة عاطفية كمن مر بحالة حب فاشلة، فدائم التأثر عند ذكر محبوبته، وبالتالي فإن الأشخاص الذين لديهم حنين إلى الماضي هم من فئة الرومانسيين، بينما رجح عدد قليل من العلماء أن الحنين إلى الماضي يولد السعادة وقد يتم استخدام تلك الذكريات في تمارين التأمل واليوجا. وأنا أميل إلى الرأي الأخير ، فكم من صديق قديم تقابله لا تريد إنهاء الحوار معه، وكم من أغنية قديمة تُعيدها تكراراً ومراراً وكم تشتاق لخبز الجدة وضحكة الأب، وقهوة الأم، لديَ عادة أحبها كثيراً وما زلت أمارسها وهي أن أتمشى بالسيارة بجوار المباني القديمة في عاصمتنا الحبيبة في شارع حمدان وشارع النجدة وشارع إلكترا، فأمر على حامد سنتر وليوا سنتر واليوسف سنتر وسينما الماريا وسينما الدورادو ومركز مدينة زايد، مع أغنية (وين يالغايب عن ولوفك) لميحد حمد، ولا بأس بأن يكون العشاء من مطعم الإبراهيمي أو مطعم ناصر، وقد قامت دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قبل أيام بمبادرة رائعة وهي تكريم المطاعم أو المحلات أو المباني التي أكملت عشرين سنة فما فوق وهي تقدم خدماتها وإدراجهم ضمن التراث المعماري.
 
قلت لصديق ذات مرة بأن لديَ رغبة وهي عادة قديمة كنت أمارسها أيام الطفولة، بأن أذهب إلى نادي الوحدة وأحضر مباراة من المدرج وبعد المباراة نتمشى ونعبر الشارع إلى الجهة المقابلة حيث مطعم العرب نأكل الدجاج المسحب ونرجع إلى البيت مشياً على الأقدام ونتبادل الذكريات القديمة، قال فكرة رائعة وإلى الآن أنتظره يقول لي ننتظر الشتاء والمرة الثانية قال لي ننتظر الموسم الكروي وفي الموسم الكروي قال لي ننتظر أن تكون هنالك مباراة قوية أو ديربي، سأعطيه آخر فرصة إن قدم لي عذراً آخر سأكلم صديقاً آخر. ودمتم.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot