القاضية المذعنة...!

القاضية المذعنة...!

  سرّ الإيمان عظيم، عادة ما يردد الكهنة. إن سر خضوع إيمي كوني باريت للأصولية الدينية أكبر. ويريد دونالد ترامب تعيين السيدة باريت قاضية في المحكمة العليا للولايات المتحدة.
   كيف يمكن لامرأة متعلمة، كانت أستاذة قانون في جامعة نوتر دام، أن تقبل إملاءات منظمة “اهل الحمد” التي هي من اعضائها؟ ومن بين البدع الأخرى، تُخضع هذه المنظمة أعضاءها لإرادة العقل المدبر، وأعلى المناصب الإدارية محجوزة للرجال. كما ان هذه المنظمة قريبة من الحركات الإنجيلية.
   وهذا دليل على انه يمكن أن تكون متعلمًا، ولكن لا تحسن التقييم والحكم ولا يكون لك رأيا، وهذا مقلق بالنسبة لشخص قد يصبح قاضيا في المحكمة العليا.
   هذا النقص في الراي والفكر، ربما يفسر أيضًا لماذا السيدة باريت ضد الإجهاض، وضد حقوق الأقليات الجنسية، وضد مساعدة الدولة للمواطنين، أو ضد خطط التأمين الصحي، ومنها برنامج أوباما كير.
   إن باريت أصولية دينية، وتؤكد أن إيمانها لن يتعارض مع وظيفتها كقاضية، لكن من الصعب التعامل مع ما تقول بجدية، خاصة أن معلمها يمكن أن يملي عليها أحكامه واراءه.

الأصوليون في قلب السلطة
   السيدة باريت ليست الأصولية الدينية الوحيدة التي وصلت إلى أعلى هرم السلطة في واشنطن. نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو، كلاهما كجرن الماء المقدس، يفتحان الإنجيل بشكل عشوائي قبل اتخاذ قرارات مهمة. إنهما يؤمنان حقًا بأن الله يتواصل معهما بهذه الطريقة... فترامب ليس الشخص الوحيد المضطرب عقليا.
   إن التاريخ مليء بالإمبراطوريات التي انهارت لأن الأصوليين الدينيين تولوا السلطة. ويعتقد العديد من المؤرخين، أن التعصب الديني للمسيحيين أدى إلى تسريع سقوط الإمبراطورية الرومانية. وفقدت إسبانيا قوتها في القرن السابع عشر لأن حكامها فضلوا دعم الكاثوليكية بدلاً من مصلحة الدولة. وفي هولندا في القرن الثامن عشر، ساهمت الصراعات بين الأصوليين الدينيين بشكل كبير في إفقار البلاد. وفي عصرنا، تشترك طالبان أو التنظيمات الشيعية الإيرانية أو اتباع داعش، في أنهم أبقوا شعوبهم تحت نير ظلامية معيقة.

الظلامية الدينية
   هذه الظلامية الدينية نفسها موجودة في كل مكان في الولايات المتحدة. على سبيل المثال، يعتقد الإنجيليون أن التعجيل بنهاية العالم أمر جيد، لأن حكم الله سيأتي أسرع. ويشكل الإنجيليون 25 بالمئة من سكان الولايات المتحدة. ويعمل البنائيون المسيحيون، وهم مجموعة صغيرة لكنها مؤثرة، منذ عقود لتأسيس نظام ثيوقراطي في الولايات المتحدة وإخراج العلم من المدارس.
    إن تعيين إيمي كوني باريت هو أكثر من مجرد معركة بين المحافظين والليبراليين، إنه صراع من أجل تحويل الولايات المتحدة إلى دولة دينية.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot