نافذة مشرعة

الدكتور أنتوني فوسي في عين الإعصار...!

الدكتور أنتوني فوسي في عين الإعصار...!


  الاستقطاب السياسي، والمعلومات المضللة، وشعبية نظريات المؤامرة، صنعت ضحية أخرى. هذه المرة أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة.
   قبل انتخاب دونالد ترامب، وخصوصا، ظهور الوباء، كان الدكتور فوسي مرجعًا موثوقًا، ومستشارًا للعديد من الإدارات، الجمهورية والديمقراطية. في عهد أوباما، تم الاستنجاد به عندما حان الوقت لشرح مخاطر فيروس الإيبولا للأمريكيين.
  وإذا كان القليل من الناس يعرفون فوسي خارج الدوائر السياسية والعلمية، فإن شراسة الوباء ساعدت في جعل عالم المناعة شخصية عامة، بالإمكان رؤيته وسماعه يوميًا.

   اعتاد على الظل أكثر من الأضواء، وكان عليه أن ينصح الرئيس والمسؤولين المنتخبين مع تفادي ممارسة اللعبة السياسية. وفي 2020-2021، يعتبر مثل هذا التوازن أكثر خطورة من أي وقت مضى. سبق ان كان فوسي في مرمى نيران بعض الجمهوريين لتجرؤه على مخالفة ادعاءات دونالد ترامب، وأصبح الآن هدفًا لحملة شرسة لتشويه سمعته وضرب مصداقيته.

    اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بهذا الأمر كثيرًا هذا الأسبوع، حيث كشفت العديد من المنشورات محتويات عدد من رسائل فوسي الإلكترونية تم الحصول عليها بموجب قانون الوصول إلى المعلومة. وكما أشار موقع “بوليتيكو” الإلكتروني، الجمعة، فإن الجمهوريين والمحافظين سارعوا إلى هذه الغنيمة المفاجئة، واستحوذوا على كل شيء بانتظام وخارج النظام، واتهموا الخبير بسرعة بكل الشرور. ويشهد الهاشتاج #فوسي ليكس و # فير فوسي، على ضراوة الهجمات.

   من جانبه، لم يتأخر دونالد ترامب في الإشارة إلى أنه كان محقًا في عدم الاستماع إلى هذا المستشار، وأن هذا الاخير كان مخطئًا منذ البداية. يستشهدون بالرسائل الإلكترونية خارج السياق، ويختارون المقاطع التي تخدم غرضهم، كان المهاجمون غير أمينين ولا يتحلون بالنزاهة الفكرية الى درجة أنه كان على المنصات إزالة عدة رسائل بعد التحقق من صحة الوقائع.

   وإذا لم يكن هناك حتى الآن دليل على أن الباحث البارز هو الشخص البغيض الذي يصوره نقاده، فمن الممكن مع ذلك انتقاده بشكل بناء، وإجباره على شرح خيارات معينة أو تصريحات معينة بشكل أفضل. وبعض التناقضات من السهل شرحها مع مرور الوقت.

   على غرار الدكتور أرودا في كندا، ارتبك بشأن ارتداء الكمامة. في يونيو 2021، حين بات الفيروس معروفا بشكل أفضل، ولا يوجد نقص في الكمامات الجراحية، قد يبدو الخطأ جسيمًا، لكن يجب تذكّر سياق فبراير ومارس 2020     وامام بقاء العديد من الأسئلة بدون جواب في الوقت الحالي بشأن أصل الفيروس، والتمويل الأمريكي المقدم لمختبر ووهان، الذي يشتبه الآن في أنه أصل الوباء، لا يسعني إلا أن أستنكر الهجمات الشرسة والمعلومات المضللة المحيطة بعمل أنتوني فوسي. انهم لا يقومون بتدمير منجز عمر وحياة مكرسة لحماية الشعب الأمريكي، وانما يتم نسف مصداقية المجتمع العلمي بأسره.

   يؤسفني أن البعض وصل إلى هذا الحد في انتقاد النخب. الى جانب الاعتداءات المتكررة على المؤسسات الديمقراطية، فإن تدمير العلماء يصيبني بالذهول. نفس هؤلاء العلماء الذين تسمح لنا جهودهم الشاقة اليوم بتخيل صيف وخريف طبيعي أكثر.
   مثلكم جميعًا، آمل أن يتم إلقاء بعض الضوء في النهاية على أصل كوفيد-19. ولئن كان أملي ضعيف في أن تسمح لنا التحقيقات الحالية بتأكيد ما حدث بعيدا عن اية شكوك، فان المطلوب على الأقل، استبعاد الأطروحات التآمرية، مثل ادعاء فوكس نيوز بأن فوسي ساعد في خلق الفيروس.
   أخبروني... في مواجهة الوباء، هل تسلّمون حياتكم إلى ترامب أو فوسي؟


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/