الصمت
كما أن هنالك صمت في الحياة فيوازيه صمت على خشبة المسرح، فالصمت لغة لأنه يُعبر عن إحساس قد لا تستطيع الكلمات التعبير عنها. الصمت في المسرح نوعان صمت مشبع بالإحساس وصمت ليس به أدنى إحساس والفيصل في الصمت ثقافة الممثل، لأن الصمت هو الكاشف الحقيقي لثقافة الممثل ومعرفة مدى امتلاك أدواته من عدمه ومدى قدرته على تحليل النص، فكيف تُشعر المتفرج بأن الصمت مليء بالإحساس والمشاعر؟
كثير من الممثلين عندما يكون في مرحلة الصمت يتجرد من الشخصية، فالصمت إحساس متصل بالشخصية، فالانفصال عن الشخصية هو انفصال عن الإحساس، فلا بد أن يُحافظ الممثل على إحساس الشخصية سواء أثناء حواره أو أثناء صمته.
فدراسة الشخصيات الأخرى في النص المسرحي تُساعد الممثل على إتقان الصمت لأنه على علم بكل الشخوص التي حوله، فحوارهم في ذهنه، وتعبئة الذهن والاستماع الجيد للحوار وأداء الشخصية المساندة لك، يوَلٍد إحساساً جيداً بالصمت، فكثير من الممثلين عندما ينتهي حواره تجده يفصل عن شخصيته لأنه لا يُركز على حوار الشخصية التي أمامه وهذا يظهر جلياً أمام الكاميرا أكثر من المسرح لأن الكاميرا سواء في المسرح أو التلفاز فيها الكثير من القطع والتوقفات عكس المسرح الحي والمسترسل أمام الجمهور.
فكم من المخرجين عندما يصمت الممثل يقول له – قتلت الإيقاع- وكم من مخرج عندما يصمت الممثل يقول له -أحسنت يا موهوب- المقياس هنا يرجع لثقافة المخرج والممثل، والصمت لا يجيده سوى الراسخون في المسرح.
الصمت إيقاع، إحساس، خيال، تركيز، مساحة إبداعية، تدريب، خبرة، اتزان، فيا صديقي الممثل لا تقلق من الصمت إن كان مشبعاً بالإحساس.
