القرآن يحذر من أحاديث اللهو
يحذر القرآن من أحاديث اللهو التي تصرف الناس عن الأحاديث الجادة التي تدعو إلى الحقيقة، فمن الناس من يقبل على سماع الأحاديث الكاذبة أو المغرضة التي تباعد بينه وبين الأحاديث المؤثرة الداعية إلى الثقافة والرؤية الواضحة، من أجل ذلك جاءت الآية السادسة من سورة لقمان بقولها “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ” لتدعو من يستمع إلى أحاديث واهية أو كاذبة أو ملفقة، حتى ولو كان بحسن النية، أن يتوخى الحرص حتى لا يكون ألعوبة بين يدى المغرضين والكافرين، الرافضين للدعوة الحقة، التي تعمل على تنمية العقول وتطهير القلوب وطمأنة النفوس، فعلى كل إنسان ألا يستمع للشائعات والوشايات، حتى ولو لبست ثوبا مزيفا يبدو وكأنه الحقيقة بعينها، وقد كان للرسول عليه السلام مقولة فى هذا الشأن تقول “ المؤمن كيّس فطن”، فلا يجب على المؤمن أن يجري وراء لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم، فيفتقد الجدية في القول ويقبل على هزل الكلام بما يحويه من الأكاذيب والأضاليل، فمن لا ينتهي عن مواقفه المائعة فإن العذاب يلاحقه في دنياه وآخرته، فعذاب الدنيا في الهزيمة وعذاب الآخرة في الندامة. وفي مكة من كانوا يجابهون الرسول الكريم، ويعملون على عداوته، والآية “ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (لقمان: 7) رغم عموميتها إلا أنها تكاد تشير إلى شخص بعينه، حينما يستمع إلى القول الحكيم والكلمة الصادقة والمعاني السامية، فإنه يمضى مستكبرا وكأنه لا يبالى ولا يسمع حتى لا يراجع نفسه، فقد أعماه الكبر عن حسن الاستماع، وكأن في أذنيه وقرا يجعله أصما، فمن كان مصرا على عدم الاستماع وتقبل النصيحة فليس أمامه إلا رحلة طويلة من العذاب الموجع، يوم أن تلحق به الهزيمة وما يصاحبها من خزي وعار وعذاب أليم، يستمر في حياته ويطارد روحه بعد مماته حتى يوم العرض على الله، ليلقى حسابه وجزاءه.
www.zeinelsammak.com
www.zeinelsammak.com